من داخل معرض نفاج .. عمر كمال: الفن التشكيلي يساهم في صناعةالسلام

معتز حمدان : ننشد سودان خال من العنصرية والجهوية
من داخل صالة مركز التسامح بالدقي تجولنا في معرض حمل عنوان (نفاج) لثلاثة تشكيليين و هم عمر كمال، ومعتز حمدان، وساره عاصم . مجموعة من اللوحات ذات الألوان الزاهية والتي تحمل مضامين عديدة. سألنا عمر ومعتز فكانت هذه الإجابات :
بدأنا بِعمر كمال أولاً
– لماذا نفاج بالتحديد؟ الاسم والمقصود منه .
_ نفاج تعودنا عليه في صغرنا هو المدخل بين مكان و آخر و السمة المميزة كانت لنا أن هذه الأمكنة مليئة بالحنين، لدرجة أنه في (ضل) النفاج يمكن أن تنام بطمأنينة . و المقصود بتسمية نفاج أنه مدخل بين اللوحة و صانعها و متلقيها بنفس المحنة و الحنين، نفاج بيننا وبين ثقافتنا في زمن الحرب و الحرابة التي ادهشتنا في بربريتها . و لكن بجانب ذلك لن نرفع الرايه ستكون ادواتنا الفاعلة هي ما نملك لشكل شهادتنا في نفاج بعثاً للسلام و ضد الحرب و تحديداً ضد الجنجويد الذين عاثوا في الأرض الفساد .
نفاج محبة و محنة أقيم في مركز التسامح لأننا بالفن يمكن أن نتسامح و نرتقي، ولكن بعد أن يقول الحق كلمته و تنتهي مليشيات الحرب .
مقصدنا ثلاثتنا كنا نؤمن بأن الفن هو صانع السلام .
– كيف التقيتم انتم الثلاثه وقررتم إقامة معرض مشترك؟
_ سارة و معتز و عمر نرسم منذ سنين طويلة مع بعضنا، أقمنا العديد من المعارض داخل السودان و خارجه، حينما فاجأتنا الحرب احتجنا إلى زمن كي نرتب ما شتتته و كان الخطب العظيم شتات النفس و النفسيات … قررنا أننا لن نستسلم و نبشر بثقافتنا و جمالها و عراقتها.. و أن نقيم هذا المعرض رغم كل الظروف و التحديات … لأننا نؤمن بما نفعل .
– ماذا تريد أن تقول من خلال المعرض؟
_ أريد أن أقول أن الإنسان خلقه الله آية في الجمال و الكمال، و اذا ظل على فطرته حقق بهذه الفطرة كل الكمال الإنساني . و أن الفن هو الحياة بكل معانيها، الفن يهذب، و الفن يغير، الفن هو النفاج الذي نصل به إلى أرواحنا، و هو النفاج الذي لا يمكن إغلاقه. الفن هو أن تكون إنساناً حقاً لأنه نفاج للتأمل، و التأمل في التعبد هو الذي يرتقي بالعبد إلى درجة الإيمان و التي يعقبها اليقين . الفن نفاج الروح .
– ماهو تأثير الحرب على اللون لديك ثم على اللوحات؟
_ الحرب لعينة ، وهي تمحي الألوان و تحولها إلى ألوان البؤس و الكآبة و الشتات . كنت و ما زلت أتعامل مع الألوان بأنها علاج، أنها ركازة يمكن أن تصعد بها إلى عالم الإتزان لذلك قصدت أن أتعامل بالألوان و اعتبرها أول ما يدفع الحرب و يدافع عن السلام . و أول سلام هو السلام الداخلي .
– هل هناك دور للفن التشكيلي في السلام؟
_ بالتاكيد الفن التشكيلي هو الذي يسهم في صناعة السلام و في هذا تم تأليف كتب و مجلدات . و قناعتي أن الفن رمز السلام .
– مامدى إقبال الجمهور غير السوداني على المعرض؟ وهل يشترون بعض الأعمال؟
_ الجمهور بشكل عام في الشرق الأوسط ينظر إلى المعارض الفنية بنظرة كماليات و طبقية . و الجمهور الذي يجهد نفسه ليصل إلى قاعات العرض قليل جداً سواء من جانب البلد المضيف (تحيا مصر) أو الجانب السوداني، و لكن الفن لا يتوقف سواء عُرِض و حضر جمهور أو لم يُعرَض … الفن مكوّن في الحياة يتساوى مع النار و الكلأ و حديثاً الأكسجين، و المقولة التي تقول الناس شركاء في النار و الكلا، أضيف إليها الناس شركاء في تذوق الفن و لو أنتجه غيرهم .
وهنا نسأل معتز :
– هل أثرت الحرب على اللون لديك؟ وعلى شكل اللوحات؟
_ أثرت الحرب على الجميع من صاحب ( الدرداقه ) لصاحب المصنع الوجع واحد ، عن نفسي شاركت بعد صعوبه في هذا المعرض .
– ماهي رسالتك من خلال المعرض؟
_ رسالتي من خلال المعرض أن نفتح نافذة أمل للغد لسودان جديد معافى من العنصرية والجهوية وممتلئ بالسلام والمحبه .
– هل تفاعل الجمهور غير السوداني مع المعرض (حجز أو شراء أعمال؟ )
_ زار المعرض حضور أنيق من السودانيين المحبين للفنون و إخوة عزيزين من الفنانين أضافوا للمعرض روح من المحبه والأخوّة .