حوار مع القاص والشاعر والناقد العراقي الأستاذ الدكتور مازن الخيرو(٢-٢)

 

  • النقاد عباقرة الفكر والأدب، تعمقوا في فهم الإنسان والحياة والكون
    —————————————-
  • الأدب العراقي وصل الذروة في الإبداع والتألق
    _________
  • لدي مجموعة قصصية ستنشر قريباً
    _______

حوار/فائزة إدريس
_______
صدق الشاعر الكبير عبدالرازق عبدالواحد حين قال:
هو العراق سليل المجد و الحسب
هو الذي كل من فيه حفيد نبي
تشد أصداء سودانية الرحال إلى بلاد الرافدين العراق بلاد أعرق حضارة بالتاريخ، بلاد ألف ليلة وليلة، تلك التي أنجبت أحد أعظم الشعراء العرب ألاوهو أبوالطيب المتنبي في العصر العباسي وكذلك الفرزدق، وأيضاً في العصر الحديث ذاع صيت عبد الوهاب البياتي ومحمد مهدي الجواهري ونازك الملائكة وأحمد مطر وبدر شاكر السياب وجميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي وغيرهم من الأدباء والكتاب.
حيث إلتقت بالأستاذ الدكتور مازن موفق صديق الخيرو، وهو أستاذ جامعي في جامعة الموصل /العراق، مختص بالبلاغة والنقد الأدبي، فضلاً عن ذلك عضو الإتحاد العام لأدباء العراق، كاتب للشعر والقصة القصيرة والخاطرة.
فمن خلال هذه السطور يحلق بنا الأستاذ الدكتور مازن إلى عوالم الأدب وفنونه فيطوف بنا في القاهرة عبر معابر الروح ويحط بنا الرحال في الشارقة لنلقي نظرة لسجين خارج النافذة ومن ثمّ نتدبر في بلاغة الأنماط الأسلوبية للالتفات في القرآن الكريم.
** إلى أي مدى يمكن (للقصة/الشعر /الخاطرة) أن تغير مفاهيم المجتمعات؟
________
في الحقيقة الأدب بكل أشكاله البنائية رسالة موجهة إلى متلقي، فأكيد هذه الرسالة توجه المتلقي إلى حقل قناعاتها ورؤيتها لكن بأسلوب جمالي تستطيع البوح بالكثير من الأشياء والأفكار. ولدي سؤال أوجهه للقارئ العربي، أين طبقة المتلقين في عصرنا الحاضر؟ من يقرأ؟ وقد ضاعت فكرة:
أََعَزُ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابحٍ
وخَيْرُ جَلِيسٍ في الزّمانِ كتابُ
قالها أبوالطيَّب المتنَّبي، يوم كان للأدباء والشعراء دورٌ في التوجيه المجتمعي. أما الآن فمن يوجه الجمهور أشياء أخرى لاقوة الكلمة والثقافة.
** يحتد النقاش حول النقد والنقاد بالسلبية أحياناً وبالإيجابية أخرى.. مارأيك؟
_________
لا.. هذه الفكرة غير مقبولة، فمفهوم النقد وطبقة النقاد يفترض هم من ينبض ويُبنى بهم المجتمع؛ لأنهم عباقرة الفكر والأدب، تعمقوا في فهم الإنسان والحياة والكون، يغوصون في أعماق الخطابات الأدبية لقراءة النفس الإنسانية وإبداعها، فإبداعهم إبداع يضاف إلى إبداع المبدع الذي أبدع الخطاب فإبداعهم مزدوج وعميق رؤية وتحليلاً.
** كيف تنظر للأدب العراقي. هل وصل إلى حيث يجب أن يصل؟
_________
نعم أنا على قناعة أن الأدب العراقي وصل الذروة في الإبداع والتألق لأن العراق يتناسل فيه الأدب والثقافة والإبداع جيلاً بعد جيل، وبطبيعة تكوين الإنسان العراقي فإنه مبدع ينبثق الإبداع منه في أي وقت كان لطبيعة البيئة التي يعيش فيها، والأحداث التي يمر بها؛ ولأنه صاحب حضارات.
** هل أثرت التقنيات الحديثة على تطور الأدب العربي أم أدت إلى تراجعه من وجهة نظرك؟
_________
بطبيعة الحال أثرت التقنيات الحديثة على تطور الأدب، فظهر مصطلح الأدب التفاعلي أوالرقمي الذي يوظف تقنيات التكنالوجيا الحديثة من موسيقى وصور ومؤثرات وحركات وغيرها من التقنيات لإيصال فكرته، فانتقل الخطاب الأدبي من النص الكتابي إلى التفاعلي، من خلال استعمال قنوات التواصل الاجتماعي المتعددة لبثه إلى المتلقي بل وصل به الحد إلى جعل المتلقي مشاركاً في هذا الإبداع، إذ يستطيع وفق تقنية معينة، إضافة شيء إلى خطاب المبدع، كأن يكتب خاتمة الرواية أوتكملة البيت الشعري وغير ذلك، وكذلك جمع أكبر عدد من المتلقين بواسطة الفضاء الرقمي المفتوح.
**ماالجديد الذي ينتظره القارئ العربي منك في الفترة القادمة؟
_________
لدي مجموعة قصصية جديدة ستنشر قريباً إن شاء الله في الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.