سلسلة كتابات غسان كنفاني إلى غادة السمان (٩)

مكاتيب
____

________
عزيزتي غادة
الراديو أخرس مايزال، والشوفاج فوضى، والزمور لايصرخ إلا إذا إنعطفت لليسار، والسائقون الآخرون مستعجلون، كما كنا نراهم دائماً، لاأفتح لهم الطريق إلامع شتيمة وليلة أمس غيرت عجلاً تحت المطر وحين إنتهيت خيل لي أنّ وجهي كان مغسولاً بالدموع لابالمطر. أريد أن أكتب لكِ، أن أكتب لكِ كل لحظة ليل نهار، في الشمس البدأت تشرق بحياء تحت سياط الصقيع، في الصباح البارد والمساء والعتمة، في ضياعي وجنوني وموتى.. (اطمئني، إن صحتي جيدة وآخر ثلاثة أيام كنت مريضاً جداً ولكنني لم أنم واليوم أتحسن) .
لم أكتب شيئاً في روايتي، أعمل في المحرر لديّ فكرة لمسرحية سترينها في (الأوراق الخاصة) (إسم زاوية في جريدة المحرر يومئذٍ). لاأعرف متى أكتبها.. أعرف فقط أنني أنتظرك.
(غسان كنفاني)