ترجمة (البنغالية إلى العربية).. تقرير خاص لـ(أصداء سودانية) من الهند

بنغال الغربية – د. مخلص الرحمن
استضافت كلية لالغولا بالتعاون مع كلية (هيرالال باكات) ندوة دولية تحت عنوان (دور الترجمة العربية من البنغالية في إثراء الحضارة والثقافة الإنسانية) مع تركيز خاص على كتابات طاغور ونذر الإسلام للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لعام 2024م.
وعُقدت الأول من أمس الخميس، وشهدت حضورًا لافتًا من الأكاديميين والباحثين والمثقفين من أنحاء الهند، بالإضافة إلى مشاركين من دول أخرى عبر الإنترنت، مما أتاح تبادلًا ثقافيًا وفكريًا ثريًا.

هدفت الندوة إلى استكشاف تأثير الترجمة العربية في نشر الأدب البنغالي، وخاصة أعمال رابندراناث طاغور والقاضي نذر الإسلام، في العالم العربي، كما سعت إلى تسليط الضوء على أهمية الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي والحوار بين الحضارات.
وافتتحت بكلمة البروفيسور د. إشارات علي ملا من جامعة (كلكتا) مؤكدًا على أهمية اللغة العربية كلغة حضارة وتواصل ودور الترجمة في بناء الجسور بين الثقافات، فيما شارك البروفيسور د. محمد شهيد الإسلام من جامعة داكا عبر الإنترنت، وقدم رؤى ثاقبة حول موضوع الندوة.
ثم أعقبه إفتراضيًا أيضًا د. نور الإسلام، مدير كلية (هيرالال باكات)، متحدثًا عن أهمية التفاعل بين اللغتين العربية والبنغالية.
من جانبه، أشاد مدير كلية (لالغولا) د. تابان بار، مدير الندوة، بجهود قسم اللغة العربية في التنظيم وعلى مقدمته رئيس القسم د. محمد سعيد الرحمن.
ركزت الندوة محاورها على أعمال شخصيتين بارزتين في الأدب البنغالي – وهما روبندروناث طاغور والقاضي نذر الإسلام – اللذين تجاوزت كتاباتهما الحدود اللغوية والثقافية إذ تمت ترجمة أعمال هذين الشاعرين المعروفين بمبادئهما الإنسانية والوطنية إلى العديد من اللغات، بما في ذلك العربية، مما سمح لفلسفتهما بالوصول إلى جمهور أوسع وأشمل كما سلطت محاور الندوة الضوء على التأثير العميق للترجمات العربية في جعل هذه الأعمال في متناول الجماهير الناطقة بالعربية وتعزيز التفاهم الثقافي المتبادل.
انقسمت الندوة إلى جلستين؛ حضورية، والثانية افتراضية، حيث قُدمت عشرات البحوث القيمة التي أبرزت إسهامات الأدب البنغالي في العالم العربي من خلال الترجمة.

واختتمت حضوريًا، حيث استلهم المشاركون والمنظمون من النسيج الثقافي الثري الذي كشفته ترجمة روائع الأدب البنغالي إلى العربية كما أكد المشاركون على أهمية استمرار الحوار الثقافي بين اللغتين العربية والبنغالية، وتعزيز جهود الترجمة في هذا المجال.
وخلص الحضور إلى عدة توصيات، من بينها توثيق ونشر أبحاث الندوة لتعميم الفائدة، ودعم وتشجيع الدراسات البحثية بإجراء مقارنات بين الأدب البنغالي والعربي، وتشجيع المزيد من المبادرات للترجمة، مع تسليط الضوء على القيم المشتركة بين الثقافتين.
علاوة على تنظيم المزيد من الندوات والمؤتمرات الدورية لمواصلة الحوار حول دور الترجمة في تعزيز التفاهم الثقافي، واستكشاف آفاق جديدة لترجمة الأدب البنغالي إلى العربية، بجانب توسيع نطاق التعاون الأكاديمي، وإدراج الأدب البنغالي المترجم ضمن المناهج الدراسية في أقسام اللغة العربية واللغات الشرقية، لتعريف الطلاب بثراء هذا الأدب وتأثيره في الفكر العالمي.
وأيضًا خلص المجتمعون إلى تشجيع التفاعل بين الكتّاب والمترجمين بتنظيم لقاءات وورش عمل بين الأدباء البنغاليين والمترجمين العرب لتبادل الرؤى، مما يسهم في تحقيق ترجمة أكثر دقة وإبداعًا.

  • كلية هيرالا باكات، نالهاتي، بيربوم