
أنقياء السريرة
صمت الكلام
فائزة إدريس
*تطلق عبارة أنقياء السريرة كوصف للأفراد الذين يحملون بين جنباتهم قلباً ناصع البياض لايحمل حقداً ولاكرهاً لأحد، وتعاملهم مع الغير بصفاء لاتشوبه شائبة ولايكدره كدر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله. ألا وهي القلب (رواه البخاري ومسلم). يشير هذا الحديث إلى أهمية نقاء القلب وتأثيره على المرء في الحياة.
*ويتحلون أولئك بصفات جميلة تميز شخصياتهم، وتضفي عليها إشراق وتشير لمكنون قلوبهم البيضاء ، فما من أحد تحلى بالصدق في الأقوال والأفعال إلا وكانت سريرته نقية، ومامن أحد ضمر الخير للناس إلا وكان يسبح في بحر الصفاء، ومامن أحد بات التسامح وتجاوز أخطاء الغير والعفو من شيمه إلا وكان اللون الأبيض يزين قلبه.عن معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أفضلُ الإيمانِ الصبرُ والسماحةُ)، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما-قال الرسول صلى الله عليه وسلم-: (اسمحْ يُسْمَحْ لكَ).، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه – قال: (ما رأيتُ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- رُفِعَ إليه شيءٌ فيه قِصاصٌ إلَّا أمَرَ فيه بالعَفوِ).
*ويشعرون بمعاناة الآخرين فيعملون على تقديم الدعم والمساعدة لهم دون إنتظار مقابل منهم،قال صلّى الله عليه وسلّم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضُه بعضًا).
*نواياهم خالصة.،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) (رواه البخاري ومسلم). فيُظهر هذا الحديث أهمية نقاء السريرة في الأعمال، حيث يتم تقييم العمل بناء على النية
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أخلصوا أعمالكم لله، فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً له) (رواه النسائي)، فيؤكد هذا الحديث على ضرورة إخلاص النية في جميع الأعمال.
*ويلعب أنقياء السريرة دورًا مهمًا في الحياة، حيث يعززون من قيم التعاون و التعاطف بين الناس ويساهمون في نشر روح الألفة والمحبة، مما يؤدي إلى بيئة محفوفة بالسلام والوئام.
نهاية المداد
الإنسانية هي ألا يتم التضحية بإنسان في سبيل غاية
(البرت شفايتز)