
تشكيل الحكومة ورئيسها … قبل أن يقع الفأس على الرأس
بالواضح
فتح الرحمن النحاس
*أسوأ مقدمات بناء معمار الدولة في هياكلها العليا، أن يتدافع بعض الناس لنيل مقاعد فيها، وأن يلجأ بعضهم لتزكية نفسه، وفرض (سيرته الذاتية) علي الرأي العام مايشبه (الدعاية الإنتخابية) التي تعتبر (مقبولة) لطبيعة الظرف الذي تجري فيه، أما أن تأتي علي أعتاب تشكيل حكومة في ظرف (إستثنائي)، فهذا يجعل أصحابها عرضة للإتهام بأنهم طلاب (مصلحة خاصة)، فتولي مقاعد في هياكل القيادة العليا للدولة يجب أن يستند علي القاعدة الذهبية (إختيار القوي الأمين)، الذي يفهم أن (العمل عبادة) وان الوظيفة القيادية تؤدي لوجه الله وخدمة الشعب، وهي ليست (وجاهة)، ولاتقبل التنافس (المفضوح) لنيلها، والأفضل أن ياتي الإختيار لها بتزكية من آخرين لهم دراية بكفاءة المرشحين لها، وأن يتم ذلك بعيداً عن الأضواء الكاشفة التي (تفرخ) ظاهرة التنافس و(التلهف) لنيل الوظيفة المعنية، فالقيادة في الهياكل العليا للدولة، وفي هذا المنعطف المحفوف بإفرازات الحرب، لاتقبل (الميوعة ولا الضعف) لأنها ستكون (شاقة)، فاعطوها لمن يستحقها.
*معاناة ممتدة ابتليت بها الخدمة العامة في السودان منذ فجر الإستقلال، بسبب (ضعف الكفاءة) عند الكثيرين من العناصر الذي شغلوا مواقع (قيادية) في أجهزة الدولة، فأضاعوا على البلد الكثير من الوقت، وماذلك إلا لأن الإختيار جاء (بالمجاملات) علىحساب الكفاءة، لذلك فإن المعيار عند إختيار العناصر أن نضمن الكفاءة والقدرة علي (الأبداع) وإبتكار الحلول (لمعضلات) ومصاعب العمل العام, أما في جانب الحكومة فلابد من (توخي الحذر) فلانقع في فخ (العناصر الرخوة) عديمة الكفاءة والقدرة على إدارة المرافق العامة، وأن (نتخطي) كل من نحس فيه تزكية نفسه بنفسه وإطلاق (دعاية إعلامية) لكسب تعاطف الجهات المنوط بها الإختيار.
*أصحاب الكفاءآت الحقيقية لايزكون أنفسهم ولا يتدافعون في (مظاهر مسطحة)، فهم و(اثقون) في قدراتهم لكنهم لايسعون (لتسويقها) ويتركون للآخرين أن يحكموا عليهم بأعمالهم، فابحثوا عن هؤلاء فهم قابعون خلف (الصمت) وبعيدا عن الأضواء، ولديهم من (القوة الذاتية) مايمكنهم من تأدية أعمالهم بحرية تامة هي بالضبط المفتاح للإبداع في العمل العام.