إنهيار (أربعات) فاقم المشكلة مياه البحر الأحمر .. أزمة متجددة (١)

 

بورتسودان – أحمد عمر خوجلي:  

فجرت تداعيات إنهيار سد (أربعات) الإسبوع الماضي ، قضية مياه مدينة بورتسودان وكل ولاية البحر الأحمر مجدداً وبقوة ، إذ أن سد (أربعات) عبر مخزون المياه المباشر ومجموعة الآبار في داخل المجرى وحوله هي مصادر المياه الوحيدة تقريبا التي تغذي المدينة ، وقد ظل هاجس المياه في المدينة أحد الهواجس والمشاكل المزمنة التي أعيت المسؤولين في محاولات مداواتها ، والتي بذلتها إدارات هيئة المياه المتعاقبة على مستوى إدارة الولاية ومحلية بورتسودان .
أدناه عرض لآخر التقارير التي وضعتها لجنة من هيئة المياه بحكومة الولاية قبيل التطورات الأخيرة ، ومن خلال عرض هذا التقرير يسهل الوقوف على طبيعة الأزمة وتاريخها ووجوهها المختلفة، وما كان ماضيا من معالجات لموضوع مياه ولاية البحر الأحمر ، حتى احداث ومستجدات السيول الأخيرة وتداعياتها .

 

خلفية عن المشكلة :

تتمثل مشكلة المياه في مدينة بورتسودان في عدم وجود مصادر ثابتة للمياه العذبة ، عدا ما تجود به مياه الأمطار المتذبذبة التي تغذي خزان (أربعات) مصدر مياه الشرب الوحيد بالمدينة التي شهدت خلال العشرين سنة الماضية توسعا كبيرا في عدد السكان زاد من الحاجة إلى المزيد من المياه ، فقد زاد عدد أحياء المدينة من أحد عشر حياَ في العام 1964م إلى أكثر من 190 حيا الآن ، وأسباب ذلك الهجرة إلى المدينة لمختلف الأسباب ، وتوسعت الأحياء العشوائية وغير العشوائية حول المدينة، واصبحت عربات ( الكارو) تعمل كبديل لتوصيلات المياه العادية الرسمية بتجوالها داخل الأحياء ومدها بالمياه ، مقابل مبالغ ترتفع وتهبط حسب نظرية العرض والطلب، حيث يشهد فصل الصيف المعاناة بسبب ارتفاع الأسعار التي تجد الطبقات الفقيرة صعوبة في تحملها .
ذروة المشكلة وصلت في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، واستمرت المشكلة حتى الأعوام الأخيرة لتبرز الحاجة إلى مجهودات كبيرة، حيث تم تكوين لجنة أوكل إليها عملية الإشراف ووضع الخطط لحل المشكلة وتنفيذها.

 

الاحتياج الفعلي:

يقدر الاحتياج الفعلي لسكان الولاية البالغ عددهم نحو مليون وتسعمائة ألف نسمة مضاف اليهم عدد الوافدين في عام الحرب الأخير من ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار ومناطق كردفان ودارفور، وقد أشار والي الولاية في حواره مع ( اصداء سودانية) إلى أن عدد سكان الولاية تضاعف ربما إلى ضعفين ، والاحتياج اليومي يصل إلى حوالي 200 ألف متر مكعب يوميا، وكان العجز قبل حركة ومقدم الوافدين إلى مدينة بورتسودان والولاية عموما يصل إلى النصف .

 

سدود المياه بالولاية :

هناك العديد من مصادر المياه بالولاية أهمها السدود وفي مقدمتها سد (أربعات) الذي تستفيد منه محليات القنب والاوليب بورتسودان)، حيث يصل الإنتاج اليومي إلى 40 ألف متر مكعب، وفي ذات المجرى وحوله توجد مجموعة من الآبار بمنطقة أربعات وتستفيد منه المحليتين بنسبة إنتاج تصل إلى 30 ألف متر مكعب يوميا، ونجد في مدينة بورتسودان ايضا من السدود (موج) بطاقة انتجاجية تصل 10 الف متر، و(دم) و(سلالاب) ويخزنان كميات من المياه ولكن لا تتوافر فيهما خطوط ناقلة كما هو الحال في (أربعات) و(موج)، وفي محلية سنكات نجد سدود (جبيت الأشراف) ، (تأوي) ، (تيتا) وسد (هابت) والتي تصل طاقتها الانتاجية مجتمعة إلى ثمانية ألف متر مكعب من المياه، ونجد في سواكن سد (هيدوب) بانتاجية تصل خمسة ألف متر مكعب ، وفي عقيق نجد سد (طي) الذي ينتج ألف متر مكعب، ومحلية هيا تتغذى من سد (قاديت) بـ 2 ألف متر ، وسد (اوسيف) في محلية (اوسيف) الف متر ، أما سد (كور) الذي يغذي محلية جبيت المعادن فلا خطوط ناقلة ترصد حجم انتاجيته .

 

سد أربعات :

تمّ اكتشاف خور أربعات في العام 1905م ، وبعد نحو 15 عاما بدأت عمليات حفر عدد من الآبار ، وفي العام 1925 م تم سحب أول انبوب رئيسي ، والسحب لخزان مرتفع في جانبي المدينة الشرقي والغربي بجانب الخزان الأرضي، الآبار التي تم حفرها لا يزال بعضها يعمل حتى الآن وتواصل حفر المزيد منها مع السنوات وبحسب تزايد الحاجة، في العام 2004م انتهى إنشاء السد العلوي ل (أربعات) بسعة اجمالية 16 مليون متر مكعب ، أما السد الترابي (السد الرابع) فتبلغ سعته 5 مليون متر مكعب .

 

مشكلة مزمنة :

حدثت مشكلة في بوابات سد (أربعات) منذ العام 2004م أدت إلى تراكم الأطباء الشئ الذي أدى إلى فقدان 75% من سعة السد التخزينية، وقد استحدثت طريقة السحب بنظام السايفون من أعلى السد وتعمل حتى يبلغ وصول المنسوب إلى 50 سم، ورأى الخبراء في هذا الأمر وجاهة المقترح الذي يشير إلى عمل بنطون وسحب بواسطة الطلمبات .

 

محطات التحلية :

تعتبر محطات تحلية المياه من المصادر المهمة للمياه بالولاية، ومنها محطة الشاحنات بورتسودان بإنتاجية 3 آلاف متر مكعب يوميا وهي قيد الصيانة وإعادة التأهيل الآن ، محطة سواكن بانتاجية تصل إلى 500 مترمكعب، وتستفيد محلية سنكات من محطتي تحلية جبيت وسنكات بما يصل إلى 500 ألف متر مكعب ، وتمد محطة تحلية دونقناب محلية جبيبت المعادن بـ 120 متر مكعب ، ومحطة اوسيف تمد المحلية بحوالي 250 متر مكعب، وبمنطقة سلبونا هناك محطة يصل انتاجها اليومي إلى مليون لتر مكعب وهي قطاع خاص .

الآبار السطحية:

محليات ومناطق الولاية غير المتاخمة للبحر تعتمد

على الابار السطحية وهي تتفاوت في نسب الانتاجية
ونواصل .