“التايمز”: السودان ينحدر إلى الجحيم مرة أخرى والعالم لا يبالي
تساءلت صحيفة التايمز البريطانية لماذا يتجاهل العالم الحرب السودانية التي وصفتها بـ”الشرسة”، حيث تسببت في خسائر بشرية جمة مع إحراق المدن ونزوح الملايين وعرضت البلاد إلى أسوأ مجاعة لها منذ 40 عامًا.
التاريخ يعيد نفسه في السودان
وتحت عنوان “حرب أفريقيا الأبدية: كيف انحدر السودان إلى الجحيم مرة أخرى”، قالت الصحيفة في تقرير مطول، إن التاريخ يعيد نفسه في السودان، فهناك عشرة ملايين نازح داخل البلاد، ومليوني لاجئ. ويحتاج نصف سكان البلاد البالغ عددهم 47 مليونًا إلى مساعدات غذائية بينما يعاني 750 ألف شخص بالفعل من الجوع في ما قد يصبح أسوأ مجاعة منذ 40 عامًا”.
وأضافت: “لقد أحرقت مئات المدن والقرى في خضم حرب أهلية شرسة. وتتعرض النساء والفتيات للاغتصاب، ويطلق الرصاص على الشباب بمجرد رؤيتهم أو يضربون حتى الموت لمجرد الاشتباه في انتمائهم إلى جماعة خاطئة حتى في العاصمة الخرطوم”.
وتابعت: “ويخشى بعض الخبراء أن يرتفع عدد القتلى بسبب الجوع والمرض إلى أكثر من مليوني شخص بحلول نهاية العام، وهو رقم أعلى كثيرًا من الحروب الحالية الأخرى”، في إشارة إلى الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا.
وأردفت: “ومع ذلك، بالمقارنة مع ما حدث قبل خمسة عشر أو عشرين عامًا، عندما وقعت كوارث مماثلة في البلد الإفريقي، فإن العالم لا يبالي”، في إشارة إلى الحرب الأهلية التي اندلعت في إقليم دارفور الواقع في أقصى غرب البلاد في عام 2003، والحرب الأهلية الأخرى التي انتهت باستفتاء في يناير 2011، لسكان جنوب السودان لصالح تشكيل دولة جديدة.
وأشارت إلى أنه بعد أربعة أسابيع من تحديد خبراء الأمن الغذائي المعتمدين من الأمم المتحدة أن المجاعة عادت إلى السودان، وافقت القوات المسلحة السودانية على السماح للأمم المتحدة بعبور الحدود مع تشاد لنقل المساعدات الغذائية التي وصفتها بأنها “مجرد قطرة”.
وأضافت: “أنه من المرجح أن يموت الملايين من الجوع. ومع ذلك، بالمقارنة بحالات الطوارئ السابقة في دارفور أو جنوب السودان، فإن العالم غير مبال”.
وتابعت: “الأمم المتحدة غائبة تقريبًا. وكان المبعوث الخاص للولايات المتحدة، توم بيرييلو، نشيطًا عندما دعا إلى محادثات السلام في جنيف الشهر الماضي، لكن المشكلة بالنسبة لبيرييلو والسودان هي أن الرئيس جو بايدن لم يُظهر أي اهتمام”.
وخلصت التايمز تقريرها المطول، إلى أنه مع تدفق الملايين من السودانيين عبر الحدود الدولية وارتفاع الخسائر البشرية والعبء الاقتصادي للكارثة بلا هوادة، “فنحن بحاجة إلى إحياء الجهود التعاونية، بدءًا بتمويل عمليات المساعدة على نطاق واسع”، حيث البديل الذي يتكشف اليوم “كارثي بالنسبة للسودانيين وسيئ لبقية العالم”.