أحداث في ليبيا وتشاد أثرت على الأوضاع السودان…. أسرار المؤامرة الكبرى (١-٣)
- المناطق الشرقية من تشاد على الحدود مع دارفور تأثرت بتداعيات الحرب الأهلية
- مليشيا الجنجويد تسببت في مقتل المئات في مقاطعات (وادي فيرا) و(وادي وسيلا) في تشاد
تقرير – علي منصور :
تعتبر تشاد دولة جوار مضطرب للسودان من ناحية الغرب حيث تشهد عدم استقرار سياسي منذ وفاة الرئيس السابق إدريس ديبي إتنو في عام 2021 وكان جيش ديبي القوة القتالية الأكثر فاعلية في المنطقة في محاربة الجماعات الإرهابية نظرًا لقدراتها الاستخباراتية والأمنية وباعتبارها ركيزة استقرار في منطقة هشة وقوس أزمات ممتدة تم الاتفاق على جدول زمني للفترة الانتقالية مدتها 18 شهرًا إنتهت بإجراء انتخابات وكلما طال أمد الصراع في السودان زادت احتمالية امتداده عبر الحدود التشادية التي يسهل اختراقها وزعزعة استقرارها والتأثير على منطقة الساحل الأفريقي بأكملها في ظل التاريخ والتراث المشترك والحدود المتشابكة بين البلدين في ظل التداخل السكاني بين تشاد والسودان وتفاقم الأزمات الأمنية، تشترك تشاد في حدود طويلة تبلغ 1300 كيلومتر مع السودان إذ عانت المناطق الشرقية من تشاد على الحدود مع دارفور في غرب السودان من تداعيات القتال والحرب الأهلية في تلك المنطقة عام 2003. كما تسببت مليشيات الجنجويد في مقتل عدة مئات في مقاطعات وادي فيرا وواداي وسيلا كما توجد مجموعة من المجتمعات التي لم تُوقف الحدود الإدارية حركتها وتشمل مختلف القبائل العربية والزغاوة والتاما والمساليت تم حشدهم في السابق من قبل حركات مسلحة وقامت الجنجويد بتعبئة الجاليات العربية بشكل أساسي وكانت الحركات المسلحة المتمردة في دارفور مثل حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم من قبيلة الزغاوة، وتحولت الصراعات في دارفور على مدى العقدين الماضيين إلى حرب إقليمية، وهذا يجعل مأزق السودان الحالي مقلقًا بالنسبة لتشاد ولدى قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ (حميدتي) جذور في تشاد وحتى أفراد من العائلة في المجلس العسكري التشادي الانتقالي وحميدتي حريص على تقوية قاعدة سلطته ليس فقط في السودان لكنه يريد أيضًا بناء مجال نفوذ أوسع عبر منطقة الساحل الأفريقي حيث تضم الدعم السريع العديد من المقاتلين العرب التشاديين ومتمردين تشاديين سابقين مناهضين للحكومة التشادية كان بشارة عيسى جاد الله أحد أفراد عائلة حميدتي (إبن خالته) وزيرًا للدفاع التشادي خلال أزمة دارفور وهو صار عضو مؤثر في المجلس العسكري التشادي الانتقالي وهو فريق أول في الجيش التشادي وقد عُيّن وزيراً للدولة ومستشاراً خاصاً لرئاسة الجمهورية بدلاً من الأستاذ جان برنارد باداري ثم عٌين مديراً للمكتب العسكري ورئيساً لهيئة الأركان الخاصة بالمجلس العسكري الإنقلابي
ترتب على تصعيد العنف في دارفور انعدام الأمن على نطاق أوسع بالنظر إلى البعد القبلي ظهر ذلك جليًا في استضافة دارفور العديد من الجماعات المتمردة النشطة والسابقة والمليشيات القبلية والتي تم جرها بشكل متزايد إلى القتال الدائر في السودان وينحدر (حميدتي) والدعم السريع من قبيلة الرزيقات العربية جزء من عرب البقارة الرحل الموجودة أيضًا في أجزاء من تشاد وليبيا مما عزز روابطها العرقية والسياسية في تشاد لتجنيد المليشيات المسلحة لتعزيز صفوفها وإحداث توترات قبلية لذا في الأيام الأولى للاشتباكات المسلحة أصدر مجلس القبائل العربية في تشاد بيانًا ينتقد فيه الدعم السريع لتجنيدها مقاتلين تشاديين شباب من القبائل
احداث لها تأثيراتها:
نذكر سلسلة من الأحداث وقعت في كل من ليبيا وتشاد والسودان ألقت بظلال سالبة على الأوضاع في هذه الدول ودول المنطقة بأثرها
عام 1966م قيام المنشقين المنفيين من شمال تشاد بتاسيس جبهة التحرير الوطني التشادية (فارولينا) وهي أصل جميع الحركات المسلحة اللاحقة في شمال تشاد وكان ذلك في 22 يونيو عام 1966م في مؤتمر عقد بمدينة نيالا
على يد مؤسسها إبراهيم أباتشا وهو من أوائل السياسيين الذين ثاروا ضد نظام الرئيس (نغارتا تمبلباي) ثم انقسمت حركة فرولينا إلى عدة جبهات ومن بين هذه الحركات جبهة تحرير تشاد بزعامة أحمد حسن موسى وفي عام 1986 مات أباتشا وترك حركة لتتقسم أكثر إلى عدة تيارات وجيوش أراد كل منها المطالبة بمصالحه الخاصة على حساب القضية المشتركة وهي ( التحرير الكامل لتشاد)
في 1968م بدأت جبهة التحرير الوطني أعمالها في (تبستي)
1972 بإنشاء الفيلق الإسلامي كأداة لتوحيد المنطقة وجعلها عربية، وكان على قمة أولويات الفيلق تشاد ثم السودان، يتكون في معظمه من المهاجرين من دول الساحل الفقيرة،
1976 انضمام أحمد أصيل اغبش المدعم من ليبيا إلى الفرولينا وكان ممثلا أو نائبا في المجلس الوطني التشادي في مقاطعة أو محافظة البطحا في عهد الرئيس تمبلباي، وفي العام
1976 تم تأسيس مجموعة البركان بزعامة الشيخ محمد الباقلاني بدعم ليبي ثم تولى احمد اصيل قيادة البركان بعد التخلص من الشيخ محمد الباقلاني في حادث سيارة مدبر في مدينة بنغازي سنة 1976م
عام 1987م أُسر العقيد وقتها خليفة حفتر أثناء الحرب ضد تشاد, وذلك بعدما نصبت القوات التشاديّة فخًا أوقعتهُ به، شكّل هذا الأسر إحراجًا كبيرًا للقذافي ومثّل ضربة كبيرة لطموحات العقيد معمّر في تشاد، أثناءَ احتجازه؛ شكّل هو وزملاؤه مجموعة ضباط على أملِ الإطاحة بالقذافي فيما بعد، أُطلق سراحه في عام
1987م احتفظ الفيلق بقوة قوامها ألفا محارب في دارفور لكن الغارات المستمرة تقريبًا عبر الحدود ساهمت إسهامًا كبيرًا في حدوث صراع عرقي منفصل داخل دارفور أودى بحياة ما يقرب من 9 آلاف شخص ما بين عامي 1985 و1988.
1983م نظام بنين الماركسي أمد الفيلق الإسلامي بالمحاربين أثناء هجوم عام 1983 على تشاد، وعام 1985 تم إعلان تشكيل القيادة الوطنية للقوات الثورية في الأمة العربية بقيادة القذافي، وتم تمثيل عدد من الجماعات الأصولية الصغيرة من لبنان وتونس والسودان والعراق ودول الخليج العربي والأردن في اللقاء الافتتاحي كما كان حاضرًا حزب البعث السوري والفصائل الفلسطينية الأصولية، وكان من المتوقع لتلك الحركات أن تقدم 10 في المائة من قواتها للخدمة تحت القيادة الجديدة، وفي العام 1978 الرئيس التشادي حسين حبري يستعيد السيطرة على شمال تشاد بإستثناء قطاع اوزو، وفي العام 1990
وصل إدريس ديبي إلى الحكم في تشاد، وفي العام 1997 تم تأسيس الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد في انجمينا على يد مجموعة من سكان (تبستي).
1998 – 2011م اندلاع حرب الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد وقد وقع الجزء الأكبر عنفا من النزاع خلال الفترة ما بين عامي 1998 – 2002م وتتكون الجماعة من حوالي 10000 ووصلت إلى قمتها خلال الفترة ما بين عامي 2000- 2001م
2002م وفاة قائد الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد يوسف توغيمي، ونائبه حسن مارديقه يصبح رئيسا مؤقتا، العام 2003
كان البداية الرسمية لازمة دارفور، وشهد
2005م انتخاب شواه دازي كرئيس للحركة من اجل الديمقراطية والعدالة في تشاد، واستمرار الانقسام في الحركة
بانفصال فصيل حسن مارديقه في أكتوبر من نفس العام ويوقع اتفاق سلام مع حكومة ديبي ويتم منح بعض القادة مناصب في الجيش والحكومة ودمج المقاتلين في الجيش التشادي، وفي العام 2007 حاولت فصائل الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد التوحد مجددا خلال مؤتمر جديد واعفاء شواه دازي واختيار حسن سوكايا رئيسا،
2007 – 2008م مقاتلو الحركة من اجل الديمقراطية والعدالة في تشاد من (الانكازا) ينضمون الى اتحاد القوى من اجل الديمقراطية والتنمية،
2011م كميات ضخمة من اسلحة القذافي تغادر ليبيا الي تشاد والسودان وغيرها من دول المنطقة وبداية الصراع بين التيدا وقبيلة الزوية العربية في الكفرة
2011- 2014م اكتشاف الذهب في الساحل والصحراء في شريط يمتد من السودان الي مورتانيا بما في ذلك دارفور ومناطق التيدا في تشاد وفي ليبيا والنيجر
2013- 2014م الصراع بين التيدا واولاد سليمان العربية في سبها
2013م تيبستي تشهد تدفقا متزايدا من المنقبيين عن الذهب مما ادي الي عدد من الصدامات في عام 2014 كان الصدامات في أوجي بينما في 2015م في مسكي وتوركو وكوري وبوكدي)
2014- 2015م الصراع بين التيدا والطوارق في اوباري ومقاتلو التيدا والطوارق من الدول المجاورة تشاد والنيجر ومالي يشاركون في القتال
2014- 2015م تزايد انقسام الجماعات المسلحة الليبية وظهور مركزي قوة ثابتين في شرق وغرب ليبيا والمؤتمر الوطني العام في طرابلس المدعوم في الغالب من فصائل مصراتة يحاول تشكيل تحالف عسكري يسمي فجر ليبيا والذي تداعى في عام 2015م وفي الشرق مجلس النواب في طبرق مدعوم ما يسمى بالجيش الوطني بقيادة اللواء خليفة حفتر.
2015م تعزيز قوات الأمن في تبيستي وتطبيق حظر التنقيب عن الذهب في المنطقة
أبريل 2016م متمردو اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية التشادي في ليبيا ينقسمون ويشكلون فصيل الجبهة التشادية من اجل التغيير والوفاق بقيادة محمد مهدي علي ويجد دعم من القوة الثالثة في مصراتة
في يونيو 2016م فصيل اخر ينشق عن الجبهة التشادية من اجل التغيير والوفاق لتشكيل مجلس القيادة العسكرية لانقاذ الجمهورية وتشكل كلا الجماعتان قوات للمارضة المسلحة
2021 إغتيال إدريس ديبي بواسطة قوات حركة فاكت واختيار نجله محمد كاكا خلفا له لقيادة فترة انتقالية على رأس مجلس عسكري مكون من 14 من جنرالات الجيش 2023م