(أصداء سودانية) تكشف حقائق ومعلومات وأرقام مهمة بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة

 

  • %5 من سكان السودان معاقين و15% من سكان العالم
  • الحرب زادت اعداد المعاقين وفاقمت أوضاعهم.. و7 ألف معاق ببورتسودان
  • نقص كبير في العصي البيضاء وسماعات الأذن والمواتر للمعاقين بصريا وسمعيا وحركيا
  • أسر تحبس أطفالها ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المنازل خوفا من الوصمة!!
  • (شلاقه) السوداني قاهر الإعاقة الذي أصبح بطلا قوميا وعالميا في كرة الجرس

تحقيق- التاج عثمان:
يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وتأتي هذه المناسبة في ظل الإقتتال الدائر الأن بالسودان والذي ترك آثارا مؤلمة ومأسوية وسط هذه الشريحة والتي تعاني أصلا من صعوبات وعوائق كثيرة في مقدمتها النظرة التي لا تزال عالقة لدى كثير من الأسر السودانية لدرجة أن بعضها تقوم بإخفاء أبنائها وبناتها المعاقين وتحبسهم داخل المنازل معتقدة أنها (وصمة) تلاحق أفراد الأسرة.. (أصداء سودانية) تحتفل مع ذوي الإحتياجات الخاصة او (أصحاب الهمم) بمختلف إعاقاتهم وتكشف معلومات وأرقام مهمة عن هذه الشريحة المنسية.


الحرب والمعاقين:
1.3 مليار شخص يعانون من الإعاقة في العالم، أي ما يقرب من 15% من عدد سكان العالم.. 80% من المعاقين في العالم يتواجدون في البلدان النامية.. وهناك 100 مليون طفل يعانون من إعاقات مختلفة: بصرية ــ سمعية ــ حركية ــ عقلية ــ متلازمة داون وغيرها ..50% من الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية الصحية.
وفي السودان هناك تضارب في أعداد المعاقين، حيث بلغ معدل الإعاقة عام 2008 5%.. وإعتبارا من عام 2008 كان هناك 5% من سكان السودان يعانون من درجات مختلفة من الإعاقة.. ولكن بعض الناشطين يرون ان النسبة المذكورة لا تمثل واقع المعاقين في السودان خاصة بعد الإقتتال الدائر بين الجيش ومليشيا الدعم السريع والذي تسبب في ارتفاع معدل الإعاقة في السودان خاصة بدارفور والخرطوم، تؤكد ذلك الأمين العام لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة في بورتسودان، آمنه عبد القادر بقولها:
الحرب زادت أعداد المعاقين في السودان بشكل كبير، ولقد إستقبلنا في بورتسودان 200 معاق نزحوا من الخرطوم بسبب الحرب، وهناك آخرين نزحوا من ولاية الجزيرة.. وحقيقة لا توجد إحصائيات دقيقة بعدد المعاقين في السودان، ففي بورتسودان وحدها يصل عددهم إلى 7 الف شخص معاق حسب إحصائية 2020.
رسالة من مروي:
مدارس ومراكز تأهيل الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة يمكن ان تلعب دورا كبيرا في تأهيل الأطفال بإعاقاتهم المختلفة، كنموذج تحدثت لـ(أصداء سودانية) بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، مديرة مدرسة (شيخ القفر) لذوي الإحتياجات الخاصة ــ الفكرية ــ بمدينة مروي الولاية الشمالية، الأستاذه آمال محمد احمد، قائلة:
المدرسة تأسست بمروي في 21/11/2016 وهي تهتم بتشخيص الأطفال للتعرف على أنواع إعاقاتهم، ومن ثم تدريب الأطفال من عمر 3 إلى 10 سنوات تحقيقا لمبدأ التدخل المبكر، وذلك تحت إشراف إخصائيين في تأهيل وتدريب ذوي الإحتياجات الخاصة.. فمهمة المركز تأهيل هذه الفئة اكاديميا ومهنيا لتصبح فعالة داخل الأسرة والمجتمع عبر توظيف وتنمية مهارات أساليب وتفكير الطفل، ووضع خطة لحل مشكلاته الحياتية ودمجه في المجتمع.. ويتلقى الأطفال المنهج الأكاديمي ومهارات النطق والتواصل ومهارات الحياة اليومية، وتعديل السلوك، بجانب الفنون وورش العمل.. وبمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة نناشد عبر صحيفة (أصداء سودانية) الدولة وكافة شرائح المجتمع ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة من الأطفال فهم جزء من المجتمع ولهم قدرات ومهارات كامنة تنتظر من يخرجها من دواخلهم ويرعاها حتى يصبحوا في مستقبلهم أشخاصا فاعلين يمارسون حياتهم الطبيعية مثلهم مثل اقرانهم”.
أيضا تحدث للصحيفة من بورتسودان الأستاذ وليد البشرى العبيد ــ وهو كفيف ــ ومن الناشطين في مجال حقوق المعاقين، مسئول الاعلام والعلاقات العامة الخارجية بمركز (مخلص للسمع) القومي بقوله:
بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة على الدولة بذل المزيد من الدعم والإهتمام لمراكز ومدارس ذوي الإحتياجات الخاصة المنتشرة بكل المدن السودانية وإفتتاح مراكز حكومية لهم خاصة في المناطق النائية التي تفتقد لهذه المراكز، وضرورة الإستفادة القصوى من الطرق الحديثة للتعليم والتأهيل للأطفال المعاقين من اجل تعليم جيد ومنصف لهم.
نماذج مشرقة:
كثير من ذوي الإحتياجات الخاصة نجحوا في قهر إعاقاتهم وتفوقوا في مجالات مختلفة على اقرانهم السليمين، منهم على سبيل المثال عمر البشير المشهور بـ(شلاقه)، وهو احد رموز ثورة ديسمبر رغم إعاقته يرفع شعار (تحدي الإعاقة) ويضعه دائما نصب عينيه، ولا غرابة في ذلك فهو احد ابطال رياضة التجديف، ومغني راب شهير، يقول:” شريحة المعاقين، او أصحاب الهمم، شريحة منتجة ومبدعة وقدمت نماذج مشرقة للسودان والعالم فقط تحتاج إلى العناية والرعاية وتذليل كثير من العقبات التي تواجهها.
اما الناشط في مجال الإعاقة أحمد محمود فيقول بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة:” الحرب زادت من اعداد المعاقين كثيرا وبدرجة لا يمكن تجاوزهم.. ويشكو كثير من المعاقين من صعوبة ارتباطهم بالزواج وتكوين أسر، فكثير من المجتمعات ترفض تزويج أبنائها للمعاقات او بناتها للمعاقين حتى لو كانوا من نوع الإعاقة نفسها بذريعة ان المعاق لا يستطيع تحمل مسئوليات الأسرة، وهذا اعتقاد خاطئ”.
محمد موسى، وامين عمرة كفيفان هوايتهما المفضلة لعب كرة القدم الخاصة بالمكفوفين والمعروفة بـ(كرة الجرس)، وهما يعانيان منذ طفولتهما من الإعاقة البصرية، ولقد تفوقا في كرة الجرس ونالا جوائز بإسم السودان في المشاركات الخارجية والمحلية.
اما امين عمر معلم التربية الخاصة يهوي كرة الجرس وتفوق فيها، بجانب الكتابة للدراما والاطفال يقول: شريحة ذوي الإحتياجات الخاصة يعانون من مشاكل كثيرة على رأسها عدم تقبل المجتمع لنا، مثلا هناك بعض الأسر تحبس أبنائها المعاقين داخل المنازل وتبعدهم عن الناس وكأنهم وصمة عار لهم!!.. ونحن كمعاقين بصريا نعاني من النقص الحاد في العصى البيضاء، وسماعات الأذن بالنسبة للمعاقين سمعيا وهي مرتفعة الثمن، والمواتر الخاصة بالمعاقين حركيا، اما الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية فيعانون معاناة قاسية من عملية الترحيل لمراكزهم ومدارسهم وكثير من الاسر توقفت عن إرسال أبنائهم المعاقين للمدارس والمراكز لتكلفة الترحيل المرتفعة.