
رمضان.. مصر والسودان أجمل بطعم الخير
عمرو خان
في أول أيام شهر رمضان المبارك، تتجلى معاني الإنسانية والمودة والرحمة بشكل أكبر، وتصبح صلة الرحم وإكرام السائل والمحروم وأبن السبيل واليتيم هي السلوكيات التي تزين هذا الشهر الفضيل، هي معانٍ سامية تزداد بريقًا في نفوس الناس، وتجعل من رمضان مناسبة عظيمة لإعادة تجديد العطاء والمساعدة للمحتاجين، وفي هذا العام، تتجسد هذه القيم بشكل أقوى وأوضح في مصر، حيث يتشارك المصريون والسودانيون في فعاليات رمضان، ويعيشون معًا في قلب هذا الشهر المبارك، مما يضيف طابعًا خاصًا لهذا الشهر.
في مايو 2023، وفي خواتيم رمضان، استقبل الشعب المصري أشقاءه من السودان، الذين كانوا قد وصلوا إلى القاهرة في ظروف استثنائية فرضتها الأحداث التاريخية التي شهدتها السودان، حينها، لم يكن هناك التفاعل الكامل بين الشعبين فيما يخص عادات وتقاليد رمضان، لكن مع حلول رمضان 2024، بدأ السودانيون يظهرون في الشوارع المصرية بلهجة وطابع مختلف، حيث كانت اللمة الحلوة على الإفطار والمشاركة الجماعية في المائدة المصرية تضفي جوًا من البهجة والانسجام، ومع ذلك، لم تستطع هذه العادات الجميلة أن تكون جسرًا كاملًا للتواصل بين الشعبين في بداية الأمر.
ولكن اليوم، مع حلول رمضان 2025، أصبحنا نرى تحولًا جذريًا، حيث يعكف المصريون والسودانيون معًا على تجهيز موائد الإفطار الجماعية في شوارع القاهرة وأحيائها. أصبح الأمر أكثر من مجرد تناول الطعام؛ بل هو تجسيد لروح المحبة والتعاون بين الشعبين، ومعًا، يجهز الجميع موائد طعام متنوعة، مليئة بالأطباق التي تحمل مذاقًا خاصًا من كل بلد، ويساهم المصريون والسودانيون في تحضير الطعام والشراب، في مشهد يعكس أسمى معاني الوحدة والتكافل بين الشعبين، ليضيف رمضان 2025 طابعًا فريدًا وذا طعم مختلف، ليس فقط في الطعام، ولكن في تلاحم القلوب والتعاون بين أفراد المجتمعين المصري والسوداني.
تختلج الأفئدة في هذه الأيام بالعواطف والمشاعر الجياشة، حيث تتفتح أبواب الرحمة والعطاء، وتزداد الروابط الإنسانية بين المصريين والسودانيين، فعلى موائد الإفطار المشتركة، يتبادل الجميع الكلمة الطيبة والدعوات بالخير، مما يعزز العلاقات ويعكس جمال شهر رمضان، لهذا، يمكننا أن نقول بثقة أن رمضان في مصر والسودان أصبح له طعم خاص ومختلف، حيث يتشارك الجميع في إحياء معاني المحبة والرحمة في أبهى صورها.
- صحفي وكاتب مصري