متناثرات إبداعية

- إلى حبيبتي في فلسطين ..
- بقلم: عامر العظم
يا رفيقة الألم،
يا رفيقة المأساة،
يا رفيقة النكبة،
يا رفيقة اللجوء،
يا رفيقة الخيمة،
يا رفيقة الدم،
يا رفيقة الكفاح…
أكتب إليك، لا حبًا كسائر العشاق، ولا شوقًا كسائر المحبين، بل وفاءً لجرح مشترك يسكننا منذ أن طُعن هذا العالم بخنجر الخيانة!
أكتب إليك وأنتِ آخر ما تبقى من شرف هذا الكوكب.
أكتب إليكِ،
وقد صارت الأرض نزفًا،
والسماء بكاءً،
والبحر قبورًا مفتوحة للأطفال والشهداء!
أكتب إليكِ، وأنا أعلم أن كل دمعة من عينيكِ، هي راية مرفوعة فوق ركام المدن، وكل صرخة من حنجرتكِ، هي نشيد مقاومة لن يموت.
يا زهرة المدائن،
يا نبض جنين ونابلس وغزة ويافا والقدس،
أنتِ التي خبأتِ الوطن تحت ثوبكِ المطرز بالشوك،
وحملته في عينيكِ، فوق كتفيكِ، وفي نبضات قلبكِ الحزين.
كل العالم تغيّر إلا أنتِ،
كل الجغرافيا تهدمت إلا خيمتكِ الصامدة،
كل السيوف انكسرت إلا كلمتكِ الجريحة،
كل البنادق صدئت إلا عينيكِ المتوهجتين عزيمة.
يا حبيبتي في فلسطين،
كلما حاولوا كسر ظهرك، ازددتِ علوًا.
كلما زرعوا الخوف حولكِ، أنبتِ حكايات بطولة.
كلما مزقوا رايتك، خاطها الأطفال بدموعهم وأحلامهم.
أقسم بدماء شهدائك،
أقسم بخطى أطفالك الحفاة فوق الشوك،
أقسم بأمهاتكِ اللواتي غلفن الدموع بالزغاريد،
أنكِ أنتِ البداية والنهاية…
أنكِ الحق الذي لا يموت، والنار التي لا تنطفئ.
أحبكِ لأنكِ فلسطين،
أحبكِ لأنكِ جرحنا وكرامتنا وعزتنا.
أحبكِ لأنكِ آخر قلاع الشرف الباقية في هذا العالم الخائن.
ابقَي كما أنتِ:
مجبولة بالحزن والمجد.
مزروعة بالألم والعزة.
محفوفة بالدموع والانتصار.
وإن سقط العالم كله، ستبقين أنتِ —
راية الحق الأخيرة في وجه الطغيان.
( قذارة .. لا ) قصة قصيرة جداً
حسن علي البطران
ركل الكرة ، لم يسجل هدفاً ،
رموه بالزجاج والورود ..!
الأنثى ..
أُهْزُوجَةٌ للرَّحِيْلِ .. وفَخُّ الإيمان
- شعر/ الدكتور حافظ المغربي
- أستاذ دكتور وناقد وأكاديمي مصري
لا ترحلِيْ. ..
مُدُنِي تَوَهَّمتِ انْبعَاثَكِ
في الزِّحامِ قصيدةً
من خَافِقَيْنِ:
الوقتِ
والغُرُبَاتِ
لا تنْذُرِينِي للغيابِ فإنَّنِي:
أحضرتُ في حَلْقِ الحُضُورِ صلاتِي
مُدِّيْ يديْكِ بِعُشْبِ صدرِيَ واقرئِيْ
شَيْبِيْ دُعَاءً
في هَزيْعِ الَّليلِ
يلعنُهُ السَّوَادُ
على أصَابِعِكِ الهُدَىْ
ما لم (توفِّيهِ) الرُّوَاءَ
الظًّامِيءَ الشفتيْنِ
في وَقْدِ اشتهائِيَ
للنَّدَىْ
أو للمَدَىَ
ذبحتْ مَتَاهَ النَّفْسِ في الهَفَوَاتِ
إنِّي شربتُ الصَّبْرَ
كاساتٍ
وأنتِ الخَمْرُ
حَرَّمَهَا رَفِيفُ الوَجْدِ
في الجَلَوَاتِ
يا آخرَ السَّطْرِ الَّذي
فَقِهَ الخِطابَ مُشَرَّدًا
في لوعَةِ الذِّكْرَىْ
كتابًا في عُيُونِ الغِيْدِ
أبصَرَنِي
كأعمَى الحُبِّ في جَنَّاتِي
قلبي سيبصرُكِ
عيني ستنكِرَكِ
أَبْقَى كذنبِ يديْكِ
في خَلَوَاتِيْ
قومي اسْكُبِي “البَرْفَانَ”
فوق قميصِكِ الغَاوِي هَوًى
يرتَدَّ طَرْفِيَ
هَدْهَدَ المِيْقَاتِ…
فأعُبَّ وَصْلاً
ماتَ في غَفَوَاتِي
هَيًّا ابعثِي أشلائِيَ الحَمْقَى هُدًى
كَفَرَتْ بموتِيَ
راودتْهُ حياتِي.
…………………….
مرَّتْ علي شوقِ الهُروبِ
وغايةِ النَّجْوىْ
ووشوشةِ الرِّغابِ المفعماتِ
بسكْرَةِ العبقِ المسافرِ في الجزائرِ…؛
مثلَ بحرٍ أنكرَ الأحداقَ
تفضَحُ حسنَهَا المائيَ
يقطرُ من أنوثتِهَا حليباً
شَبَّ فيه رَضَاعيَ الممهورُ
وَقْدَ الماءِ
يرفُلُ في حُشاشاتِ السَّواحلِ
والنِّقَمْ
****************************
يا أيُّها الحُلُمُ المفارقُ مَكْرَهَا
كَذِباً حلالاً
لا أُطيقُ نُعاسَهُ
يغفُو على غُنْجَينِ
من وجَعِ النِّساءِ
لَطَالمَا
فَقِهَ اختراقَ الأخرقِ الموجُوعِ
في صدرِ التَّأوُّهِ
رميةً حُبْلَىْ
يباركُهَا الهدفْ…:
إن الصَّعيدَ تيمُّمٌ
من دوحةٍ فوقَ الغِيابِ
إلى الأبدْ
وأنا الصَّعيديُّ البِلالُ
على حَجَرْ
وعلى تضاريسِ الأُنُوثةِ كافِرٌ
لن تؤمَني في سِرِّهِ
نَبْضَ الهوى…؛
إلا بقولكِ في ليالي الفَقْدِ
أُنْثى من مَسَدْ:
أََحَدٌ
أَحَدْ
أَحَدٌ
أَحَدْ…
- للأشجارِ مواسمُ جفافِها
- شعر /الفاتح كامل
- شاعر وروائي وإعلامي ، رئيس تحرير مجلة النخبة الرائدة ، سوداني مقيم في السعودية
الّذين يأتونَ آخرَ الليلِ
وتشتعلي إرتواءً
المئاتُ مثلكِ يتسولونَ
في الحواري والأزقةِ الضيَّقةِ
بآنيةِ المساءِ
وأنا الشاعرُ الفردُ
ابنُ الأكرمينَ
النيل
وأشرعة السماءِ
فلماذا تنظرينَ إليَّ
نظراتِ ازدراءٍ
وجه امرأةٍ تُدارُ
وراحلةُ عجوزٍ
وغابةٍ كستناءٍ
وهمٌ تنزَّ عزَّ صيفٍ
مطرٌ تساقطَ دون ماءٍ
فيا آخرَ الشعراءِ
الليلُ يتوجُ شاعرَهُ
والشمسُ تقلقُ راحةَ الأرضِ
وموعودَ الشتاءِ
فأزيلي عنكِ آثار الهزيمةِ
توضَئِي للنومِ
هذي ساعاتُ الصفاءِ
لم تفعلي إثماً
تُجزِينَ عليه
أو تجتني جُرماً
سوى تحري الرؤيةِ
في لحظةِ عناءٍ
فالأشجارُ في مواسمَ
قحطِها الأولى
تنطلقُ انصراماً
وتزدحمُ انطفاءً
فإلى اللقاءِ
إلى اللقاءِ
- اسمي على الجدار
- زعيم نصّار / العراق
الشمس بحبرها.
على دفتر الرسم أصابعُه تلوّنُ زهرةَ عبّاد
يدورُ مع الحريّة وهي تُشبه الحقيقة حين تغمض عينيها.
يعرفُ كيف يُطيل عمر البياض
في دفتره المدرسيِّ
من قلبه الى الزقاق،
إلى راحة اليد، إلى أصابع القلب.
*
النهرُ يغرقُ بزرقة السماء
وأزرقُها لكسلِ الغيم
الأمواجُ تتلامعُ تحت الشعاع:
الأصفرُ للحقول،
لضحكةِ النافذة
حين يغلقها أمام ومضة العين.
الأحمرُ للتفاحة إذ تضحك على أغصان طفولته.
*
في العطلة جرّوهُ إلى الوقوف تحت الخوذة، إلى بدلةٍ زيتونيّة؛
اصفرّ وجهه من الخوف؛
في قمة الجبل ترك وراءه خيطاً كذيل الحلم يسيل:
أحمر،
أحمر،
أحمر…
أحمر يصعدُ من صدره
كنافورة تغني للنسيان.
*
جثتُهُ انتفختْ في العراء،
ازرقّتْ، سكنَ الليلُ تحت جلده.
جاؤوا به مغطّى براية:
أخضرُها لا يُشبه الشجر
الأخضرُ نسي الأشجار.
أحمرُها لا يُشبه التفاح،
الأحمرُ طرّزَ التراب.
أبيضُها لا يُشبه دفتره،
وأسودُها لا يُشبه المساء.
اسمه على الجدار بحروف بيضاء
كعظامهِ.
سوادٌ كثيفٌ كدموعِ أمّه صباح دفنه،
تلمعُ الدموعُ كأنّها تقولُ بلسانه: كنتُ هنا…
والسوادُ، سوادُ الحداد، سوادُ النسيان، سوادُ الهاوية، وهو كلّ ما تبقّى من حياتي فخذوه.
الأبيضُ يلطّخُ السوادَ البارد بعلامات الاستفهام.
*
ألوانُ حياتي كلّها عضّتْ على الهواء،
حينما تفننوا بخطّ اسمي في لافتةٍ معلقةٍ على الجدار.
- مرآة ” البطران ” لا تكذب ولا تخفي الحقيقة وسط الرمز والدلالة
- بقلم المهندس : ممدوح مرزوق / مصر
نشرت جريدة أصداء سودانية عبر صفحاتها الثقافية ( متناثرات إبداعية ) قصة قصيرة جداً للسعودي حسن علي البطران في عدد يوم السبت الموافق ٢٦ / ٤ / ٢٠٢٥م بعنوان ” مرآة لا تكذب ” وقد استفزتني هذه القصة وحاولت أن أقاربها بهذه القراءة التفكيكية التحليلة والتي وجدت فيها رمزية ودلالات متعددة .
المعنى الرمزي :
يمكن أن ترمز المرآة إلى الحقيقة أو الذات الحقيقية.
طلب الشخص ألا ينظر إلى وجهه في المرآة يرمز إلى رغبته في تجنب مواجهة حقيقته أو ذاته الحقيقية. نزعة الهروب تتملكه وتدفعه دفعا.
ترمز المرأة الأخرى إلى الجانب الآخر من الشخصية أو الحقيقة التي يريد الشخص تجنبها.ذلك الوجه الخفي الملئ بالسوءات والعورات ..ربما.
يمكن أن يرمز اللون البنفسجي إلى النرجسية بعيدا عن الأبيض والاسود، اشباه الألوان التى ليس لها شطآن أو موانئ
العلاقة بين الشخصيات :
من الواضح أن هناك علاقة عاطفية بين الشخصين
حيث يقبل الشخص يد المرأة ويعدها بعدم النظر إلى اللون البنفسجي.
المشاعر :
تشعر المرأة بالقلق والخوف من وجود مقبرة خلفها، مما قد يرمز إلى خوفها من التغيير.
الحالة النفسية :
الشخص خائفًا ومرتعدا من مواجهة حقيقته أو ذاته الحقيقية.
تشعر المرأة بالقلق والتوتر من وجود مقبرة خلفها، مما قد يرمز إلى حالتها النفسية.
هذا النص يحتوي على رموز ومعانٍ متعددة .
- جَبَنَة
- د. نجود القاضي / شاعرة من اليمن
قادني خيطُ رائحةٍ في الصباحِ إلى شجرِ السيسبانْ
البَراحُ هنا غرفةٌ للمزاجْ
ثَمَّ عائلةٌ من أريتيريا تتحلَّقُ ,
تخشعُ أبصارُهم
العيونُ مواقدُ سيئةُ الصدرِ
والرَغَباتُ احتراقْ
الفناجينُ في شغفٍ للعِناقْ
والصلاةُ لمن عشقوا الكافيين احتلاقْ
الهواء يسايرُ نقرَ الحديدِ على جسدِ البُنِّ
حيثُ الحُبيباتُ راقصةٌ ترتدي كعبَ إبرة
أَسلمتْ ليدِ الريحِ وجهتَها
كي تؤدِّي فلامنكو يؤزُّ عظامَ الزجاجْ
يسمعون الحسيسَ
فتلسعُهم نشوةُ الشُرْبِ , يشرحُهم فلكلورُ العَرَقْ
أَوْقَفوا النقرَ
والقهوةُ الماردةْ
تقفزُ الآنَ : ( شبِّيك لبِّيك )
خالعةً ثوبها في خضمِّ المدقْ
تستفيقُ (هَرار)*
هوِّفي يا ( حسينةُ )* أكثرَ
طوفي علينا برائحةِ البَرَكَة
ربما الجوُّ لا يُحتَملْ
والحرارةُ قد لعبتْ بدماغِ الشياطينِ حدَّ الذبولْ
هوِّفي يا (حسينةُ)
والتقطينا إلى موقدِ الجمرِ
حتى اشتعال العقولْ
ها هنا
كلُّ أنفٍ إلهْ
يتحرَّى القرابينَ
فاندلقي بالبخورِ ورشِّي على أخمصِ الوقتِ
عطراً إلى منتهاهْ
وانفشي بالطقوسِ الرحيقْ
ها هي امتشقتْ حسنَها ثم دارتْ , وداختْ
ودوَّخَنا رقصُها ساعةَ الاحتضارِ على الجمرِ
وانبجستْ من فمِ الجَبَنَةْ*
نرشِفُ الآنَ
ما نرشِفُ الآن إلا (حلاوةَ روحْ)
والذُبالةُ تُرغِمُ – في رحلةِ الإنطفاءِ- الخلايا
على اليَقَظَةْ
والمكانُ على التَفْلِ منكفئٌ
والرموزُ بشيفرتها لا تبوحْ .
- وحدي أسترد وسامة وجهي
- عبدالحميدالقائد / البحرين
ما عدتُ قادرًا وقادرًا
على مواجهة العاصفة وحدي
لكنني اضعتُ الرغبة في كل شيء
امشي وئيدًا وئيدا
أترقّب شيئًا سيأتي
أشعر بقوةٍ أنه سيجيء
لحظة يشقُّ فيه برقٌ أحمرٌ
مقلَ الصقور
يُحيلني إلى كتلةِ بلّور
اخبرتني الحماماتُ المحلقة فوقي
بأن الغيومَ المعتمةِ
ستغادرُ فجأةً تقويمي
أعود لي
أستردُّ وجهي المفقود منّي
- اسمعوها ..
- العشق في عيني نارٌ وقد مزقت قميص الحب من قبل
- تهاني فؤاد / شاعرة من مصر
( ١ )
ياغائباً ودعاء القلب يتبعه ،،،
والعين ترقب بالأشواق عودته
ألا ليت نداء الحنين تسمعه
ليتك تدري أن هجرك لقلبي يقتله
علك ترق لحالٍ هزمه الانتظار وارهقه
تباً لعنادك ليته رجلاً ،، فأقتله
( ٢ )
لا ،،،،
تظلم،،،
تخدع،،
تجرح،،
ترحل،،،
لا تزرع النبض فيِ
ثم تعلن موتي
هل سألت
الله عني؟
هل قرأت
العشق في عيني
هل صليت حنينآ
هل تنفست أنينآ
هل ملأت القلب مني
حينها ستدرك…!
أني لست الا لك،،
أني بعثت من روحك،،
أني تنهدت شوقآ
من بين شفتيك
أني تمددت عشقآ
على جسد عينيك
اني شوقآ بكيت
ستدرك…حتمآ
ستدرك…ولكن
بعد فوات الأوان
فقط ،،،
لا ….لا تظلم
هلوسات وجع
( ٣ )
قددتُ قميصَ الحبِ من قُبِلٍ
لِ يقولوا هو أغواها
وفي حقيقة الأمر
أني قددتهُ من دُبرٍ،،،
عندما سٓقطتُ في غِوايةِ غرامك
( ٤ )
انت ،،،
ثم ما أدراك من أنت
أنت كريحٍ صرصرٍ ،،
عتت على إمرأة
قضت كل عمرها
في رغد العيش،،،
ثم أنا لك،،،
وما أدراك من أنا لك
أنا كالهواء البارد لرجل،،
قضى نصف عمره
في مناطحة لهيب الشمس
فلا تخذلني
( ٥ )
قولي كلام كما السحر
طعمه يحلي المُـر
قولي شعر
قولي دايب ،،
وعن حبك ما يوم تايب
قولي كلام عشاق
وانك لجراحي دوا وترياق
قولي شعر
قولي جايلك في قلبي حب
شايل ع كفوفي قلب
قولي شعر
قولي يا حكايتي
بحضن ملامحك ف مرايتي
قولي يا تحويشة العمر
واكتبني أحلى قصيدة شعر
وقولي شعر .