
قطوف
صمت الكلام_ فائزة إدريس
(١)
إلحاح
لملمت خطاها على عجل محاولة اللحاق بالمركبة التي على مقربة منها، وقبل وصولها بخطوات تحركت المركبة من مكانها وغادرت. إنتظرت في محطة المواصلات حتى جاءت مركبة أخرى فإستقلتها، وحينما وصلت لوجهتها وجدت المكتب قد أغلق أبوابه، كانت تلك فرصتها قبل الأخيرة في الحصول على وظيفة.. عادت أدراجها على أن تعاود الكرة في صباح آخر، فهي لاسبيل لها غير أن تجد وظيفة لكي تقتات منها وأمها وإخوتها الصغار بعد أن توفى والدها وهي الإبنة الكبيرة ولاعائل لهم في هذه الحياة، رجعت لمنزلها وهي تترقب الغد لعل صباحه أبلج.
(٢)
أمل
أرسل الفجر خيوطه بينما هو جالس على حافة السرير في حالة يرثى لها، فالآلام عادت تداهمه منذ ثلاث ليال ومنذ ذلك الحين لم يذق طعم النوم، ففي هذه المره لم تجدي المسكنات شيئاً، فالمرض يشتد عليه يوماً بعد يوم، وكلما نظر إلى وجهه في المرآة تعود به الذاكرة سنوات قليلة إلى الوراء حينما كان شابٌ وسيماً يبتسم للحياة لديه همة عالية وأمل وأمال تعثرت بعد ذلك مع الأيام وظلت مطوية، وبات كهلأً وهو في عنفوان شبابه من جراء ذلك المرض اللعين، ولكن مع ذلك مازال الأمل ينثر أحياناً بوارقه في أعماقه… إتجهت عيناه التي تقاومان الدموع إلى السماء وهو يهمس يارب.
(٣)
تعاسة
تنفست الصعداء عندما أخبرها أخيها أنه تسلم مكتوب بطلاقها، إبتسمت وشردت بذهنها قليلاً لما مضى، فسوف تتخلص من مرارة العيش وضنك الحياة في كنف زوجها، فهي طلبت منه مراراً أن يفك أسرها، فحبال الود بينهما تقطعت بالرغم من أن زواجهما كان عن حب، فهو زميلها في الجامعة وقد إعترض أهلها على القبول به في بادئ الأمر ثم رضخوا لرغبتها في نهاية المطاف، فتزوجت به وانجبت إبنتهما الوحيدة قبل أن يتبدل حاله للأسوأ، فقد إنحدر به رفقاء السوء لدركٍ أسفل دفعت ضريبته هي وإبنتهما، فتجرعت كثير من المآسي وحاق بها ماحاق من السأم والملل من حياتها تلك، وترعرعت طفلتها في أجواء
خيمت عليها الكآبة و التعاسة فأضحت دنيتهما حالكة السواد، إلى أن تدخل أهلها فكانوا طوق نجاة لها للتخلص من تلك الحياة البائسة بعد أن وافق هو أخيراً بعد عناد كبير منه من قبل على إنفصالهما
(٤)
إرادة
بالرغم من إصابته في حادث سير ، فقد على التو يده وساقه إلا أن التشاؤم لم يجد طريقاً في نفسه، ولم يتسلل الإكتئاب إليه، ثابر وسعى لتطوير نفسه إلى أعلى الدرجات من العلم، بالرغم من الإحباط الذي كان يلف الأوضاع المحيطة به، ولكن لم يستسلم لذلك وحاول بجهد جهيد أن يتغلب عليه بكل ماأوتي من قوة تفاؤلية، فقد كانت لديه عزيمة وإصرار على مجابهة ذلك، فسلك درباً محفوفاً بأمنيات مشرقة وظل يسعى في، الحياة وقلبه مفعم بالأمل ومتسلح بالإرادة.
نهاية المداد
تاريخ ميلادي أنا غيرته
وعلى يديك يكون بدء حياتي
هذه القصائد كيف كيف أصوغها
إن لم تكوني أنتِ في كلماتي
(د. ياسر البيلي)