الاحتفال بالنصر

 

 علي عسكوري

*في الخرطوم، ام درمان، بحري، سنار، مدني، الجزيرة، الفاشر، الأبيض، بابنوسة وغيرهم يتقدم جنودنا البواسل من نصر ‘لى نصر، يدحرون المليشيا ويستعيدون المدن والبلدات وتتقهقر المليشيا مهزومة مندحرة.

*كنت قد ذكرت في مقال سابق أن طبيعة المعركة تنقسم إلى اثنين أولاهما معركة الجيش وتسوية حساباته الخاصة مع متمردين حاولوا تدنيس مهنيته وجنديته والنيل من كبريائه وشرفه العسكري بالتمرد علية ومحاولة الاستيلاء على عاصمته, هذه معركة تخص الجيش والقوات الخاصة من جهاز الأمن وهما المعنيان بتسوية هذه الحسابات مع المليشيا, فمحاولة هزيمة الجيش أمام المواطنيين جريرة كبرى وخطأ قاتل، الجيش وحده يعلم طريقة تسوية الحساب, ولذلك وإن كان هذا الأمر يهمنا إلا أننا لا نعلم تفاصليه ولا نعلم كيف سيرد الجيش اعتباره وكرامته الجريحة التي حاولت المليشيا تدنيسها والنيل منها امام الشعب.

 

*أما الجانب الاخر من المعركة وهو ما يهمنا كمدنيين نتطلع للعودة لمدننا ومساكننا، وهي عودة أرى انها اقتربت وحان أوانها,

استقبل يوميا الكثير من الاتصالات من خارج السودان بعضهم أصدقاء ومعارف وبعضهم لا أعرفهم، كلهم يسألون عن مواعيد العودة التي يتحرقون لها

نعم سنعود قريبا وسنحتفل احتفالا غير مسبوق.

*كنت قد كتبت مقالا في ١٥ مايو ٢٠٢٣ أي بعد شهر على تمرد المليشيا اسميته (سنغني ونحتفل)، لم يكن ذلك ضربا للرمل ولا امنيات موغلة في التفاؤل، بل نتيجة لمعرفتى بالجيش السوداني ورجاله و ثقة راسخة في الشعب، فإن كنت لا اعرف الجيش كما يعرفه قادته ولم انل شرف الجندية في صفوفه، إلا أننى قطعا أعرف معرفة دقيقة الشعب الذي خرج منه اولئك الفتية وذلك يكفي, ولذلك كتبت باكرا عن ثقة لا تتزحزح أننا سنغني وسنحتفل بالنص.ر

*والآن وقد أصبح النصر غاب قوسين وادنى لدرجة ان يتجول القائد العام ويتفقد جنوده في ضواحي الخرطوم بحري، فعلينا أن نجهز أنفسنا للاحتفالات غير المسبوقة في جميع أانحاء البلاد.

*حاولت مرارا أن اتخيل شكل الاحتفال بالنصر ونطاقه وفشلت، فالقادم يفوق كل وصف وخيال,  الغبن والألم والمعاناة والأحزان التي تسببت فيها المليشيا للجميع لن تخفف منه إلا احتفالات تستمر لشهور… وقد فشلت في تخيلها وما سيصاحبها من هستيريا الفرح والدموع, لا شك عندي أنها ستكون غير مسبوقة في تاريخنا وأسأل الله أن يمد في أيامي لاحضرها.

*ونحن نستشرف الإنتصار، أمل أن يستعد الجميع، فنانيين، فرق شعبية، رياضيين، خطباء، ائمة مساجد، طلاب ومعلمون، نشطاء، ربات بيوت … باختصار جميعنا، لنحتفل، احتفالا نبهر به العالم فهذا ميلاد جديد لشعبنا يجب أن يكون احتفالنا بنفس القدر، ويجب أن نخرج أفضل ما عندنا من فنون وأدب وخطب ومهرجانات, يجب أن نبرهن للعالم أننا شعب يستحق الحياة.

*بالطبع سيحتفل الجيش والدولة بطريقتهم، ولكن ما أتحدث عنه هو الاحتفالات الشعبية التي ينظمها المواطنون في المدن والقرى، يجب أن يتدافع الجميع للمشاركة والحضور، فقد قدم شعبنا من التضحيات الغالية ما يستحق الاحتفال البهيء.

*يجب أن يبدأ الجميع منذ الآن في الاستعداد للاحتفالات… فنحن على أعتاب نصر سيغير دولتنا وسيغير افريقيا وستتغير الكثير من الموازين, استعدوا حتى لا يفاجئنا النصر كما يفاجئنا رمضان والعيد والخريف كل عام, نحن على أعتاب حدث تاريخي فاستعدوا.

اصطفوا يرحمك الله فالنصر لاح

هذه الأرض لنا