
أين ذهبوا؟
علي عسكوري
*الاتحاد الافريقي، ايغاد، اجتماعات جنيف، مبعوث الأمم المتحدة، اجتماعات باريس، حمدوك وتصريحاته الراتبة، تصريحات المجاعة الطائحة، اكبر ازمة إنسانية في التاريخ، اجتماعات قادة تقدم، الندوات والاجتماعات الكريرة لجماعة تقدم في أديس أبابا، تحركات مسؤولى الامارات، و كل تلك الضجة التي لم تتوقف منذ شن الحرب على السودان… أين ذهبو؟.
*لم تكن نشرات الأخبار تخلوا من أي من تلك المؤامرات في تبادل ادوار منظم ومنسق.. اين ذهبوا, هل شبع شعب السودان أم عاد النازحون إلى بيوتهم أم مات حمدوك أم انفض عرس تقدم قبل اكتمال اللمة, أين ذهبوا.
وكما يقال، بانتفاء الفاعل تنتهي الأفعال أو كما قال الشاعر الروماني (تيتس ليكريدس)
nothing comes from nothing
*ظللت ومنذ إندلاع الحرب أكرر واقول إن الحرب صنعتها إدارة بايدن وهى التى تدير خيوط اللعبة وتحركها وما دولة الامارات الا وكيل معتمد كلف بتمويل الحرب والنشاطات الاخرى الضرورية واعمال السكرتاريةوالاعلام الخ.. اضافة لتأجير القابلات الوطنيات لدويلة العطاوة من لدن حمدوك إلى الباشا طبيق.
*كانت اجتماعات جنيف التي رفض الرئيس البرهان المشاركة فيها، اخر محاولات ادارة بايدن لتمرير اجندتها الخبيثة لايجاد مقعد في السلطة للمليشيا وسدنتها من جماعة تقدم.
*نذكر تلك الجلبة والضغوط الضخمة التي اثارتها تقدم وأذيالها من قصيري النظر للضغط على الجيش للمشاركة في تلك الاجتماعات الملغومة لتمرير اجندتهم، وكيف اسقط في يدهم بعد رفض البرهان الذهاب لها أو إرسال وفد للمشاركة فيها, لم تأت كل تلك (الهيصة) و قرع الطبول من فراغ، بل كانوا يعلمون انها آخر فرصة لتحقيق نصر غير مستحق لمليشياتهم المجرمة وقابلاتهم اللائي طال بهم الانتظار وضاقت صدورهم بالصبر الممتد أو كما يقال (ضيق النفاسة على جني الناس), نذكر كيف أن المبعوث (بريلليو) بعد كل عنترياته وشروطه المسبقة لزيارة بورتسودان، جاء صاغرا منكسرا بعد ان ازدرد كل شروطه واراق ماء وجهه، ثم ذهب الى اهله يتمطى.
*بعد إنتهاء أجل إدارة بايدن وإختفاء الاجتماعات والنشاطات الكثيرة، بل انتهاء الحديث عن المجاعة التي زعموا انها تنيخ بكلكلها على كامل الشعب السوداني، هل يشك أحد في أن إدارة بايدن كانت هي من يحرك كل الدمي التي كانت في الملعب من منظمات وأفراد.
*ذكرنا مرارا أن الإمارات ليست الدولة التى يمكنها أن تعيس فسادا في الأرض دون ضوء أخضر من ال Big Brother
، فالإمارات لا تملك جيشا ليخطط ويضع الاستراتيجيات دعك من أن يقاتل, هذا قطعا ليس لتبرئة ساحتها، إنما للتدليل على أن الإمارات فعلت ما فعلت وارتكبت كل الجرائم في الشعب السودانى لتنفيذ خطة اعتمدتها إدارة بايدن لفرض أجندة خاصة بها في السودان, ما يؤخذ على حكومة الإمارات هو قبولها أن تكون واجهة لعدوان إدارة بايدن على بلادنا وأن تدفع ما دفعت من أموال واستأجرت ما استأجرت من مرتزقة لتتحمل وزر كل الدماء البريئة التي سفكت، خلافا لتاريخ التواصل والصداقة معها.
*منظومة كاملة من منظمات ومسؤولين في مواقع مهمة في الأمم المتحدة وغيرها اشتركوا في تغطية الغزوعلى بلادنا وطفقوا يدلون بالتصريحات عن المجاعة وعن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ وعن وعن وفجأة تبخروا وتبخرت تصريحاتهم.. أين ذهبوا.. كم تمنيت أن يقوم صحفي نابه بحصر المسؤولين في الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الافريقي، ايغاد، الذين كانوا يدلون بتلك التصريحات الصادمة عن المجاعة وغيرها حتى نعرف كل الذين شاركوا في المؤامرة واتساع نطاقها، وحجم التنسيق بين بعض أجهزة الأمم المتحدة، الاتحاد الاوروبي، الاتحاد الافريقي وذلك لسبر غور المؤامرة، وكيف أن إدارة بايدن وظفت المنظمات والأفراد وجهزت قابلاتها الوطنيات في انتظار جنين دولة العطاوة, ويا لصدمتهم ماتت الأم قبل أن يولد الجنين, واختفت القابلات يلملمن منشفاتهم ومناديلهم ومنظفاتهم لا يلويين على شىء, يا لحسرتهم لقد مات الجنيين والأم رغم مجهودات أبرع النطاسين من حول العالم! ..أين ذهبوا.
*أكثر ما ياسف له الشخص هو انغماس الصحفيين والكتاب في متابعة عمليات الجيش اليومية، وتجاهلهم للمؤامرة الخارجية وابعادها وتكالب دول ومنظمات كثيرة على بلادنا, يحتاج الأمر لتشبيك الخيوط لمعرفة من قام بماذا؟ وبتشبيك بسيط بين التصريحات المختلفة يمكن معرفة دور المنظمات والافراد والمسؤولين في مواقع مختلفة وبالتالي تقدير حجم المؤامرة ونطاقها.
*بعد انهيار روسيا ومعسكرها الاشتراكي في نهاية القرن العشرين، راودت الغرب (هلاويسه) القديمة باعادة استعمار الشعوب, فالغرب يعلم أن استمراريته في السيطرة على العالم تعتمد تماما على قدرته على نهب الشعوب خاصة في افريقيا, والعلاقة بين الغرب عامة وبين الشعوب النامية علاقة عكسية، بمعنى، كلما تحررت الشعوب وسيطرت على مواردها، كلما تناقصت فرص الغرب في الاستمرارية ، بل تدهورت أحوال شعوبه, وقديما قال كارل ماركس: إن الرأسمالية تعتمد على الحروب لاستمرارها، فإن لم يجدوا حربا اخترعوا واحدة، كما فعلوا في السودان
واجهت (هلاويس) الغرب الاستعمارية معضلة نمو الوعى المضطرد عند الشعوب المستهدفة بالاستعمار. ولمعالجة المعضلة تفتقت العبقرية الاستعمارية عن اختراع واجهة (وطنية) او قابلة محلية يخدعون بها الشعب المستهدف، في حالتنا (تقدم)! جربوا ذلك في افغانستان، العراق، هايتي وغيرها. في كل هذه التجارب التي شاركت فيها جيوشهم كانت النتيجة خسران مبين, بعد ذلك ثبت لهم أن استخدام جيوشهم يفضح امرهم وامر الحكومات التى ينصبونها، فطوروا خطتهم ليكون الجيش الغازى من ذات الجنس ما امكن مع الاستفادة من دعمه بالمرتزقة من اى دولة بناء على خبراتهم لضمان النصر, من جانبهم سيقومون بالقتال بأسلحة اخرى، الاعلام والمنظمات والتصريحات وتهويل الامر حول القضايا الانسانية التى – ان اجتهدوا- ستتيح لهم التدخل تحت مظلتها، ليظهروا كمنقذين وليسوا غزاة, هذه آخر خدع واحابيل الرأسمالية الغربية لاعادة استعمار الشعوب ونهبها. باختصار العودة لحق الفتح بقابلات وطنية أملا في أن تنطلي الخدعة على الشعوب.
*ذلك تحديدا ما خطط له لغزو بلادنا وإعادة استعمارها بقابلات وطنية ومليشيا نصفها مواطنيين ونصفها الآخر مرتزقة مأجؤريين.
*أما من يقفون خلف المؤامرة الذين نسجوا خيوطها بليل، فدون شك نهضوا بواجبهم على اكمل وجه وسخروا الاعلام والمنظمات واخترعوا المجاعة غير المسبوقة التى ملؤوا بها الوسائط وشغلوا بها محطات التلفزة التالفة والكارثة الانسانية وإنهيار النظام الصحي وإنتشار الاوبئة وما إلى ذلك، ثم اخذوا كل ذلك وذهبوا لمجلس الأمن لتمرير خطتهم.
*مع كل ما ذكرنا يبقى السؤال قائما: أين ذهبوا بعد ذهاب إدارة بايدن؟
*من يعرف الإجابة له جائزة (مركوب نمر) من الفاشر شنب الضرغام.
هذه الأرض لنا.