الأقباط …حكاية حلقة توقفت لها نشرة الاخبار

واحة المنصة

يكتبها اليوم

أمير أحمد السيد

*أمدرمان دائما في خاطري كل ذكريات الطفولة والصبا والشباب ، امدرمان ليست منزل فلان الفلاني ولا لافته توضع على حلق الباب لتعرف ساكن الدار بل هي حيشان كبيرة حوش فلان وحوش فلان وحي الأقباط والهنود واليهود جميعهم عاشوا عبر نفاجات الحب بتلك الخلفية كنت أفكر في صناعة الجمال.

*جال وقتها بخاطري جمال ونقاء الأقباط في امدرمان وسيرتهم العطرة وخلقهم الرفيع بدأت اخطط لحلقة مختلفة تماما علني أستطيع ان امنح هذه الشريحة حقها الطبيعي بعد الظلم الذي تعرضوا له كانت تلك اللوحة مرسومة في خيالي بكل أحداثها الجميلة الشاعر القبطي صالح بطرس الذي استنهض الناس عبر قصيدته فهبوا لإكمال بناء مسجد امدرمان الكبير بعد ان توقف العمل به ثم جال بخاطري العم بولس القبطي الذي انشأ خلوة لتحفيظ القرآن الكريم ومجموعة كبيرة من الأقباط الذين تعرفت عليهم.

*كان تقريري ضافي فيه (رش) من المعلومات المهمة جدا فيه الباشمهندس عياد جرجس الذي حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب وكان يستدل بايات من القرآن الكريم وكان هو وشقيقه إبراهيم جرجس يرفعون الفاتحة في بيوت العزاء ، قدم عياد جرجس في تلك الحلقة ما ادهش الناس وكذا تاريخ ناصع لعمنا جورج مشرقي في دعم الفنون والإسهام في تعليم كثير من الشباب الذين اصبح لهم فيما بعد شأن عظيم وقد أسهم ذلك التقرير المصور في إظهار اعظم تجربة للتسامح الديني تكاد تكون في كل العالم واظهرت ملفات الشرطة عبر ذلك التقرير أن الأقباط في السودان لم تكن لهم أي جرائم تذكر لا سرقة ولا زنا ولا جرائم اعتداء على مال عام بل عاشوا بيننا مسالمين جدا.

*كان ضيف الاستديو الأب فيلوثوث فرج وبعد متابعة التقرير بدأ الحوار شيقا ورائعا ثبت كثير من الحقائق التاريخية والإسهام الكبير للأقباط في الحياة العامة ودعم الاقتصاد السوداني وأعمال الخير ودعم المستشفيات الحكومية والمرافق العامة

*استمرّت الحلقة وبعد ان كدت ان اختم ظهر الاستاذ حسن فضل المولى وطلب مني ان استمرّ وقال لي ان معتمد امدرمان عنده مداخلة وبالفعل تحدث معتمد امدرمان مشيدا بتلك الحلقة وذاكرا أفضال الأقباط وتجربة التسامح التى حققت نجاحا كبيرافي امدرمان بفضل المحبة الكبيرة بين سكان امدرمان.

*هي واحدة من أجمل الحلقات التي لمن أنساها ما حييت.