حزب الأمة القومي.. بين كسر البرمة وكجم الحرمة(1-2)

قبل المغيب

عبدالملك النعيم احمد

*نبدأ بعد الحمد لله والثناء عليه بتهنئة خاصة للأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر المبارك ولبني وطني علي وجه الخصوص بان تشهد بلادنا الحبيبة الأمن والاستقرار وان تكون شهور مابعد الشهر المبارك هي شهور العودة للوطن والديار بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش القومي وجهاز المخابرات العامة والمستنفرين والقوات المشتركة علي ارض الواقع وتبخرت أحلام المرتزقة والمليشيا ومعهم من باعوا الوطن بدريهمات وحلمو بتكوين حكومة منفي يرضون بها الكفيل..وبعد

*عنوان المقال أعلاه مقتبس من كلمة قالها أحد شيوخ الأنصار الحقيقيين في ولاية النيل الأبيض خلال زيارة قام بها الفريق عبدالرحمن الصادق لقرى الأنصار في محاولة لإنقاذ الحزب من براثن التمرد والعمالة والكفالة مدفوعة القيمة وليته يفلح, قال الشيخ موجهاً الحديث للفريق عبدالرحمن إن أردت إنقاذ الحزب وتحريره عليك ( بكسر البرمة وكجم الحرمة) والمعنى المقصود هو إقصاء فضل الله برمة من المشهد, وإلجام وكجم أخواته مريم وزينب عن الكلام والتصريح, والمعنى الأكبر هو أن يتولى الفريق زمام الحزب ولكن يبقى السؤال كيف ومتى وبأي آلية؟ هو ما يحتاج للنقاش.

*يشهد حزب الأمة القومي تشظيا وتفتتاً داخلياً غير مسبوق حتى في الإنقسامات السابقة التي نتجت عنها مجموعة من أحزاب الأمة بنهايات مختلفة في الاسم بين قومي ووطني ومسار ونهار ومبارك الفاضل والمرحوم الزهاوي إبراهيم وجميعها لم تفلح في لعب دور وطني يحسب لها.

*جاءت بوادر الإنقسام الآن في حزب الأمة بعد أن إختطف رئيسه اللواء فضل الله برمة ناصر الحزب مع مجموعة كبيرة من القيادات ووقع الميثاق السياسي داخل منظومة تقدم صمود برعاية الكفيل وشراء ذمة الرئيس الكيني لإنشاء حكومة المنفى الموازية والذي بتوقيعه انقسمت مكونات تقدم وصمود على نفسها للمرة الثانية فحزب الأمة موضوع المقال قد تشظى أو في طريقه لذلك وحركة صندل انقسمت وحركة الحلو انقسمت هي الأخري وتجمع الاتحاديين قام بعزل محمد الفكي وبابكر فيصل وجعفر سفارات والقائمة تطول بعد أن أراد حمدوك أن يفر بجلده حفاظا علي(وطنيته) التي باعها بثمن بخس عندما كان يتسلم راتب طاقمه الوزاري من الاتحاد الأوروبي كما هو معلوم للجميع.

*جاء رد فعل حزب الأمة بإعلان المجلس الرئاسي إقالة رئيسه اللواء فضل الله برمة بحجة أنه خرق لوائح الحزب وانفرد باتخاذ القرار وأنه غير مخول له بتوقيع ميثاق حكومة المنفي وإلي غير ذلك من الاتهامات, حتى الآن الجدل يدور حول صلاحية المجلس في اقالة برمة ويدور الحديث حول صمت الحزب ومجلسه طيلة هذه الفترة وبرمة برفقة عدد من القيادات يجوب العواصم الافريقية والعربية والاوربية ممثلا للحزب ولم يصحو المجلس الرئاسي الا بعد أن وقع برمة علي الميثاق وشهد الحزب الانتصارات الكبيرة للجيش القومي بكل مكوناته بالداخل وإنحسرت المساحات الجغرافية التي يمكن أن تستوعب حكومة المنفي المزعومة تلك هي اللحظة التي أفاق  فيها حزب الامة من غفوته الطويلة وعاد فيها بعض الوعي للدكتورة مريم لتقيل برمة وتصفق للجيش القومي وتقول ماقالت من تصريحات تتناقض تماما مع كل أحاديثها منذ أن حدث التغيير في24 أكتوبر وما بعده وفقدت على إثره منصبها وزيرة للخارجية أتت بها الصدفة في حكومة حمدوك وتلك قصص أخرى.

*كان رئيس حزب الأمة المقال بأمر المجلس الرئاسي يعمل مع كل المجلس الذي أقاله الآن في تناغم وإنسجام وحتي لحظة توقيع الميثاق لم يكن لوحده وانما برفقة كثيرين من قيادات الحزب, وفي تقديري ان اللواء برمة لم يتجاوز مؤسسات الحزب لأنها هي الأخري غير فاعلة ومعطلة بأمر عضوية المكتب السياسي الذي تتكون معظم عضويته من أبناء وبنات الإمام وأزواجهم, فأين هي المؤسسية والشوري والديمقراطية التي يقيل بموجبها المجلس الرئاسي اللواء برمة.. وماذا تقول الدكتورة مريم والناشطة زينب في وجود صديق الصادق بجوار برمة في الطاولة, حزب الأمة في تقديري هو آخر حزب يجب أن يتحدث عن الديقراطية والمؤسسية فقد ظل الامام الراحل الصادق المهدي رئيسا للحزب منذ العام 1967 تاريخ الخلاف مع عمه الامام الهادي وإقصاء محمد أحمد محجوب من مؤسسات الحزب إلى أن فارق الحياة, رئيس مدى الحياة والحال ينطبق علي الراحل محمد إبراهيم نقد فقد ظل أمينا عاما للحزب الشيوعي منذ أول السبعينات حتى وفاته, اكثر الأحزاب التي تتحدث عن الديقراطية هي التي لا تمارسها حقيقة داخل أجهزتها ففاقد الشيء لا يعطيه.

*وعودة لموقف حزب الأمة القومي من التمرد والانتهاكات وأخيرا الميثاق السياسي لحكومة المنفي ووجوده الفاعل داخل تقدم وصمود فالأمر ليس بجديد حتي يتبرأ الآن المجلس الرئاسي من تصرفات برمة ويعتبرها شخصية ويعلن إقالته.

*إقالة رئيس الحزب لا تتم بهذه الطريقة العشوائية وإنما بإحترام مؤسسات الحزب عبر مؤتمر عام إستثنائي للحزب ليس لإقالة الرئيس فقط وإنما لتغيير كل المجلس الرئاسي والمكتب السياسي للحزب والذين جميعهم ضالعين في ما أقدم عليه برمة من تآمر وبيع ذمم وتماهي مع الكفيل الإقليمي والدولي لإنتهاك سيادة السودان وإغتصاب حرائره ونهب ممتلكاته وتشريد مواطنيه الأبرياء واحتلال منازلهم بإستغلال ضعاف النفوس بالداخل وبأيدي المليشيات.

*وغدا نواصل عن الانقسامات المتوقعة لحزب الإمام الراحل.