
رمضان والناس .. وزمان الناس
بعد .. و .. مسافة
مصطفى أبو العزائم
*الإسم أعلاه (رمضان والناس) كان عنواناً لصفحة رمضانية يومية أعددتها ونشرتها في صحيفة (أخبار اليوم) الغراء في سني صدورها الأولى ، وكنت أسعد الناس بها رغم التعب والرهق، والمعاناة التي تواجه من يقدم عملاً صحفياً يومياً, وقد تذكرتها قبل فترة قريبة ، لثراء مادتها وتنوعها ما بين السياسة والثقافة والفنون وحركة المجتمع، وقارنت بين إعداد الصفحة وما بين إعداد البرامج الإذاعية أو التلفزيونية اليومية ، وقد سبق لصاحبكم خوض كل هذه التجارب في شهر رمضان أو خلال أيام العام العادية ، ولا زالت الذاكرة تحتفظ بتفاصيل أحد البرامج التلفزيونية الرمضانية الذي بثه تلفزيون السودان قبل عدة سنوات وكنت وزميلي وصديقي العزيز الراحل الأستاذ سعد الدين إبراهيم نقوم بإعداده تحت عنوان (صالون رمضان) وكان يقدمه الدرامي الكبير والفنان الأستاذ (علي مهدي) بينما يخرجه المخرج المعروف (قمش)
*يعتقد كثير من الناس أن شهر رمضان هو شهر الراحة من عناء عمل عام كامل ، لكنني لست منهم وأتمنى أن ترجح كفة الذين يرون أنه شهر عمل متصل فيه تجديد وإبتكار وإختلاف في توقيتات العمل وإحياء وتنشيط للسلوك التعبدي ، فالذي بين العبد وربه لا يعلمه أحد .. ولا ينبغي.
*كانت آذان الكثيرين تتحول نحو الإذاعة القومية خلال شهر رمضان ، وهي المتميزة ببرامجها الفنية والدينية والمنوعة والدرامية وغيرها، مثلما تتميز بموسيقى خاصة تظل تذكرك على الدوام بأنها موسيقى لا مكان لها في خارطة البرامج إلا خلال هذا الشهر المبارك, كما تتميز الإذاعة السودانية بـ(الفترة المفتوحة) وهي جاذبة إلى أبعد الحدود، وتجد متابعة عظيمة من مستمعي الإذاعة في كل مكان, وتشرّف صاحبكم بأن كان ضيفاً على هذه الفترة ذات يوم رمضاني أم درماني صرف، إستمر حتى الثالثة عصراً موعد الفترة الإخبارية، مع الفنان الحقيقي والمرهف الأستاذ (أحمد شاويش) وقد كنا ضيفين على المذيعين المبدعين (حاتم محمد عثمان) و(إخلاص علي عبد العزيز) وقد بدأت القصة قبل ذلك بيومين عندما طلب إليّ مشرف ذلك اليوم زميلنا وصديقنا العزيز الأستاذ “أسامة حسن شريف” الإذاعي والإداري والمخرج المعروف أن أكون ضيفاً على تلك الفترة التي يخرجها المخرج المبدع الأستاذ أبو بكر الهادي.
*وافقنا وكانت حلقة من أجمل الحلقات بنظر الكثيرين الذين تابعوها، حيث أبلغني بذلك وقتها خلال البرنامج عبر الرسائل الإلكترونية ووسائط التواصل الإجتماعي، عدد منهم من بينهم السيدة الفضلى ليلى الوسيلة مشيدة بالمداخلات، وكذلك فعل صديقي الراحل المقيم الأستاذ (عصام الدين بشير العوض) الصديق القديم الذي قال لي إن أغنيات (أحمد شاويش) وقيادة الحوار من مقدمي الحلقة أنعشا يومه الرمضاني الساخن .. وكذلك عدد من الزملاء الذين تواصلوا معنا لكن من أهم ما تلقيناه إشادة جميلة من الأخ الأكبر والصديق الأعز أستاذ الأجيال الراحل المقيم الدكتور(محيي الدين تيتاوي) الذي كان يتحدث ويعلق ويضحك ويقول إنه فنان وعاشق للموسيقى، لذلك يمكن له أن يغني على إعتبار تاريخه السماعي الطويل.
*عذراً عزيزي القارئ الكريم، أرجو ألا تعتب عليّ عندما أكتب عن خاص ارتبط بالعام ، ففي هذه المهنة لم تعد هناك خصوصية .. وأدعو الجميع أن يسألوا الله الرحمة والمغفرة والعتق من النار لأستاذنا الكبير الدكتور (محيي الدين تيتاوي) فالذي قدمه كثير.. تتفق أو تختلف معه لكنك لن تستطيع إنكار عطائه .. أبداً
*أدعو معي ان يشتت شمل الغزاة البغاة الطغاة ، وأن يفرق جمعهم ونسأل الله أن يفرط تدبيرهم ويخرب بنيانهم ويبدل احوالهم ويقرب آجالهم ، وأن يقطع اعمارهم ويشغلهم بأبدانهم وأن يأخذهم اخذ عزيز مقتدر … وهو القادر على كل شئ.