السودان والصين 

ألوان الحياة _ صلاح عمر الشيخ  

 

رمادى :

* العلاقات السودانية الصينية قديمة جدا منذ أن اعترف الرئيس الراحل إبراهيم عبود بها سنة 1958

وسجل أول زيارة لها كأحد الرؤساء الأفارقة والعرب في  ذلك الوقت هذه تطورت فى العهود الوطنية أثمرت عن مشروعات تنمية كبيرة منها طرق وكبارى ومنشآت مثل قاعة الصداقة في عهد الرئيس نميرى.

*تميزت هذه العلاقة بأنها اقتصادية ولم يكن لها أهداف سياسية مباشرة، إذ أن الصين كانت تحاول أن تستقطب الشعوب الأفريقية والآسيوية بالتحديد دون أن تتأثر بموقف حكوماتها حينما ركزت على إنشاء مشروعات تنمية وبنية تحتية تجعل المواطن في هذه الدول يحس بجدوى هذه الصداقة الخالية من الغرض، ولأن الصين مازالت تعلن أنها دولة نامية رغم أنها دولة كبرى لأنها بذلك تجعل قلوب الشعوب في الدول النامية تهفو إليها وتقبلها دون أن ترفض وجودها في بلدانهم كما تفعل مع دول الغرب المتعالية عليها .

*ظلت الصين مستمرة في هذا النهج تملأ فراغ دول الغرب لدى الدول النامية، وتقدم خدماتها بقروض ميسرة وبعضها بدون مقابل.

*فعلت ذلك مع حكومة الإنقاذ وساهمت في استخراج البترول حينما أغلقته أمريكا ومنعت دول الغرب من استخراج، لتأتي الصين وتنقذ السودان من الحصار الغربي وتفجر البترول مع بعض الشركات الآسيوية إلا أن الصين كان لها الدور الأكبر فى ذلك، لكن للأسف هذا الجهد تحول إلى كابوس من الديون أرهقت ميزانية السودان وأفسدت العلاقة بين البلدين مما يحتاج إلى جهد كبير لإعادتها إلى ماكانت عليه

*أمام السودان فرصة كبيرة لإعادة هذه العلاقة المتميزة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا إلى أفضل مما كانت علية بإعادة الثقة أولا وتنفيذ ما اتفق عليه من استثمارات خاصة وأن الصين الآن تقبل سداد الديون مقابل المواد الخام كما فعلت مع بعض الدول الأفريقية بل إن عضوية البنك الذى أسسته مؤخراً ليكون منافساً للبنك الدولي سمح بان تكون أسهمه من المواد الخام .

*حسنا فعل الرئيس البرهان بحضور القمة الأفريقية الصينية التي نأمل أن تعود على البلاد بفوائد جمة .