آخر الأخبار

مستشفى الدويم … أزمات لا تنتهي

  • (29)أخصائيا يرفعون مذكرة للوزير يطالبون فيها بإقالة المدير
  • الضواها : مشكلة المستشفى أدارية ولايوجد علاج مجاني
  • ممرضة : راتبي 30 ألف ولو أتكلمت بفصلوني

تحقيق – هيثم السيد


إرتفعت الأصوات المطالبة بإجراء تعديلات إدارية عاجلة بمستشفى الدويم التعليمي بسبب الأشكالات المستمرة المتعلقة بتردي الخدمات وعدم قدرة الأدارة الحالية على ترقيتها ،وتقدم 29 طبيبا اختصاصيا يمثلون المجلس الاستشاري للمستشفى بمذكرة إلى وزير الصحة بولاية النيل الأبيض طالبوا فيها بإقالة مدير المستشفى محمد بشارة ،وأشارت المذكرة إلى أن سوء الإدارة والتخطيط الذي لازم الأدارة الحالية من الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور في الخدمات.
نص المذكرة:
وفيما يليي تنشر (أصداء سودانية) النص الكامل لمذكرة الإختصاصين للوزير ..
الأخ مدير عام وزارة الصحة الوزير المكلف
الموضوع ..مستشفى الدويم
بالإشارة للموضوع أعلاه ونظرا للظروف الحرجة التي تمر بها البلاد ونسبة للتراجع الكبير في الخدمات العلاجية والدوائية والصحية والبيئية التي تمر بها المستشفى والذي إنعكس تأثيره سلبا على تقديم الخدمات لمواطني الدويم وماحولها والوافدين للمدينة, ومن منطلق المسئولية والدور الريادي للمجلس الإستشاري في المستشفى الذي يضم كل الإستشاريين والإختصائيين بالمستشفى ،إنعقد إجتماع المجلس لمناقشة أسباب التدهور في الخدمات حيث خلص إلى أن سوء الإدارة والتخطيط منذ تكليف الإدارة الحالية هو من الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور في الخدمات ،وعليه خلص الأجتماع بالإجماع إلى جملة من المقترحات الهامة لإستقرار وإستمرار المستشفى وتلافي هذا التدني،ونأمل أن تجد مطالبنا منكم آذان صاغية وهي:
1-إعفاء الأدارة الحالية.
2-مرفوع لكم 3 مرشحين لإختيار من ترونه مناسبا منهم وهم:
د. عاصم محمد علي البيلي ،إستشاري التخدير والعناية المكثفة, د. مأمون أحمد، إستشاري النساء والتوليد, د. النور النيل النور،أخصائي الأطفال
2-يلتزم المجلس الأستشاري بتقديم يد العون والدعم والمشورة للإدارة الحالية ،ويلتزم المجلس بتقديم يد العون والدعم والمشورة للإدارة الجديدة.
-يلتزم المجلس بالتنسيق مع المدير العام والمجتمع المحلي للمدينة حول دعم ونهضة وتطور المستشفى.
تداعيات:


تجدر الإشارة إلى أن هذه المذكرة جاءت بعد فشل إدارة المستشفى في إدارة الكثير من الأزمات الصحية ،منها إنتشار الكوليرا في أكتوبر 2023 والتي أفضت لإرتفاع الوفيات بسبب ضعف الرعاية والإهمال ،حيث تم إبقاء المرضى في العراء تحت هجير الشمس أمام عنبر الباطنية عدة أيام قبل أن يتم عمل صيوان مهترئ ،ولم تكن هناك مراحيض, الأمر الذي ساهم في إنتشار المرضى وزيادة عدد الوفيات ،وتدخلت إحدى المنظمات لمعالجة الأمر وتم نقل المرضى إلى مكان آخر داخل المستشفى بعد أقامت عنابر من الخيام مخصصة لمثل هذه الأمراض مع برتكول دقيق ساعد في انحسار المرض بعد أسابيع طويلة.
ذات الأمر تكرر في أكتوبر من العام الماضي حيث انتشرت الكوليرا بالدويم وأرتكبت إدارة المستشفى خطاءً كبيرا حينما قررت إخراج مركز عزل مرضى الكوليرا من المستشفى إلى دار منظمة للأطفال في واجهة المستشفى.
عند معاينة المقر قبل نقل المرضى إليه قالت مسئولة الصحة إن المكان غير مناسب،ومختصين أشاروا إلى أن المقر يفتقر شروط العزل ،إلى جانب أنه ضيق ،ولايوجد به حمامات ،كما أنه يشكل خطرا على المواطنين لأنه يقع في منطقة تجارية ويلاصق منتزه باربكيو ومحال تجارية،كما يلاصق إدارة حماية الأسرة والطفل التي تعرض فيها عدد من الأطفال للإصابة بالكوليرا، ويفتح الموقع على منازل مكتظة بالأسر.
عدد من قادة العمل الطوعي إلتقوا المدير التنفيذي لمحلية الدويم وقتها عبدالغفار فرج الله بشأن إختيار الموقع والخطر الذي يشكله على المجتمع ،فقال إن إدارة المستشفى هي التي حددت المكان بأعتبارها جهة فنية وهي من تتحمل مسئولية ذلك فيما معناه.
قضي مرضى الكوليرا أياما تحت هجير الشمس داخل دارالأطفال الذي أختارته المستشفى مركزا للعزل ،وظلوا يتحركون (من ضل إلى ضل) في ظل عدم وجود حمامات ، وإرتفع عدد المصابين من 42 إلى 86 خلال أيام ،مما أضطر إدارة المستشفى لإيجار صيوانات كما فعلت في العام السابق، لكن كانت هناك ثمة إشكالات تمثلت في تردي الخدمات الطبية وعدم قدرة المقر لإستيعاب العدد المتزايد من المرضى حيث أضطروا لأفتراش الأرض ،وساءت بيئة المنطقة تمام مما أضطر الجهات المختصة إغلاق المحال التجارية المحيطة بالعزل,
بعد أيام قامت المستشفى بحفر بئرو شيدت حماما من الزنك ،لكنه أمتلأ بعد أيام ،كان المرضى يقضون حاجتهم في العراء ،وآخرين في أماكنهم ،،بدأت المحاليل المجانية تنفذ داخل العزل ،واضطر مرافقو المرضى لشرائها بالمال من على بعد خطوات قليلة من بوابة العزل ، وزاد هطول الأمطار الكثيفة على رؤس المرضى من سوء الأوضاع داخل مركز العزل ،حيث أمتلأت أرضية المكان بالمياه التي اختلطت بمخلفات أسهالات المرضى ورفض عدد من الكوادر الطبية العمل وعقدوا اجتماعا أكدوا فيه صعوبة العمل في هذه الظروف ،أحد الكوادر قال إنهم يعانون عند تركيب الفراشات للمرضى بسبب عدم وجود إضاءة كافية ،إدارة المستشفى علقت كشافة وحيدة ،غالبية المرضى كانوا ينامون ليلا تحت شجرة النيم الوحيدة بالعزل وهذا يعرضهم لخطر الاختناق.
أحد المرضي المنومين في العراء لم يجد من يحركه من مكانه أثناء هطول الأمطار بغزارة،حتى فاضت روحه.
تدخل أطباء بلا حدود:
تدخلت منظمة أطباء بلا حدود بعد حوالي أكثر من شهر تقريبا وأعادت تنظيم الأمور حيث أزالت الصيوانات واستجلبت خيام مخصصة لمرضى الكوليرا وأعدت برتكولا أفضى لإنحسار الكوليرا بعد أكثر من 4 شهور كانت حصيلة الوفيات 57 حالة فيما بلغت جملة الأصابات 1399
أزمة الأسرى:

تواصلت الأزمات داخل المستشفى التي أستقبلت عدد من الخارجين من الأسر بمعتقلات الدعم السريع نهاية مارس الماضي ،لم يحظوا بالعناية اللازمة خلال الأيام الأولي خاصة فيما يتعلق بالأغذية ،تناول بعضهم ساندويتشات الطعمية ،ناشطون عكسوا المعاناة على مواقع التواصل الاجتماعي فتنادي أبناء الدويم كعادتهم للوقوف مع العائدين من الأسر ،إستقدموا اختصاصية تغذية من خارج المستشفى وأعدت البرتكول الغذائي للمرضى كل حسب حالته ،وقاموا بتوفير المطلوبات كاملة.
كان هناك تقصير في العناية الطبية لبعض المرضى ،شقيقة أحد الأسرى ذهبت لمكتب مدير المستشفى تشكو سوء حالة شقيقها الذي أجريت له 3 عمليات لبتر أجزاء من يده ،فطردها المدير كما أكدت في حديثها للصحيفة.
هناك حوالي 5 وفيات بين الأسرى داخل المستشفى ،سنعود لها بالتفصيل.
الإدارة تلزم الصمت:


لزمت إدارة المستشفى الصمت تجاه حادثة عثور الشرطة على قدم بشرية يحملها كلب شرق المستشفى ،حيث أفادت معلومات الشرطة أن القدم تخص المواطن موسى الباهي الذي كان قد أصيب بطلق ناري في الهلبة وتم اسعافه لمستشفى الدويم وتقرر بتر جزء من القدم بما فيه الأصابع ،وعثر على القدم المبتورفي اليوم التالي,
هذا بخلاف مشاكل كثيرة يفضي بعضها إلى الموت تحت عبارة واحدة (هبوط مفاجئ في الدورة الدموية), و
يقول الدكتور محمد أحمد محمد زين الضواها ،أخصائي النساء والتوليد والعقم بمستشفي الدويم,
مشكلة مستشفى الدويم إدارية بحتة ،وهذا ما وصل إليه 29 إستشاريا رفعوا مذكرة بذلك للوزير ،وهناك تعنت من إدارة المستشفى، المدير غائب تماما خاصة خلال الفترة الصباحية ،الاخصائيين لا يجدون من يقدموا له ملاحظاتهم وآرائهم، نحن في قسم الولادة نقول إن إدارة المستشفى لا رغبة لها في معالجة المشاكل ،سبق أن أوقفوا المولد الكهربائي أثناء العمليات وأثر ذلك على جهاز التعقيم ،وعندما سألنا المدير الإداري قال: (انتو عايزين شنو، قلنا ليه أنت من الأول مشغل المولد ليه إذا أنت بتقول لينا عايزين شنو)، (فرد
شغلت المولد عشان عاجبني صوتو).
ويواصل دكتور الضواها حديثه قائلا (لدينا نواقص كثيرة داخل قسم الولادة واصلا ما فيهو حاجه ،ومافي حاجه إسمها علاج مجاني ،المستشفى لاتقدم سوي السرير و(الحيطة)، والسراير في كثير من الاحيان لاتكفي المرضي ،يسد النقص بالإيجار من الشارع،الوزير يتجاهل المذكرة ،المواطن هو من يكتوي بنيران الفشل الإداري ،،المسئولية أخلاقية في المقام الأول).
ممرضة : الوضع صعب:

قالت أحدى الممرضات العاملات بالمستشفى طلبت عدم ذكر أسمها حتى لا يتم فصلها من العمل أن راتبها الشهري 30 ألف جنيه ،بواقع 1000 جنيه لليوم الواحد ،في حين أنها تصرف ألفي جنيه يوما على المواصلات وأحيانا تضطر للعودة بقدميها لتوفر ثمن الخبز ،وأضافت
الوضع داخل المستشفى صعب شديد ،المشاكل الإدارية كتيرة ،عندنا مسئولة لواتناقشت معاها بتفصلك طوالي ،عشان كده للأسف الشديد غالبية الممرضين أصبحوا يعتمدوا على (البقشيش) من المرضى ومرافقيهم ،تركب درب أو فراشة داخل المستشفى يدوك ألفين تلاته, المهم ترجع البيت وانت شايل ليك حاجه ياكلوها ناس البيت.

تابعوا في أعدادنا القادمة :
*ماذا قال د. أبوشورة و د.أنس الفاتح ود. ياسر إابراهيم عن أزمات المستشفى الإدارية.
*أخصائي : كيف يأتمر الإختصاصئين بموجهات طبيب عمومي ؟
*د. وليد عثمان يسرد تفاصيل اعتقاله داخل المستشفى .
*كادر يكشف أسرار خطيرة حول أدوية الطوارئ ..كيف تتحول من مجانية لتشتري بالمال ؟
*سماسرة الأدوية والعلاج المجاني تفاصيل مخجلة..
*نفايات طبية في أرجاء المستشفى
*حرق النفايات أسفل غرفة مرضى الأزمة والعناية المركزة.