الاتجاه شرقاً وان طال السفر

رهاب …. رهاب

د . محمد خير حسن محمد خير

 

*التبادل التجاري بين السودان والصين دون شك يحقق مكاسب ممتازة للاقتصاد السوداني تسهم في تحسين معدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي عبر تحريك جمود أداء كثير من القطاعات الانتاجية .. وقد كانت تجربة الاستثمارات الصينية المباشرة إبان فترة حكم الإنقاذ  جد عظيمة خاصة في قطاع النفط وقد اسهمت حينها في زيادة معدل النمو وتوسعة القاعدة الانتاجية بصورة كبيرة كان لها أثرها علي الأداء الاقتصادي بالبلاد، بل وأثمرت بالإضافة الي انجازات المنشآت النفطية في بناء خطوط نقل وموانئ تصدير ومصفاة للبترول  بان بطبيعة الحال والمآل اسهمت في توسعة شبكة الطرق ذات الصلة بالقطاعات الانتاجية  بالإضافة الي اسهامها في بناء بعض الجسور ومشاريع توليد الكهرباء.

*وقد أسهم تطور التبادل التجاري بين السودان والصين حينها في تخفيف أثر العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان بآثارها الخطيرة على أداء القطاعات الانتاجية فاحدثت اختراقات إيجابية في عدد من المجالات مما حسن نسبيا أداء الميزان التجاري رغم عجزه الدائم.

*وقد تم إنفاذ عدد من المشاريع بقروض تفضيلية وبعضها بقروض دون فوائد مما يشير إلى إمكانيات وفرص يمكن أن تحقق عبرها مكاسب كبيرة للإقتصاد السوداني إذا ما تم تطوير العلاقات السودانية الصينية ما بعد الحرب على نحو يحقق مقاصد مرحلة الاعمار… وقد  يتطلب تحقيق هذه المقاصد  تقديم امتيازات تفضيلية خاصة للشركات الصينية بغية اجتذابها للاستثمار المباشر خاصة في قطاع النفط والتعدين والصناعات التحويلية كما يتطلب الأمر تطوير التعاون المصرفي بين البلدين للاستفادة من القدرات التمويلية المتاحة لدي النظام المصرفي الصيني بل والاستفادة من التقنيات المصرفية التي يمكن أن تحدث فرقا في أداء كثير من المؤشرات الاقتصادية الكلية في بلادنا.

*ولا أري ضير أن يتطور التبادل التجاري بين البلدين وتكون احد مكتسباته  تقليل حجم استنزاف احتياطي النقد الأجنبي لدي النظام المصرفي السوداني بالاتجاه الي تسوية المدفوعات باليوان الصيني,ولعل تجربتنا مع الشقيقة مصر  خير شاهد على مثل هذه الاتجاهات والتي يتم تسوية كثير من المدفوعات عبر عملتنا الوطنية رغم بروز واحدة من أهم المشكلات التي عانى منها الاقتصاد السوداني ايما معاناة وهو ظهور بعض العملات المزيفة والتي عبر عنها محافظ بنك السودان بوجود عملة مجهولة كانت واحدة من أهم أسباب التغيير الجزئي في العملة الوطنية في السودان مؤخرا

*من البيانات المتاحة لدى مصادرها الرسمية كانت اتجاهات الصادرات السودانية في الفترة من 2000 إلى 2017 تميل بصورة كبيرة نحو الدول الاسيوية غير العربية واكبرها حجماً الصين والتي مثلت نحو 64% من جملة الصادرات السودانية بينما جاء حجم الصادرات إلى الدول الأسيوية العربية نحو 26% ودول الاتحاد الأوربي نحو 3.8% بينما جاء حجم الصادرات السودانية للولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض علينا تلك العقوبات الاقتصادية احادية الجانب نحو 0.1% ,ولذلك ما بعد الحرب وفي مرحلة الإعمار ينبغي أن تكون رؤيتنا واضحة لا مراء فيها ومساراتنا التي نُحقِقْ عبرها مصالحنا الاقتصادية أكثر وضوحا  ولا ينبغي أن نفرط في الاتجاه شرقا وتعظيم وتنويع الصادرات بل وحفز الاستثمار الأجنبي المباشر بدلا ً عن اللهاث وراء الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسساتها المالية الدولية بشروطها المجحفة واجندتها الخفية