والي البحر الأحمر: لا نستبعد الخونة والخلايا بالولاية
خاص / أصداء سودانية
والي البحر الاحمر مصطفى محمد نور :
-
لا نستبعد تسلل بعض الخونة والخلايا النائمة إلى الولاية .
-
هناك ثلاث بوارج تركية لا واحدة.
-
الواقع الجديد فرضته الحرب.
حاوره /أحمد عمر خوجلي
مليشيا الدعم السريع على البلاد انعكس على ولاية البحر الأحمر وعاصمتها بورتسودان ، فقد اصبحت عاصمة البلاد الادارية البديلة احتوت مقار مؤسسات اتحادية على رأسها مجلس السيادة ومقار السفارات والوزارات وأصبح مطارها المنفذ الوحيد للبلاد ، ومما زاد من أهمية الولاية وعاصمتها تحولها لملاذ للآلاف من المواطنين من مناطق السودان المختلفة حول هذه التحولات وتبعاتها التقينا الفريق / مصطفى محمد نور والي الولاية لتبيان جهود حكومته ، فماذا قال ؟ :
نبدأ بسؤال عن تسيير أمور الولاية ، الواجبات الطبيعية تجاه مواطنيها القدامى ، والآن مضاف اليها اعداد من الوافدين والعديد من مؤسسات الدولة الاتحادية على رأسها المجلس السيادي الانتقالي وعدد من الوزارات ومقار السفارات الاجنبية ، كيف تديرون الأمر مع كل هذا التوسع الكبير ؟
تسلمنا مسئولية مهام إدارة شؤون الولاية أوائل شهر ديسمبر 2023م ، نعلم حجم العدوان الكبير الذي يتعرض له السودان منذ الثلث الأول من العام الماضي وماصاحب ذلك من ارتكاب مليشيا الدعم السريع لإنتهاكات واسعة على المواطنين في ولاية الخرطوم ادت الى وصول اعداد كبيرة الى ولاية البحر الأحمر ، بعض هولاء النازحين اقاموا في منازل اهلهم وذويهم بمناطق الولاية او اختاروا ايجار منازل وشقق من الملاك ، وهناك اعداد تم توفير الاسكان لهم في مراكز ايواء مختلفة كالمدارس والاندية وبيوت الشباب وهذا يتم عبر لجنة تم تكوينها لمتابعة عمليات الإيواء، وبعد هجوم المليشيا على ولاية الجزيرة تضاعفت اعداد الوافدين الى الولاية فتم توفير المزيد من مراكز الإيواء .
كيفية التنسيق في امر المساعدات استلامها وتوزيعها على المحتاجين ؟
هناك العديد من الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية ساهمت في تقديم المعونات اليومية ونشكر في هذا الاطار مركز الملك سلمان ، جمعية الهلال الأحمر القطري ، والصندوق الكويتي وعدد من المنظمات الأخرى ولا ننسى مفوضية العون الإنساني الولائية والاتحادية فقد انجزت أعمال كبيرة ومتواصلة وبذلت جهود مهمة في رعاية احتياجات النازحين ، وأيضا مجموعة من الخيرين ورجال الأعمال .
الوضع الصحي كيف هو الآن في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد المواطنين وماهي معالجاتكم لاحتواء النقص ؟
الكل يعلم ان الولاية قبل الازمة بها عدد قليل من المستشفيات والمؤسسات الصحية وكانت توازي في امكانياتها عدد المواطنين المقيمين في الولاية قبل الحرب ، لكن بعد الزيادة الكبيرة في عدد السكان اشتد الضغط على هذا العدد المحدود من المستشفيات ، المركز ممثلا في وزارة الصحة ساهم بنصيب وافر في سد هذه الفجوة ، كما لعبت العديد من المنظمات الإقليمية والدولية دورا عظيما في المساهة في إتاحة الخدمات الطبية للمواطنيين ، وعدد من رجال المال والأعمال قدموا خدمات جليلة في شراء واستجلاب العديد من الأجهزة الطبية في عدد من المستشفيات الموجودة ، كما توافر لدينا عشرات من الاختصايين والمستشاريين في العديد من المجالات وفدوا الى مدينة بورتسودان وشكلوا اضافة مهمة لخدمة الصحية . ونحن نحاول ان نوازن في تقديم الخدمات ونراعي الكثافة السكانية وطبيعة الحوجة في المحليات المختلفة ، وقد افتتحنا ثلاثة مراكز طبية في اوسيف وسواكن وسنكات ولدينا العديد من المراكز الصحية سوف نعمل على افتتاحها خلال الاشهر القادمة .
تعتبر مسألة توفير المياه واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه الولاية منذ عقود ، ولاشك انها تضاعفت الآن بعد زيادة عدد القاطنين بالولاية بسبب الحرب ماهي جهودكم في ذلك ؟
يعتبر توفير المياه أكبر الهواجس التي تواجههنا وتواجه الولاية في محلياتها المختلفة ، وقد بذلنا جهود عبر حلول عديدة من حكومة الولاية والحكومة المركزية وزارة المالية الاتحادية قد تم استجلاب حوالي 28 طرمبة مياه غاطسة تم تركيبها في خور اربعات للاستفادة منها في فصل الصيف وقبل استعمالها غمرت السيول والامطار خزان اربعات وعديد من الخزانات فزاد مخزون المياه بما يحسن الإمداد ،وذلك بمشاركة من منظمات اقليمية ومحلية ، كما لدينا جهود في صيانة عدد من محطات تحلية المياه احدها تنتج 3000 الف لتر يوميا تكفل مركز الملك سلمان بصيانتها . وللقطاع الخاص سهم كبير في التغلب على مشكلة المياه كما هو الحال في محطة بسلبونا تنتج مليون لتر مكعب يوميا .
بالطبع لابد من السؤال عن الكهرباء التي تضاعف معاناة الناس مع تكرر انقطاعها هذه الأيام ؟
في عيد الأضحي تعرض احد المحولات الكبيرة لحريق اخرجه من الخدمة بدأنا اتصالات مع سلطات محلية سواكن ومع ولاية نهر النيل لمنحنا محولين لسد النقص الذي احدثه الحريق الآن دخل المحولان الخدمة بما يقدر ب 160 ميقاواط .وضمن جهود منهدسي الكهرباء في مساعيهم للتغب على المشكلة تم توقيع عقد لاستكمال محطة كلاناييب الحرارية التي تنتج حوالي 350 ميقاواط وهي تعمل الآن بنسبة 43 %،
حدثنا عن البارجة التركية ماهي قصتها ؟
أولا هي ليست بارجة واحدة هي ثلاث بوارج كل واحدة تنتج ما يعادل 100ميقاواط ونحن نشتري 100 مبقاواط فقط الباقي تتم تغطيته من سد مروي وتوجد بالمدينة بعض المحطات ، وكل ما نحصل عليه هو 200 ميقاواط وحاجتنا تصل إلى 243 ميقاواط .وعندما تنتهي محطة كلاناييب سندعم الخط القومي ب 100 ميقاواط تقريبا .
في ملف النظافة وصحة البيئة والمظهر الجمالي العام للعاصمة بورتسودان يشعر المتابع لأحوال الولاية في السابق بتدهور كبير في هذا الجانب ؟
صحيح هناك عوامل كثيرة أدت الى ذلك ، قد شرعنا منذ تولينا مسئولية الولاية في إنارة طرق الولاية وماضين لاستكمال صيانة ما تبقى من طرق ، وعلى مستوى صيانة الطرق بدأنا مساعي للصيانة بحسب الحاجة الملحة لضخامة التكلفة .وهناك جهود كبيرة للمحليات المختلفة في امر النظافة وقبل فترة تسلمنا 28 عربة نقل ومعالجة النفايات ، وهناك جهود كبيرة في مكافحة الآفات والذباب .
تسببت الحرب في انحسار الأراضي الزراعية في العديد من ولايات السودان سيما مشروع الجزيرة ، هل من جهود لولاية البحر الأحمر في هذا الاطار ؟
هذا العام اهدتنا الطبيعة كميات وافرة من المياه ستروي مشاريع دلتا طوكر وسنكون موعودين بانتاج غزير في هذا الموسم وسنعمل عبر وزارة الزراعة في تسهيل الأمر على المزارعين بقدر الإمكان .
هناك تحدي أمني كبير يواجه ولاية البحر الأحمر ، الحرب والعدوان من قبل المليشيا هو مصدره الأساسي والمهدد الأكبر وهناك مداخل اخرى للاختراقات الأمنية ؟
تعتبر سلسلة جبال الأحمر تأمينا طبيعيا للولاية ، والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى سدت كل الثغرات الأمنية في هذه السلسلة والتي يمكن ان يتسلل منها اي عميل وخائن ، ونحن في الولاية لا نستبعد دخول بعض الخونة والخلايا النائمة لكن اعين القوات النظامية يقظى وهي لهم بالمرصاد .
هناك جرائم صغرى تتصل بالسرقة والمشاجرات وغيرها ؟
منظومات الشرطة والمباحث مع عملها في تامين الولاية من مخاطر الاختراق الأمني تعمل في محاصرة الجرائم العادية والمظاهر السالبة ، وكنا في وقت سابق اصدرنا قرارا بمنع ركوب اكثر من شخص على الدراجات النارية منعا لانتشار ظاهرة تسعة طويلة ، ولقد استثنينا بعض الحالات من هذا القرار كحمل النساء واطفال المدارس وغير ذلك .
ماذا عن نشاط النفرة الشعبية لمقاومة عدوان المليشيا ؟
توجد بالولاية لجنة عليا خاصة بالاستنفار والمقاومة الشعبية بدأ تكوينها منذ الهجوم على مدينة ود مدني وولاية الجزيرة بشكل عام ، وهي تعمل بصورة طيبة وقد تمّ تدريب حوالي 6000 الف مقاتل من الشباب والنساء والشيوخ ، ووقد تمّ تحريك جزء من هذا العدد للمحاور المتقدمة بولاية الجزيرة والخرطوم ، ولدينا في مدينة بورتسودان فقط حوالي 70 ارتكاز يقوم عليها مقاتلو المقاومة الشعبية والمستنفرين . وماضون الآن لتشكيل اللجان الأمنية داخل الأحياء المختلفة لرصد العملاء والمتسللين .
تحولت بورتسودان الى عاصمة توسعت في كثير من النواحي كالمقار الرسمية للوزارات ووجود مجلس السيادة وكذلك البشر هل زادت الميزانيات الخاصة بالولاية حتى تعادل احتياجات هذا التوسع ؟
كل مسؤولي المركز الآن في مدينة بورتسودان ويعملون معنا في تناغم كامل وتنسيق تام معنا كحكومة للولاية وفي حقيقة الأمر نحقق فوائد كثيرة ، ويجمعنا هم واحد هو تذليل الصعاب لأهل الولاية والوافدين اليها.
ظروف الراهنة المعلومة جعلت مدينة بورتسودان عاصمة مؤقتة للبلاد وكل الاهتمام منصب عليها ، ولكن انتم كحكومة لولاية البحر الأحمر بجميع محلياتها هل تتذكرون باقي المحليات التسع ؟
نحن لا نفرز محلية عن أخرى و نتعامل مع كل محلياتنا بعدالة كاملة واي طارئ وحوجة مستعجلة تحتاج الى التدخل والحلول الحكومة لا تتأخر على الإطلاق.
هل هناك احصاء للمواطنين الآن بالولاية ؟
لا توجد احصائية قاطعة لعدد السكان الآن فهناك حالات مستمرة من الدخول والخروج تجعل الإحصاء امرا صعبا وكل المعلوم ان الولاية كان بها عدد مليون و800 مواطن ولاشك ان العدد تضاعف الآن إلى ما يقارب المرتين .
ماذا تقول في ختام هذا اللقاء ؟
قريبا انشاء الله وبعد تحقيق النصر على المليشيا يعود الجميع إلى ديارهم وولاياتهم ومناطقهم ، وعلى اي حال فالولاية تعتبر كل وافد إليها في ارضه ووطنه والولاية دائما ترحب بهم مقيمين وعابرين ووافدين ، فالبحر الأحمر ثغر السودان الذي يسع الجميع .