
الرؤى الغائبة
- أ.د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان
حرب الكرامة والوجود وما صاحبها من عمل بربرى بواسطة المليشيات المأجورة، كان لها عدد من الفوائد أهمها فى إيجاد لحمة قوية بين الشعب وقواته المسلحة وشبابه، غير أننى أرى أن المكسب الأكبر ظهر فى قراءة هؤلاء الشباب لمستقبل السودان جراء هذه الحرب برؤى حديثة قادرة، صلبة ومرنة فى آن واحد، هى الضمانة الأهم للمستقبل الذى تسهم فيه طاقاتهم وإبداعاتهم فى مختلف المجالات.
هناك ثغرة ظهرت تتنافى مع واقعنا الآن والفلسفة السياسية والفكر المعاصر الذى نعيش، لابد من سدها وتعليقها وهى (وظيفة حاكم إقليم).
هذه الوظيفة أضرت بالسودان خارجيا أخذتها الدول التى تطمع فى تقسيم السودان، وداخليا جعلت مرضى النفوذ القبلى فى سباق ماراثونى للفوز بهذه الوظيفة الأمر الذى سبب لنا الكثير من العداءات القبلية والعنصرية، نتكفى هنا بوالى ولاية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، والغائب الحالى، القيادة الغربية بدرجة فريق مسؤولا عن حاميات الولايات المزودة باسلحة متطورة وقوات جويه ثابتة المقر، كذلك رفع درجة جهاز المخابرات العامة ومده بما يلزم.
أيضا الإستفادة من معسكرات الميليشيا (الزرقة) حتى تكون قواتنا المسلحة قريبة من دول الجوار لردع المعتدى، ورؤية لتغيير مواقع المعابر بها شرطة بمعدات وأجهزة متطورة مع حراسه مشددة من القوات المسلحة.
ما عدنا نثق فى تلك الدول المجاورة، حرب الكرامة والوجود تستحق كل ما قيل فيها من إشادة، شكلت منعطفا تاريخيا أدى إلى ضرورة تغيير الواقع السياسى والدفاعى، هذا يعنى نهاية لحقبة لا ولن تتكرر مرة أخرى، لا ثقة الا بالله.
تعامل السودان مع الدول المجاورة بحسن الجوار.، تآمرت عليه، واستبدلت تلك الدول عسجده بنحاس، لابد من رفع شعار المعاملة بالمثل وتحديث قانون دخول وخروج الأجانب، وهنا تجدنى ألتمس من السيد وزير الداخلية تكوين لجنة لمراجعة هذا القانون لاهميته الأمنية.
علمت قبل قليل أن وفدا من تشاد وصل بورتسودان (بعد أيه ؟؟).
كان يجب عدم السماح لهم بدخول السودان، وطرد سفيرهم، قرار غائب من قلب المعركة يشفى صدور شعب قوى أمين، وجندى باسل ينزف دما جريح، وغائب آخر هو إعلان دولة الشر عدو مبين.
بالأمس القريب أرسلت طائرة محملة بالأسلحة، تعاملت معها القوات المسلحة، لن تحميك إسرائيل، وستدفع الثمن غاليا بإذن الله.
كنا نرى أن زمان الحروب إنقضى، وأن الشعوب ستعيش بسلام دائم تحت مظلة الأمم المتحدة، خاب ظنهم فما عادت الأمم المتحدة كما بدأت، مازال القتال بين الدول ،والجو السياسى فيها كثيف الغيوم.
إننا نرغب فى تعليم يحمى العقل السودانى، لأنه الآن الأكثر خطورة فى الإستهداف، فإذا أهملنا النظر فى المناهج التعليمية سيكون مشوار التطوير طويلا، نريد إسترجاع عقل المواطن حتى يرى الحقيقة والواقع، أن الأجيال الجديدة هم الكنز الجديد يجب أن يدرسوا ما هو علمى عقلى، حديث ومعاصر، حتى نتغلب على كل التحديات.
ما زلت أنادي بضرورة إستئصال التمرد من جذوره، حيث لا يبقى فيه وميض شرارة تتوهج تحت الرماد تنتظر نسمة من هواء نقى يبث فيها الحياة فتشتعل.
عاش كفاح الشعب السودانى المسلح عاشت قواته المسلحة والنظامية المجد والخلود للشهداء الأبرار الشفاء العاجل يارب العالمين لجرحانا.
- الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية