البرهان يطمئن القادة العرب بالأوضاع في السودان

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان موقف السودان الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية ومساندة شعب فلسطين من أجل إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية، مطمئنًا القادة العرب بالأوضاع في البلاد.

الفريق أول الركن البرهان في كلمته أمام القمة العربية الطارئة حول القضية الفلسطينية المنعقدة بالقاهرة، جدد رفض السودان لأي مخططات تهدف لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مبرر أو مسمى بإعتبار أن ذلك يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي والأمن الإقليمي والدولي.

وأكد البرهان خلال خطابه أمام القادة العرب مضي السودان في مساعيه لإستعادة الاستقرار والسلام في المناطق التي كانت تحتلها الميليشيا المتمردة ،وكشف عن تمكن الجيش من طردها من أجزاء واسعة ،وتابع: نعمل على القضاء عليهم في بقية المناطق.

وقال البرهان: إن الميليشيا المتمردة سعت لتنفيذ مخطط لتركيع السودان برغبة ونزعة استعمارية من رعاتها وداعميها في الاقليم ،الا ان عزم الجيش المسنود بتأييد والتفاف الشعب مثل سد منيع في وجه أوهام المبليشيا، وتعهد بالقضاء عليها تماما.

وفي ذات السياق كشف البرهان للقادة العرب عن ملامح خارطة الطريق التي اعتمدتها الحكومة للتحول المدني والدستوري والتي تتضمن تعيين حكومة مدنية من المهنيين المستقليين ،واطلاق حوار سوداني سوداني لا يستثني أحداً  بما يضمن مشاركة كافة الأطياف الوطنية في صياغة مستقبل البلاد ويمهد الطريق لإقامة إنتخابات حرة ونزيهة.

صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة رئيس الدورة الحالية (33) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة. فخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،، قادة الدول والحكومات العربية الشقيقة معالي أحمد ابوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية .

أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود.

السيدات والسادة، الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله

يطيب لي أن أشيد بمبادرة الشقيقة جمهورية مصر العربية بالدعوة لعقد هذه القمة غير العادية لتنسيق المواقف في قضيتنا المركزية الأولى وأتقدم بالشكر الجزيل للأمانة العامة لجامعة الدول العربية على حسن التنظيم ولكم جميعاً أقدم التهنئة بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

إننا في جمهورية السودان نؤكد على موقفنا الثابت والداعم للشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ونرفض رفضاً قاطعاً أي مخططات تهدف الي تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مبرر أو مسمى فهو يمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي والأمن الإقليمي والدولي.

بل هو دعوة لتعزيز سياسة الكيل بمكيالين وتطبيق المعايير الإنتقالية للقانون الدولي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

إننا نجتمع اليوم لنؤكد هنا من هذه القمة على الموقف العربي الحازم و الموحد رفضاً لاي محاولات تستهدف إقتلاع الفلسطيينين من أرضهم مع دعمنا للتحرك الديبلوماسي للأشقاء في الدول العربية على المستويين الإقليمي والدولي الهادف إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني ودعم صموده، من خلال المؤسسات الدولية ، والعمل مع القوى الفاعلة دولياً، وصولاً لإنهاء الحرب على غزة تمهيداً لبدء رحلة التعافي والسلام والبناء.

وفي هذا السياق نعلن دعمنا الكامل للمبادرة المصرية العربية الرامية الي إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، بما يعزز صمود أهلنا في فلسطين كما نؤكد على ضرورة إستمرار وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده، بما يخفف من معاناة الشعب الفلسطيني ويمكنه من العيش الكريم.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

يسرنا أن نحيطكم علماً بأننا في السودان ماضون في مساعينا لاستعادة الإستقرار والسلام في المناطق التي كانت تحتلها مليشيا الدعم السريع المتمردة حيث تم طردهم من أجزاء واسعة من البلاد ونعمل على القضاء عليهم في بقية المناطق.

لقد شاهد العالم آلية التخريب والدمار والإرهاب التي تستخدمها ميليشيا الدعم السريع المتمردة المدعومة بدول من الإقليم والمستعينة بالمرتزقة الأجانب على أبناء الوطن.

لقد مارست المليشيا كافة أنواع الإنتهاكات والجرائم في حق المواطنين والبنية التحتية ولا تزال تمضي في مخططها البائس لتركيع الوطن برغبة ونزعة إستعمارية من رعاتها وداعميها في الإقليم غير أن عزم القوات المسلحة السودانية مسنودة بتأييد وإلتفاف جموع الشعب السوداني حولها، مثل السد المنيع في وجه هذه الأوهام وسيقضي عليها تماماً.

وفي هذا السياق، نحيطكم علماً بأننا في حكومة السودان طرحنا خارطة طريق للتحول المدني والدستوري، تتضمن هذه الخارطة إتفاقاً على الثوابت الوطنية كما تنص على تعيين حكومة مدنية من المهنيين المستقلين بالإضافة الى إطلاق حوار سوداني .. سوداني شامل لا يستثني أحداً ، بما يضمن مشاركة كافة الأطياف الوطنية في صياغة مستقبل البلاد ويمهد الطريق لإقامة إنتخابات حرة ونزيهة ، كما أننا مستعدون لتنفيذ وقف فوري للعمليات العسكرية متى ما انسحبت هذه المليشيا المتمردة من المناطق التي تحتلها وترفع الحصار عن الفاشر وبقية مدن دارفور ، وتتجمع في مناطق محددة توطئة لتجريدها من السلاح ومعالجة أمرها عسكرياً.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:

إننا في السودان نؤمن بأن الدفاع عن القضية الفلسطينية مسؤولية مشتركة لا ينبغي أن نحيد عنها ومن هذا المنطلق فإننا ندعو الي تعزيز القدرة على مواجهة التحديات المشتركة.

ونؤكد أن السودان سيظل دوماً في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية . ثابتاً على مبادئه ، ملتزماً بدوره في الذود عن قضايا الأمة وحماية مصالحها.

ختاماً:

أقدم التحية والتقدير إنابة عن شعب السودان للدول والحكومات التي ظلت تساند وتدعم السودان وشعبه وأخص الأشقاء من الدول العربية الذين ظلوا على الدوام داعمين لوحدة السودان ودعم مؤسساته الوطنية الشرعية وكذلك جامعة الدول العربية وأمينها العام وأشكرهم على تضامنهم معنا ضد المؤامرة التي تجري الأن لتقسيم وتدمير السودان.