
من قساوة وأحزان الحرب
بالواضح
فتح الرحمن النحاس
*علينا أن نعترف كلنا الشعب وأنظمة الحكم الوطني، أننا لم (نرتفع) لمستوي وطن اسمه السودان، ولم يكن في بالنا أن (نكتشفه) علي حقيقته، ولم نستطع أن نقدمه للعالم (رقماً مؤثراً)، وأرضاً ولوداً حبلي بكل الثروات الظاهرة والباطنة التي من (أنعم الله) علينا إن أعددناها فلن (نحصيها) كلها، أما عقولنا وأفكارنا فقد ظلت أغلب الأوقات موظفة (لذواتنا الخاصة)، وليس للوطن نصيب منها إلا القليل وهذا القليل يظل عرضة لتقلبات السياسة ومواسمها المتغيرة التي لاتبقي لنا شيئاً (جميلاً) تحت الشمس، فنحن لانبني علي الجميل (ليزداد)، بل نقتله لنبدأ من (الصفر) ثم لاجديد غير الثرثرة والصراعات وكساح العمل العام وافضل نموذح ماعايشناه خلال سنوات التغيير المشؤوم.
*ثم أخيراً ينتهي بنا خطل السنين (العجاف) إلي هذه (الحرب قاسية) التي ماكان لأحد من الحكام والمحكومين في كافة الشعب، أن (يتوقعها) أو تمر في خاطره مجرد المرور، ولكنها علي أي حال فهي تمثل (تلخيصاً) بإمتياز لتراكمات السيولة و(الغفلة) والضعف والفوضي المتناسلة و(التساهل) المريع في إدارة شأن الدولة السودانية منذ فجر الإستقلال وحتي بداية الحرب، فالحدود (مفتوحة) بلاضوابط، والديمقراطيات مواسم للفوضي والصراعات السياسية وغياب الإنتاج، والانظمة العسكرية تبدأ جادة ثم يداهمها (الترهل) ويتربص بها المفسدون فتهب عليها الثورات الشعبية وهذه (يسرقها) لصوصها (التقليديين) وتعربد فيها الأفكار الوافدة التي ماتت في بلدان المنشأ..ناهيك عن مظاهر رهن (إرادتنا) لقوي خارجية، و(التهاون) مع البعثات الدبلوماسية الأجنبية، والتعيينات (السياسية) علي حساب (الكفاءآت) إلي آخر سطر من سطور الضعف في إدارة الدولة.
*لاخيار أمامنا حكومات وشعب غير العمل الجاد والمخلص لتغيير تلك الصورة النمطية للسودان المتحركة مابين ديمقراطيات مهزوزة وانظمة عسكرية عرضة لسوس الفساد وعربدة النفعيين..فكم من السنوات ضاعت من بين أيادينا، فلنجعل من الحرب وأحزانها البداية لمستقبل جديد لوطن يستحق أن يبقي شامخاًعزيزاً