أطفال غزه ودم صمت العرب

 

شعر أحمد مطر

 

بهروا الدنيا

وما في يدهم إلا الحجارة

وأضاءوا كالقناديل

وجاءوا كالبشارة

قاوموا

وانفجروا

واستشهدوا

وبقينا دببا قطبية

صفحت أجسادها ضد الحرارة

قاتلوا عنا

إلى أن قتلوا

وبقينا في مقاهينا

كبصاق المحارة

واحد يبحث منّا عن تجارة

واحد يطلب مليارا جديدا

وزواجا رابعا

ونهودا صقلتهن الحضارة

واحد يبحث في لندن عن قصر منيف

واحد يعمل سمسار سلاح

واحد يطلب في البارات ثأره

واحد يبحث عن عرش وجيش

وامارة

****

يا تلاميذ غزة

علمونا بعض ما عندكم

فنحن نسينا

علمونا بأن نكون رجالا

فلدينا الرجال صاروا عجينا

علمونا كيف الحجارة تغدو

بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا

كيف تغدو دراجة الطفل لغما

وشريط الحرير يغدو كمينا

كيف مصاصة الحليب

إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا

يا تلاميذ غزة

لا تبالوا

بأذاعاتنا

ولا تسمعونا

اضربوا

اضربوا

بكل قواكم

واحزموا أمركم

ولا تسألونا

نحن أهل الحساب

والجمع

والطرح

فخوضوا حروبكم

واتركونا…