آخر الأخبار

استجلبتهم أبو ظبي للقتال بجانب حميدتي.. السودان يطلق تحذيرا دوليا من مرتزقة عابري القارات

تقرير- الطيب عباس:
أطلقت الحكومة السودانية، جرس إنذار للمجتمعين الدولي والإقليمي، من خطورة تورط مرتزقة أجانب في القتال ضمن صفوف مليشيا الدعم السريع في دارفور وكردفان، واعتبرت وزارة الخارجية السودانية في بيان أمس الاثنين، الخطوة، ظاهرة تهدد السلم والأمن في الإقليم وفي القارة الإفريقية بصورة عامة، محذرة من أنها قد تفرض واقعا جديدا يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها ويغير من مسار الحرب لكي تصبح حربا إرهابية عابرة للحدود.
دواعي التحذير:


جاء تحذير الخارجية السودانية، عقب وضع السلطات يدها على وثائق ومستندات تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولمبيا ودولا أخرى في القتال بجانب مليشيا الدعم السريع برعاية وتمويل من دولة الإمارات، وفقا لبيان الخارجية السودانية.

وفي وقت سابق، يوم السبت الماضي أعلنت الفرقة السادسة التابعة للجيش بالفاشر، ضبطها مرتزقة كولمبيين ضمن القوة التي هاجمت المدينة، وفي اليوم نفسه نشرت صورا لقائد القوة (كولمبي) الجنسية كان ضمن صفوف الهلكى وعثرت بحوزته على مستندات وتذاكر سفر ووثائق تثبت تورط أبو ظبي في استجلاب المرتزقة الكولمبيين، كما نشرت حسابات تابعة للمليشيا مقاطع فيديو تظهر مرتزقة كولمبيين يقومون بتدريب عناصر من المليشيا داخل مدينة نيالا، كما ظهر فيديو آخر لمرتزق كولمبي يقود سيارة مزودة بمدفع 23 كان في طريقه للقتال في الفاشر، قبل أن يلقى مصرعه لاحقا.
تورط أبو ظبي:


ليس السودان وحده من قدم مستندات تثبت تورط أبو ظبي، فقد سبقته صحيفة لاسيلا فاسيا الكولمبية التي نشرت تقريرا مطولا عن المرتزقة في السودان، وتضمن التقرير دلائل جديدة على تورط الإمارات في عملية تجنيد المرتزقة، وجهت لهم بجانب القتال مهام تتعلق بتدريب أطفالا للقتال بجانب حميدتي، وأوضحت الصحيفة الكولمبية في تقريرها، أن المرتزقة الكولمبيين لم يكن لهم وجود أصلا في السودان لولا شركة جي سي سي جي الإماراتية، واستندت الصحيفة على شهادات ضابط كولمبي يدعى سيزار الذي كشف عن تجنيد 300 مرتزق كولمبي للقتال بالسودان عبر شركات أمن إماراتية، حيث قامت بخداعهم بعدما وعدتهم بالعمل في شركات للحراسة لكنهم نقلوا للحرب بالسودان.

ولم يقتصر الأمر على الصحيفة الكولمبية، حيث أشار تقرير لجنة خبراء للأمم المتحدة الذي صدر في يناير 2024، إلى مزاعم موثوق بها أفادت بأن الإمارات قدمت إمدادات عسكرية عبر مهبط طائرات في تشاد لمليشيات الدعم السريع السودانية التي تقاتل الجيش السوداني في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف وأدى إلى نزوح الملايين.
وفي وقت سابق أوضح الرئيس التنفيذي لشركة (جَلف ستيت أناليتيكس) لاستشارات المخاطر، جورجيو كافيرو، في حديث لموقع (بوليتيكس توداي)، أن دعم الإمارات للجنرال محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، قائد مليشيات الدعم السريع، كان من أبرز العوامل وراء النجاحات التي يحرزها في ساحة المعركة.
وقال المحلل جلال حرشاوي، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لوكالة الأنباء الفرنسية، للموقع نفيه، إنه حتى عهد قريب، كان معسكر البرهان يتوخى الحذر ويحرص على الدبلوماسية، ويتجنب المواجهات اللفظية المباشرة ضد الأطراف المؤثرة الرئيسية مثل المشير خليفة حفتر في ليبيا وأبو ظبي، اللتان تدعمان حميدتي بسخاء.
وأكد موقع (بوليتيكس توداي) نفسه في مقال لرئيس تحريره، إن دعم الإمارات لهذه لمليشيا الدعم السريع، يأتي بأشكال مختلفة، مثل التمويل المباشر ومعدات الإمداد والتموين والعتاد العسكري واستجلاب المؤتزقة، وهذا الدعم العسكري زود الميليشيات بالأدوات اللازمة لارتكاب جرائم لا تُعد ولا تُحصى.
صمت مجلس الأمن:

سبق للحكومة السودانية أن قدمت مستندات لمجلس الأمن تشير لتورط الإمارات في إرسال مرتزقة للقتال في السودان، وأوضحت الخارجية السودانية في بيانها، أمس، أنها سبق وأن قامت بتسليم مجلس الأمن الدولي كافة المستندات التي تثبت تورط نظام أبو ظبي في حرب السودان، وأضافت الخارجية في رسالة تحذيرية جديدة، إلى أنها تود لفت انتباه المجتمعين الإقليمي والدولي إلى حجم التآمر الذي تتعرض له الدولة السودانية عبر الاستهداف الذي تواجهه من قِبل ما يسمى بمليشيا الدعم السريع وقوات المرتزقة التي تقاتل في صفها منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م
وأضافت (تملك حكومة السودان كل الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من جمهورية كولومبيا ومن بعض دول الجوار برعاية وتمويل من دولة الإمارات، وسبق أن قدّمت بعثة السودان الدائمة بنيويورك هذه الوثائق إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما وثَّقت لهذه الظاهرة منظمات إقليمية ودولية وتقارير استقصائية إعلامية).
أمام كل هذه الوثائق والفيديوهات الموثوقة لا يزال مجلس الأمن عاجزا عن اتخاذ قرار يردع أبو ظبي ويوقف تورطها في حرب السودان.
ويرى مراقبون أن الحكومة السودانية ستضغط هذه المرة بشدة لاستصدار إدانة من مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات، وذلك بسبب أن مخاطر استجلاب مرتزقة ستطال جميع القارة الإفريقية وستهدد الأمن والسلم الدوليين، ويعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور محمد عمر، أن صحوة الأفارقة المتأخرة ناتجة عن احساسهم بالخطر، من أن حرب السودان وعبر استجلاب مرتزقة قد تتسع لتهدد دولا أخرى بالمنطقة، وهو ما يفسر حسب قوله، تأييد الاتحاد الإفريقي لحكومة كامل إدريس ورفضه ما يسمى بتحالف تأسيس، هذه التغييرات الإفريقية لحرب السودان يراها دكتور محمد عمر مبررا كافيا ومقنعا لإصدار مجلس الأمن الدولي إدانة لأبو ظبي بسبب تورطها غير المشروع في حرب السودان، وهو الأمر نفسه الذي ستجدد عبره الخارجية السودانية شكواها لمجلس الأمن مسنودة بمستندات ووثائق جديدة، واحساس أكبر بالخوف من خطر المرتزقة عابري القارات.