آخر الأخبار

رصدتها (أصداء سودانية) ميدانيا..فضائح بيئية وصحية بالسوق الكبير مدني

 

  • النفايات تحاصر مباني المواصفات والمقاييس ومستشفى الأطفال ووزارة الرعاية الإجتماعية
  • مدير المواصفات: يجب تقنين الوضع بالسوق بشرط عدم حرمان الفريشة من كسب أرزاقهم
  • بائع خضروات: نريد تقنين وضعنا داخل السوق بمواقع ثابتة وبيئة السوق لا تسرنا
  • مواطن: وجود مكب للنفايات أمام مبنى المواصفات صورة مقلوبة

تحقيق ــ شمس الدين حاج بخيت
جولة ميدانية لـ(أصداء سودانية) داخل سوق مدينة ود مدني الكبير كشفت للأسف أوضاعا بيئية وتنظيمية مُخجلة تسئ ولا تليق إطلاقا بعاصمة الجزيرة الخضراء.. خضروات وفواكه على الأرض.. النفايات تتكدس وتتبعثر وتنتشر في أرجاء السوق ومحيطه.. والأدهى رصدنا وجود مكب نفايات يحاصر المبنى الرئيسي لهيئة المواصفات في تحدي صارخ لهذه المؤسسة التي من مهامها ضبط السلع الغير مطابقة للمواصفات وحماية المواطنين من مخاطرها لكن تكدس النفايات والقاذورات في محيطها يجعل منها مؤسسة حكومية غير مطابقة للمواصفات.. التحقيق الميداني التالي يكشف المزيد من الفضائح
إختلاط الحابل بالنابل:


على الرغم من العمل الكبير الذي قدمته وتقدمه محلية مدني الكبرى وحادي ركبھا، عادل الخطيب، وأركان حربه داخل الأسواق والأحياء، الا ان الواقع الآن في بعض المناطق داخل السوق الكبير، وتحديدا حول مباني المواصفات والمقاييس ووزارة الرعاية الاجتماعية ومستشفى الأطفال لا يسر أحدا.. النفايات تنتشر وتتبعثر بكل أرجاء السوق.. إختلاط الحابل والنابل السمة الرئيسية للسوق.. فريشة يغلقون ممرات السوق بعرضهم العبثي للخضروات والفاكهة وغيرها ويعيقون حركة المواطنين في دعوة صريحة لتلوث المواد الغذائية، وتشجيع عمليات النشل بواسطة النشالين المحترفين الذين يستغلون هذه الفوضى لنشل جيوب المواطنين الذين شكوا لنا من هذه الفوضى.. الرواكيب التجارية العشوائية تتوزع هنا وهناك راسمة لوحة فوضوية مشوهه تعود سلبا على مدينة ود مدني العاصمة الثانية للسودان بعد الخرطوم.. بإختصار ما شاهدناه بأم أعيننا ووثقته كاميرا (أصداء سودانية) لا يليق بعاصمة الجزيرة الخضراء ولا بأهلها.. ولا عذر للمحلية وحكومة الولاية ومنسوبيها الذين يقصدون السوق لشراء إحتياجاتهم من خضروات وفاكهه وهم يتجولون وسط النفايات ويشاهدون بأنفسهم كل هذه الفوضى التي تخنق أنفاس مدينة ود مدني وأهم مؤسساتها الحكومية: المواصفات، ووزارة الرعاية الاجتماعية، ومستشفى الأطفال وغيرها، ولا يبالون.. ونسارع ونستبق نهايات التحقيق الصحفي ــ وهو أمر غير مألوف في تحرير التحقيقات الصحفية ــ بإرسال مناشدة عاجلة لمحلية مدني الكبرى، ووزارة التخطيط العمراني، ولجنة إدارة الأسواق التأكد من القضايا التي أثرناها والوضع المخجل للسوق والإسراع في وضع المعالجات الجذرية لكل هذه المخالفات وإعادة تنظيم السوق الفوضوى.
المحلية تعلم:


جولة الصحيفة شملت إستطلاع الباعة الذين يشاركون في فوضى السوق.. سليمان علي.. تاجر فواكه قال: وجودنا خلف مبنى المواصفات مؤقت، وبعلم المواصفات والمحلية.. وأشيد بالتعامل الجيد من الطرفين مع الفريشة.. ومن جانبنا نطمع في وضع أفضل مما نحن فيه الأن وبشكل ثابت.
بائعة شاي:
اما، عائشة فضل السيد، فقالت: أعمل في بيع الشاي بالسوق منذ فترة، والان وضعي أصبح أفضل من السابق من خلال تعامل مكتب المواصفات الذي أتاح لنا ھذا الموقع بشكل مؤقت وأشكرھم على ذلك.. ونحن على إستعداد لإخلاء المكان فورا إذا ما طلبت منا المحلية ذلك.
شكر للمواصفات:
عوض عبد الله، بائع بالسوق إتخذ موقعا له بالجھة الجنوبية لمبنى المواصفات قال إتخذت هذا الموقع كفترة مؤقتة لحين معالجة قضيتنا من قبل المحلية او المواصفات وتخصيص أماكن ثابتة لي ولغيري من الباعة.. وعبر الصحيفة نرسل صوت شكر للأخوة في المواصفات والمحلية لتعاملھما معنا بشكل حضاري.. وبدورنا نعاهدهما بالمحافظة على البيئة بشكل عام.. ونأمل من الجھات المختصة معالجة أوضاعنا داخل السوق بصفة نهائية وتخصيص أماكن حضارية ثابتة لنا لممارسة عملنا الذي نعيش منه أطفالنا وأسرنا.
خيبة أمل:
المواطن، صالح بركات، أبدى خيبة أمل جراء المشھد الغير لائق بحسب قوله، متأسفا غاية الأسف ــ حسب تعبيره ــ على وجود مكب للنفايات امام مبنى المواصفات والمقاييس حيث كان من المفترض ان تحمي المواصفات نفسھا من النفايات حولها وهي جهة حكومية كان عليها المحافظة على الوضع الصحي لمصلحة المواطن وصحته.. مضيفا: المسئولية تتعاظم أمام المحلية والمواصفات معا لمعالجة ھذه الفوضى العارمة التي إجتاحت كل سوق مدني الكبير.
مدير المواصفات:


مدير ھيئة المواصفات والمقاييس ولاية الجزيرة، د. بدر الدين بربري قال: حقيقة البيئة حول مبنى المواصفات غير جيدة ومخلة تحتاج الى معالجات سريعة وحل جذري من قبل المحلية وإدارة الأسواق، حيث يوجد امام مبنى المواصفات مكبات للنفايات اضافة الى وجود الفريشة في الناحيتين الغربية والجنوبية.. ولدينا تواصل الآن مع المحلية من أجل الحلول الجذرية سيما مكب النفايات الذي يشكل بيئة غير صحية تشكل خطرا على المواد الغذائية والمواطنين بالسوق.. فضلا عن ذلك ھنالك مؤسسات ووزارات جوار ھذه البيئة غير الصالحة، لذلك تتعاظم أھمية إيجاد الحلول الجذرية.. وإننا على استعداد تام للتعاون مع المحلية وإدارة الأسواق وكافة الجھات
من أجل وضع تصور كامل لخلق بيئة سليمة حول ھذه المؤسسات.
وفيما يخص أمر الفريشة والباعة نحتاج ايضا لتعاون المحلية من أجل تقنين الوضع بشكل حضاري بحيث يحفظ حقوق الجميع، ونراعي فيه عدم حرمان الفريشه من العمل وأكل العيش.. ونتطلع لترتيب وتنظيم الواقع الماثل الأن بالسوق خاصة حول مبنى المواصفات.. ومعلوم ان القانون يمنح المباني والمؤسسات (٣) أمتار من جانب وزارة التخطيط لحماية ھذه المباني.. ونشكر الاعلام والذي يعتبر شريك أصيل للمواصفات في كل برامجها، خاصة صحيفة (أصداء سودانية) التي وصلتنا في مكاننا لعكس واقع السوق وعكس وجهة نظر المواصفات في الوضع الحالي له.
محلية مدني الكبرى:


ما شاهدناه وسمعناه واحطنا به داخل سوق مدني الكبير، وضعناه امام مدير إدارة تنظيم الأسواق بمحلية مدني الكبرى، حسن حمزة دنقس، فقال موضحا
النفايات بالولاية تعمل وفق الإيقاع الاقتصادي العام والعمل التنظيمي بالولاية، وحقيقة حجم النفايات بسوق مدني الكبير عموما كبير نسبة لحجم الأنشطة التجارية المختلفة داخل الأسواق، رغم ذلك لدينا تنسيق مع عدد من الإدارات ذات الصلة بالأمر من اجل نقل النفايات الى خارج المدينة عبر مكب آخر.. وھنالك مقترح آخر وھو تدوير النفايات، وھذا الامر موضوع كخطة.. فالنفايات وبكل المقاييس تعد واحدة من قضايا السوق، ونسعى لتنظيمھا بصورة جيدة ولائقة وإستغلال مكب نفايات السوق الحالي بصورة يستفيد منھا الجميع تنظيميا وصحيا وبيئيا.. ولدينا معالجات في هذا الشأن من قبل الولاية، كما ان لدينا خطة من اجل فتح المجاري ونظافتھا وبدأنا فيھا بالفعل.