هل ينوي القائد مني أركو مناوي العودة إلى (المربع الأول) أو (المربع الثاني)

- سفر مناوي الآن يشابه اختفائه عام 2008م وحتى لأيتم ربط (هذه بتلك)لابد من المزيد من المعلومات
- تصريحات القائد مصطفى تمبور تحتاج إلى (مذكرة تفسيرية)
- مطلوب من مكتب القائد مناوي طالما أن الزيارة لخارج السودان تحديد مكانها وزمان العودة
تقرير – دكتور إبراهيم حسن ذو النون:
أصدر الأستاذ مصطفى تمبور والي ولاية وسط دارفور والذي كلفه حاكم إقليم دار فور بمتابعة شئون الإقليم بالإنابة عنه لحين عودته من مهمة رسمية خارج البلاد تصريحات مفادها أن أي حديث عن عدم عودة حاكم إقليم دارفور القائد مني أركو مناوي للبلاد لا يعدو أن يكون مجرد ڜائعات يطلقها (السذج) و(أصحاب الغرض).
وكان القائد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور قد أصدر تكليفا للاستاذ مصطفى تمبور لتصريف مهام حاكم دارفور وشئون الإقليم إلى حين عودة من مهمة رسمية خارج البلاد دون أن يحدد بشكل قاطع طبيعة هذه المهمة ولا وجهتها الجغرافية مما أثار التساؤلات حولها لاسيما وأن للقائد مني أركو مناوي كانت له تصريحات خلال الفترة الماضية حول المسارات العسكرية والأمنية والسياسية خاصة في إقليم دارفور وبشكل عام وولاية شمال دارفور بشكل خاص ومدينة الفاشر التي يضربها حصار مميت من المليشيا المتمردة زاد على العامين.
سؤال وتساؤلات:
ولعل في حديث القائد مصطفى تمبور حاكم إقليم دارفور المكلف ووالي وسط دارفور الذي عينه رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في التابع من يناير من هذا العام 2025م بعض إشارات لما تردد في وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن القائد مني أركو مناوي ربما يكون قد عودته الحنين إلى المربع الاول أو حتى إلى المربع الثاني أحسن تقدير وقد بنى ناشطون من خارج مشاركات في الوسائط الرقمية السؤال (هل يريد القائد مني أركو مناوي أن يعود إلى المربع الأول (مبارحة الموقع القيادي والعودة مجددا إلى حمل السلاح في مواجهة الدولة والتي جربها منذ اختفائه المفاجئ في العام 2008م حين كان كبير مساعدي رئيس الجمهورية ثم يعلن انسلاخه من الانقاد ؟.
أما التساؤلات هي هل ينوي القائد مناوي على أحسن تقدير العودة للمربع الثاني وهو مربع الحياد الذي أعلنته حركات الكفاح المسلح في بداية هذه الحرب الماثلة ثم عدلت عنه حيث أصبحت القوات المشتركة الظهير المساند الأقوى للقوات المسلحة في معركة الكرامة حيث شاركت في استرداد الكثير من المناطق التي استولت عليها المليشيا المتمردة وكانت القوات المشتركة ولم تزل المعادل الأهم في مقاومة مدينة الفاشر لأكبر حصار مفروض عليها وقدمت من خلال قياداتها العليا والوسطية الغالي والنفيس مما جعلها صامدة ومستمرة في كسر شوكة المليشيا.
هل مثلت تصريحات القائد مني أركو مناوي الأخيرة الخاصة بأن هناك محاولات لتقسيم السودان إلى ثلاث دول, واحدة يحكمها جنراﻻت بورتسودان والخرطوم والثانية تحكمها مليشيا الدعم السريع ومن يساندها (مجموعة تأسيس) والثالثة يحكمها المتمرد عبد العزيز آدم الحلو حكم المنطقتين (تلال الانقسا على تخوم النيل الأزرق وجبال النوبة علي تخوم جنوب كردفان, وتضاف إليها مناطق غرب وشمال كردفان, وقد تضمنت تصريحاته إشارات التلميحات أو ايماءات بأن حكام البلد قد تخلو من دارفور؟.
تاريخ القائد مناوي:
للإجابة على السؤال والتساؤلات والتي هي اقرب للتوجسات لابد من الغوص في شخصية القائد مني أركو مناوي وسبر غورها وتحليلها حيث تقول السيرة الذاتية له أنه من مواليد ديسمبر 1968م بمنطقة (فوراوية) ضواحي مدينة كتم بولاية شمال دارفور وينتمي إلى قبيلة الزغاوة وتلقى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه (فوراوية) ودرس المرحلة المتوسطة بمدرسة كرنوي المتوسطة ودرس المرحلة الثانية بمدرسة الفاشر الثانوية وعمل بالتدريس في مرحلة الأساس (مدرسة بوبا الأساسية) ثم انتقل إلى تشاد حيث درس اللغة الفرنسية خلال الفترة من 1994م-1996م ثم بعدها أكمل الدراسة الجامعية ثم عمل بالتجارة بين ليبيا ونيجيريا والكميرون.
لم يعرف عن القائد مني أركو مناوي أي انتماء فكري أو توجه فكري معين إلا أنه كان يميل إلى أفكار الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور وهو من المنادين بالحكم الفيدرالي ويرى أنه الصيغة الأفضل لحكم السودان الذاخر بالتنوع والتعدد.
دخل القائد مناوي في نهايات العام 2001م العمل السياسي الممزوج بالعمل العسكري حيث أسس مع الاستاذ المحامي عبد الواحد محمد النور حركة جيش تحرير السودان حيث تولى الأخير الرئاسة بينما تولى هو الأمين العام للحركة وقيادة الجيش, ومنذ السنوات الأولى للحركة وبرغم الانتصارات التي حققتها على الأصعدة العسكرية برزت خلافات بين الرجلين انتهت بهما إلى الافتراق وذلك عقب مؤتمر (حسكنيتة) الذي انعقد في 2006م حيث رفض الأستاذ المحامي عبد الواحد محمد النور الانخراط في اتفاقية جوبا للسلام التي وقعت في العاصمة النيجيرية في العام 2006م وأصبح بموجبها مني مناوي الرجل الرابع في الدولة بعد الرئيس ونائبيه الأول والثاني ورئيسا للسلطة الإقليمية بإقليم دارفور والتي أحدثت اختراقات مهمة حيث تم بدء تنفيذ الاتفاقية إلا أن مناوي اختفى مغاضبا بدعوى أن الحكومة لم تنفذ ما عليها من التزامات أهمها الشروع في الترتيبات الأمنية ونزع سلاح الجنجويد وبدورها انتظرته الحكومة لما يزيد على العامين واضطرت في النهاية في ديسمبر 2010م لا قالته من مناصبه بسبب تلكؤه في تنفيذ ما عليه من التزامات في اتفاقية السلام بل إن بعض الصقور في نظام الإنقاذ قالوا إنه كان يمثل حجر عثرة للسلام في دارفور.
وبعدها كان من مؤسسي الجبهة الثورية السودانية والتي أصبح نائبا لرئيسها 2011م بل نائبا لرئيسها بعد تحالفها مع الحركة الشعبية شمال والتي عرفت بهذا الاسم عقب انفصال الجنوب السوداني في يوليو 2011م.
وبعد حدوث تغيير 11 أبريل2019م نتيجة ثورة ديسمبر 2018م كان القائد مني أركو مناوي من المصادمين لمجموعة قوى إعلان الحرية والتغيير المعروفة اختصارا ب (قحت)حيث اعتبرها من اختطفت ثورة ديسمبر وقد انتهى به الأمر أنه كان أحد قيادات اعتصام القصر والذي كان أشهر هتافاته (ما بنرجع إلا البيان يطلع) حيث تم تصنيفه بأنه كان على رأس رمح مجموعة الضغط التي أدت إلى إجراءات 25 أكتوبر2021م والتي أجراها القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان, وقبل ذلك كان مناوي من موقعي اتفاق جوبا للسلام اكتوبر 2020م بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح حيث أصبح بموجبه حاكما لإقليم دارفور وبعد نشوب الحرب الماثلة أعلن أنه في الحياد هو وبقية حركات الكفاح المسلح ولكن سرعان ما انخرطوا فيها عبر القوات المشتركة والتي أحدثت متغيرات في جميع مواقع سيطرة التمرد وتقف الآن بصمود وجسارة في مدينة الفاشر المحاصرة بواسطة المليشيا المتمردة.
تصريحات حمالة أوجه:
هذه التصريحات في تقديري تحتمل التفسير والتأويل واعتقد أن ما سبقها من تصريحات رافقت فترة ما قبل تشكيل حكومة الأمل وذلك عندما أصرت حركات الكفاح المسلح على تنفيذ مستحقات سلام جوبا وذلك بالابقاء على نفس الوزارات التي كانت فيها في الفترة الماضية وزاد مناوي على ذلك بالاصرار على وزير بالاسم حتى تمت الاستجابة له قد أسهم في( تسميم) الأجواء السياسية وهذا ما حدا بالقائد مصطفى تمبور بوصف ما راج عن عدم عودة مناوي للبلاد بأنه مجرد (شائعات) يطلقها السذج وإن كنت مكان تمبور المكلف بتسيير شئون إقليم دارفور لزدت على تصريحاته تلك ب(تحديد تلك المهام الرسمية لسفر القائد مناوي ولتحديد الجهة الجغرافية) طالما أن الزيارة محددة في جدول أعمال مسبق وذلك من باب (سد الذرائع) و(قفل الطريق أمام الشائعات) ولو كنت مكان القائد مني أركو مناوي ومن حيث ذهب أن يطلق تصريحات صحفية يحدد فيها إلى(اين ذهب) وإلى (ماذا ذهب) و(من التقى) و(وماهي مخرجات تلك اللقاءات لاسيما أن السودان يحتاج في أيامه هذه للخروج من الأزمة التي وصلت إلى عنق الزجاجة.
وأخيرا لو كنت مكان القائد مناوي لحددت متى سأعود لأن تحديد تاريخ العودة طالما أن الزيارة رسمية يكون محدد مسبقا .