آخر الأخبار

مدير مستشفى الدويم يخرج عن صمته ويتحدث ل (أصداء سودانية):

  • حجم التردد على المستشفى أكبر من طاقتها ونسعى لتقديم خدمات متكاملة
  • ورثنا ديونا بقيمة ٦٤ مليون والطوارئ مافيها ميزان ضغط
  • النظافة مشكلة قديمة وغير راضين عن أداء الشركة
  • الدويم في حاجة ماسة للرنين والأشعة المقطعية والوزير ماقصر معانا
  • الوالي تكفل باكمال قسم هباني والماليزية بالمعدات والمشروع نقلة تاريخية

 

أكثر من مائة عام هو العمر الحقيقي لمستشفي الدويم التعليمي الذي ظل يقدم خدماته لسكان المدينة وقراها بل حتى لمناطق الولايات المجاورة للنيل الأبيض ،ورغم الخدمات الكبيرة التي تقدمها المستشفى عبر تاريخها الطويل إلا أنها لم تواكب التطور المطلوب خاصة في جانب المعمار لمقابلة احتياجات الحداثة والخدمات في ظل تزايد أعداد المترددين عليها رغم الجهود التي ظلت تبذلها الإدارات المتعاقبة منذ عقود ومساع أخرى كثيرة لأبناء الدويم في هذا الصدد،وواجهت المستشفى خلال العامين الماضيين ضغطا كبيرا بسبب المرضى من الوافدين على المدينة بسبب الحرب ،وكشف ذلك عن إشكالات كبيرة تتعلق بالخدمات داخل المؤسسة العريقة نتج عنها قرار وزاري بتعيين إدارة جديدة للمستشفى
(أصداء سودانية) جلست إلى الدكتور موسى الماجري المدير العام الجديد لمستشفى الدويم التعليمي وهو صاحب تجارب ثرة في مجال العمل الإداري على مستوى الوزارة والمؤسسات الصحية وأدرنا معه حوارا حول إشكالات وحلولها ورؤيتهم لمستقبلها ،فماذا جرى بيننا والماجري..
حوار – هيثم السيد:
* كيف وجدتم الأوضاع داخل المستشفى ؟


– تم تكليفنا بادارة مستشفى الدويم التعليمي بقرار من السيد وزير الصحة الولائي بتاريخ ٣ يوليو من العام الحالي٢٠٢٥ ، وفور استلام المهمة رسميا عقدنا مجموعة إجتماعات قيمنا خلالها الأوضاع داخل المستشفى وقمنا بترتيب الأشياء العاجلة بحسب الأهمية والأولوية.
..الوضع العام للمستشفى كان مزريا، ورثنا إشكالات كبيرة متعلقة بالخدمات الطبية ،وبحمد الله قمنا بمعالجتها ،ولاتزال هناك نواقص وإشكالات قديمة متجددة نعمل بجد لمعالجتها ان شاء الله
*ماهي أبرز المشكلات ؟
– أبرز المشاكل كانت ضعف الخدمات في قسم الحوادث ،ومعروف أن قسم الطوارئ يجب أن تتكامل فيه الخدمات لاسعاف المرضى و علاجهم ،وللأسف لم تكن هناك موازين لقياس ضغط الدم، وكان هناك نقص في الأدوية المنقذة للحياة ،وقلة المعدات الطبية ،الي جانب النقص الكبير في الأسرة والمراتب لتنويم المرضى ،وإشكالات أخرى متعلقة بعدم وجود أكسجين وضعف بعض الكوادر العاملة ،وبحمد الله فور تسلمنا مهمة إدارة المستشفي انهالت علينا مبادرات الخيرين على مستوى المجموعات والأفراد لهم الشكر ، وكنا أصلا قد شرعنا في تأهيل قسم الحوادث من الداخل والخارج، ووفرنا ٢٠ مرتبة طبية جديدة للسراير التي كانت بدون مراتب، حيث كان المرضي يستأجرون أسرة من خارج المستشفي، و فتحنا غرفة جديدة تسع لستة مرضى وقمنا بتأهيل غرفة العملية الصغيرة حيث تبرع الأخ هشام تاج الدين بالتأهيل كاملا بما في ذلك المعدات واستلمنا الغرفة ،أيضا تكفل الأخ كرم سليطين بصيانة الحوادث كاملة ،أيضا أعدنا تشغيل حوالي ٣٠ سرير بالعنابر المختلفة كانت معطلة بسبب عدم وجود مراتب، وتم تأهيل العناية الوسيطة والجناح الخاص ، كذلك ورثنا ديونا كبيرة كانت حوالي ٦٤ مليون قمنا بسدادها من الايراد الذاتي،عانينا أيضا من العمالة المؤقتة ،وقمنا بالجلوس مع هيئة الاستشاريين والاخصائيين، حيث لم تكن علاقتهم جيدة مع الادارة السابقة، وتمت إزالة كافة الاشكالات وتم الاتفاق على مزيد من التعاون ،كما تم الأتفاق على أمور كثيرة تصب في اتجاه تطوير المستشفى والخدمات الطبية، وهذه سانحة نشكر خلالها الأطباء الاستشاريين على مجهوداتهم الكبيرة في خدمة المستشفى والمرضى ،ونعمل حاليا كجسم واحد ولدينا اجتماعات دورية نقيم خلالها سير العمل لأجل التجويد.
أيضا قمنا بتركيب كاميرات مراقبة بعدد من المرافق وساهمت في تقليل عبء توظيف المراقبين ورفعت نسبة العائدات المالية بأكثر من 25 %

*هناك شكاوى مستمرة من تسريب للأدوية المجانية وعدم وجودها بقسم الحوادث ؟
-هذه حقيقة ،لذلك شرعنا في حوسبة قسم الطوارئ كاملا بما فيه الصيدلية وذلك لضمان توفير العلاج للمرضى بقسم الطوارئ، وهذه سانحة نشكر من خلال وزير الصحة الولائي د. الزين سعد ود. محمد عبدالباقي مدير الامداد الدوائي لتوفيرهم الأدوية اللازمة بما فيها المنقذة للحياة،ونشكر للأخ الوزير اهتمامه باحتياجات المستشفى وحرصه على حل مشاكلها فقد دعمنا بعشرة اسطوانات اوكسجين، ونتمنى أن تتبنى الوزارة مشروع إنشاء مصنع للأوكسجين بالدويم لأننا نعاني في هذا الجانب ،والمستشفي أيضا تحتاج إلى جهاز رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية حتى ننهي معاناة المرضى والمواطنين بالسفر إلى كوستي.
*وماذا بشأن قسم هباني الملحق بالمستشفى، ومتى سيكتمل العمل فيه ؟

– قبل فترة تشرفنا بزيارة عضو مجلس السيادة د. سلمى عبد الجبار والسيد والي النيل الأبيض الفريق قمر الدولة محمد فضل المولى ود. الزين سعد وزير الصحة ،وسجل الوفد زيارة ميدانية للمستشفى، وأعلن الأخ الوالي تكفله باكمال أعمال التأهيل الخاصة بالمبني، وقبل أسابيع أوفد فريقا هندسيا من البنى التحتية بالولاية لتحديد المطلوبات، وأبشر الجميع بأن المتبقي من العمل (ماكتير)، ونشكر مبادرة المستشفى بمحلية الدويم لتكفلها بأعمال البياض، وزارنا قبل أيام المدير التنفيذي لمحلية الدويم د. صلاح محمد ابراهيم وتفقد المبنى ووقف على الاحتياجات والنواقص ،وأكد دعم المحلية للمشروع ومتابعته لبقية الاجراءات مع السيد الوالي ،وأقول ان أعمال التأهيل اذا بدأت خلال الفترة القريبة القادمة فان الافتتاح سيكون قبل نهاية العام الحالي بإذن الله تعالى.
وقسم هباني سيحدث نقلة كبيرة في المستشفى فهو مخصص للنساء والتوليد والأطفال، ويضم ١٠ عنابر و٤٢ غرفة خاصة، وسيوفر للمستشفى ٦ عنابر مخصصة الآن للتوليد والاطفال، والأعمال المتبقية في قسم هباني هي توصيلات الكهرباء والمياه والأرضيات ،ونضيف بأن منظمة ميرسي الماليزية كانت قد زارت المستشفى قبل أسابيع برفقة الوزير د. الزين سعد وتكفلت بتوفير المعدات الطبية للقسم ،وكل هذه بشائر طيبة ،ونشكر أيضا جميع المبادرات الخاصة بأبناء الدويم لدعمهم المتواصل ونخص مبادرة الإعمار ومبادرة أبناء الدويم وقروب المحلية،وهناك أبناء الدويم بالخارج وعدونا بمعدات طبية بما يعادل ١٠٠ ألف دولار ،وهناك جهات أخرى كثيرة منها مبادرة الاعمار والبراؤون ،وعذرا أن سقطت بعض الأسماء.

*الكوليرا أصبحت مصدر قلق دائم لأنسان الدويم والآن ظهرت حمى الضنك، ماهي إحترازاتكم ؟


-الكوليرا عادة تتفشى خلال فترة نهاية الخريف بسبب التردي البيئي وانتشار الذباب، كذلك شرب المياه من مصادر غير آمنة وإشكالات أخرى تتعلق بسلوك المواطن في الريف ،وحاليا الكوليرا في مستشفى الدويم (صفر) ،كان هناك ثلاثة مصابين وتعافوا بحمدالله وغادروا عنبر العزل قبل ثلاثة أيام، بالنسبة لحمى الضنك نرصد ونتابع الاصابات ونتقصى عن مصادرها ،هناك حالات لا تتعدى العشرة وغالبيتهم قادمين من الخرطوم ،نتوقع تزايد الاصابات ،ولدينا برتكولا علاجيا محددا ومتوفر ،ولكن يجب أن نعمل جميعا على مكافحة نواقل الأمراض لمنع انتشار كل الأمراض بما فيها الملاريا.
*ضعف النظافة مشكلة دائمة بالمستشفى وتكثر الشكاوى الخاصة بها ماذا فعلتم في هذا الملف؟
– طبيعة المستشفى الجغرافية وسلوك المرافقين والمواطن نفسه أحيانا مشكلة تعيق عملية النظافة ،البناء الرأسي للمستشفي مستقبلا يساعد على النظافة ،لدينا الآن شركة نظافة لكننا غير راضين عنها، نأمل منها مزيدا من الجهد خاصة وأن المستشفى تخدم ٢٥ قرية حول الدويم إلى جانب الدويم نفسها ،فهناك ضغط كبير على المستشفى، وحجم التردد عليها أكبر من طاقتها خاصة من مناطق شمال وغرب الولاية التي تعرضت مشافيها للتخريب خلال وجود التمرد هناك.
*هناك شكاوى من ضعف الكوادر الطبية العاملة بالمستشفى؟
– نحن حريصون على الموازنة بين الكوادر صاحبة الخبرة والجدد ،لكن هناك تسرب مستمر لأصحاب الخبرات من المستشفى بسبب ضعف العائد المادي ،ونسعى لتأهيل الكوادر الجديدة من خلال برامج تعليمية وكذلك عن طريق طلاب أكاديمية العلوم الصحية، ونسعى لاستقطاب كوادر مؤهلة لتحسين الخدمة الطبية داخل المستشفى ، لدينا الآن جهاز رسم قلب وجهاز إيكو قدمته لنا وزارة الصحة ونبحث عن كوادر مؤهلة لتعمل في تشغيلها.

*ماذا عن مشروعاتكم مستقبلية ؟


– وفقنا خلال شهرين من انجاز العديد من الأشياء نذكر منها على سبيل المثال صيانة عنبر الأطفال والحوادث واضافة مراحيض جديدة كذلك انتهى العمل في صيانة غالبية العنابر بما فيها الجناح الخاص والعناية الوسيطة ،وتم توفير جهاز تنفس لحضانة الاطفال، وبدأنا العمل في المعمل المركزي وأصبح الآن جاهزا للأفتتاح ،وهذا المعمل يقدم كل الفحوصات المعملية داخل المستشفى لأول مرة ،أيضا نشكر وزارة الصحة التي دعمتنا بسيارة اسعاف ،لدينا مشروع إكمال مبنى العناية المكثفة وعنابر الباطنية، وقد توقف عند انشاء الأعمدة الأرضية، ونسعى لتوفير خدمة طبية متكاملة داخل المستشفى وتحسين بيئة العمل للكوادر الطبية والعاملين ،وكل همنا الآن منصب حول إكمال مركز هباني، وأمس زارتنا منظمة (uadb) ولديها شراكة مع وزارة الصحة حيث تكفلت المنظمة بانشاء وحدة متكاملة للطاقة الشمسية بقسم الطوارئ ،وسيتم تشغيلها خلال شهر باذن الله تعالى ،وهذه فرصة لنشكر أبناء الدويم مجموعات وأفرادا على اهتمامهم الكبير بقضايا واحتياجات المستشفى، والشكر الجزيل للدكتور الزين سعد وزير الصحة الولائي لاهتمامه الكبير بالمستشفى، والشكر موصول للأخ الوالي الذي أعلن تكفله بتكملة العمل في قسم هباني، ونتمنى أن نوفق في الارتقاء بالمستشفي وتقديم خدمة علاجية ممتازة ،ونشيد بالاخوة الزملاء في المستشفى الذين يعملون بكل جد واجتهاد.