آخر الأخبار

مسعد بولس (شكر الله سعيكم)

  • بيان مجلس الأمن والدفاع الوطني وضع النقاط على الحروف
  • الشعب السوداني (صاحب المصلحة) وهو أدرى بها (أنى تكون)
  • السودان (حكومة وشعبا )مع السلام غير المنقوص الذي ليس في خارطته السياسية والعسكرية المليشيا المتمردة
  • ماهي الرسالة التي وجهتها الحكومة السودانية ب(الحبرالسري) ل (ابوظبي)؟

تقرير – دكتور ابراهيم حسن ذو النون:
بدأ واضحا في ظاهر الأمر أن الحكومة السودانية من خلال البيان الصادر من مجلس الأمن والدفاع الوطني الذي انعقد مساء أول البارحة الإثنين بكامل عضويته برئاسة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة قد أوصد الباب أمام الهدنة التي اقترحتها الإدارة الأمريكية التي أطلقها السيد مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط وافريقيا والتي تناقلت الوسائط الإعلامية فحواها وضرورتها ومدتها التي تبدأ بثلاثة أشهر وقد تمدد لتسعة أشهر.
بيان الإشارات الذكية:
وبتحليل مضمون البيان المحكم الصياغة الذي ادلى به عضو ومقرر مجلس الأمن والدفاع الوطني وزير الدفاع الوطني الفريق حسن كمرون عقب انتهاء اجتماع المجلس أن الحكومة السودانية تريد أن ترسل عددا من الرسائل التي تحمل إشارات ذكية إلى عدة جهات من بينها السيد مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط وافريقيا والذي ظل لفترة ليست بالقصيرة ومنذ أن تواترت أنباء لقائه مع رئيس مجلس السيادة بضاحية زيورخ السويسرية والتي طرح فيها خارطة طريق الإدارة الأمريكية لإحلال السلام في السودان وانهاء معاناة شعبه نتيجة الآثار التي لحقت به بسبب تمرد مليشيا الدعم السريع على شرعية الدولة السودانية في حالة جولات ماكوكية لتحريك ملف المبادرة الرباعية لتسويق رؤية الرئيس اﻻمريكي ترامب لتحقيق السلام بالمنطقة الافرو شرق أوسطية حيث تم توقيع وقف إطلاق النار الخاص بغزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والذي يود إكماله بهدنة ثم وقف إطلاق نار ثم الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب في السودان.
قراءة باكثر من زاوية:
وبقراءة بيان اجتماع مجلس الأمن والدفاع الوطني بأكثر من زاوية يتضح أن الحكومة السودانية لاسيما بعد دخول مليشيا الدعم السريع المتمردة لمدينة الفاشر والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها بحق المدنيين العزل قتلا وتشريدا بصورة يندي لها الجبين أن الدخول في أي هدنة في هذا التوقيت يعني إعطاء المليشيا فرصة جديدة لالتقاط أنفاسها وتجميع قواتها واستقطاب المزيد من المرتزقة وتلقي المزيد من الدعم الإماراتي وبعدها تخرق الهدنة بذات الخروقات التي خرقت بها عدد من الهدن التي أقرها منبر جدة لسلام السودان والذي بادرت به الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية والذي التأم في عدة مرات إلا أن خارطة الطريق التي وضعها المنبر للحلول تمادت المليشيا المتمردة في عدم الالتفات لها.. وفي نفس الوقت تعطي الهدنة المقترحة المليشيا المتمردة دفعات معنوية لقواتها التي تلعثرت وتفرقت قوتها ايدي سبا نتيجة الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المشتركة في الكثيرة من المحاور خاصة محاور الخرطوم وواسط البلاد في الجزيرة وسنار وأجزاء من النيل الأبيض وشمال كردفان.
لأصحاب المصلحة كلمة:
و من الإشارات الذكية أن مجلس الأمن والدفاع الوطني أراد القول إن الشعب السوداني والذي التف حول القوات المسلحة والقوات المساندة لها من القوات المسلحة والمستنفرين وباعتبار أنه صاحب المصلحة لا بد من استصحاب رؤيته المتمثلة في القضاء على المليشيا المتمردة واجتثاثها والتي مارست معه ابشع الجرائم والانتهاكات المتمثلة في القتل والاغتصاب وبيع بعض الحرائر السودانيات في اسواق النخاسة في دول الجوار الافريقي للسودان علاوة على النهب والسلب وتشريد السكان وتهجيرهم قسريا ونهب البنوك والأسواق وإتلاف البينات التحتية من طرق وكباري ومنشاءات خدمية في مجالات المياه والكهرباء وإخراج النظام الصحي من الخدمات التي يقدمها حتى تأثرت حركة الإنتاج الزراعي والحيواني والاستثماري والحرفي والصناعي وكادت تتوقف في معظم أنحاء البلاد وقصف المدن وأماكن التجمعات بالمسيرات وتهديدها بالدانات علاوة على استخدام سياسة الترغيب والترهيب للمواطنين البسطاء لاستغلالهم في أعمال تساعد المليشيا المتمردة وتحريك دعاوى المناطقية والعصبيات الإثنية من خلال إشاعة خطاب الكراهية لهتك النسيج الاجتماعي وتحويل الحرب الماثلة إلى حرب بين مركز وهامش بعد فشلت خطة المليشيا على الاستيلاء على السلطة المركزية منذ الساعات الأولى لبداية الحرب.
رسالة بالحبر السري للإمارات:
ومن الإشارات المهمة التي جاءت في بيان مجلس الأمن والدفاع الوطني والتي يبدو أنه يعني بها دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم الرئيسي لمليشيا الدعم السريع المتمردة حيث استنكر تقاعس مؤسسات المجتمع الدولي عن حمل المليشيا المتمردة على تنفيذ القرارات الأممية الخاصة بعدم إمداد دارفور بالسلاح وفك حصار الفاشر وفي تقديري أن هذه الرسالة وبرغم أنها موجة مباشرة إلى المؤسسات الدولية المتقاعسة عن أداء أدوارها التي من المفترض أن تقوم بها تجاه ما يحدث وما حدث في مدينة الفاشر من قبل المليشيا إلا أن ذات الرسالة موجهة لدولة الإمارات المتحدة ولكنها كتبت لها بالحبر السري ومفادها أن استمرار إمداد المليشيا المتمردة بالسلاح المحظور أمنيا في دارفور يعني أنها قد قطعت الطريق تماما عن مصالحها الاستراتيجية في السودان لأنه ليس من المعقول أن تضرب أبوظبي بيسراها السودان والسودانيين وتطلب بيمناها منافع لها من السودان والسودانيين والذين غايتهم أن تنتهي الحرب بانتصار الجيش السوداني وتزول المليشيا من خارطة السودان السياسية والعسكرية طال الزمن أو قصر.. فقد كتب آل دقلو لمشروعهم الاقصائي والذي ترعاه أبوظبي لتحفظ مصالحها في السودان ولما فشل المشروع منذ الساعات الأولى للحرب ولما اجمع السودانيون لو حاربوا ألف عام.. بطي صفحة الدعم السريع من الخارطة السياسية والعسكرية مما يعني لدولة الإمارات العربية المتحدة وبمفهوم المخالفة وجود لك بعد الآن إلا بعد غسل يديك جيدا من درن دعم المليشيا المتمردة وانتهاكاتها التي ارتكبتها بحق السودان والسودانيين منذ الأيام الأولى للحرب وانتهاء بالفاشر الاسبوع الماضي .. واذا فهمت الإمارات تلك الرسالة المرسلة إليها ب(الحبر السري) التي ارسلتها لها الحكومة السودانية عبر بيان مجلس الأمن والدفاع الوطني وساعتها تستحق الشكر المستحق الذي نالته الولايات المتحدة الأمريكية عبر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشئون الشرق الوسط وافريقيا الأمريكي اللبناني الأصل مسعد بولس والذي لا نملك إلا أن نقول له (شكر الله سعيكم) ولكن مساواة الدعم السريع بالجيش أمر لا تقبله الحكومة السودانية لنفسها فهي صاحبة الشرعية والمشروعية ومسنودة بالشعب السوداني صاحب المصلحة الحقيقية والذي هو الذي يقرر مصير ..وما على حاكميه إلا الاستجابة لصوت العقل.