هؤلاء هم أدوات الأدوار (القذرة) من الجانب الحكومي التشادي.. السودان … أسرار المؤامرة الكبرى(3-3)
- محمد النظيف كان من الداعمين ل(المليشيا) من خلال منصبه كوزير للخارجية أثناء الفترة الانتقالية
- أبكر مناني عرقيا له صلة قرابة بالمتمرد حميدتي لذلك دعم الجنجويد بالنسبة له من الاولويات
أدوار قذرة:
من أكثر الضالعين في الأدوار القذرة في دعم المليشيا من الجانب الحكومي بعد الرئيس محمد كاكا وعبود هاشم بدر مسؤول ملف الدعم السريع في أم جمينا, هناك محمد صالح النظيف وهو دبلوماسي تشادي تحول من متمرد على السلطة إلى أحد أركانها شغل وظائف حكومية في بلده بينها وزارة الخارجية, وعمل في مؤسسات دولية, اختارته الأمم المتحدة لمهمات عدة وسلمته مطلع 2016 إدارة بعثتها لحفظ الاستقرار في مالي.
أسرته من قبيلة الماهرية:
ولد في بلدة (عراضة) بمنطقة بلتين شمال شرقي تشاد لأسرة تنحدر من قبيلة الماهرية ذات الأصول العربية فقد كان جده أحد كبار أعيانها, في عام 1982 ترك عمله الحكومي وإنضم للمجلس الديمقراطي الثوري الذي قاد تمردا مسلحا على النظام التشادي برئاسة حسين حبري وكانت تقوده شخصيات تنحدر من نفس المنطقة التي ينتمي إليها النظيف, ويقال إن المجلس عروبي التوجه وله علاقة بحزب البعث الحاكم آنذاك بالعراق, تدرج في مسؤوليات المجلس حتى أصبح أحد قادته الرئيسيين بتوليه مسؤوليات أساسية فيه منها ملف الإعلام والدعاية وملف العلاقات الخارجية, وفي عام 1993 أسس مع زميله بن عمر محمد وهو عربي ينحدر من شمال شرقي البلاد حزبا باسم حزب الحريات والتنمية بقيادة الأخير.
بهذه الخلفية لعب محمد صالح النظيف أدوار كبيرة داعمة للمليشيا بحكم توجهه العروبي وذلك من منصبه كوزير للخارجية أثناء الفترة الانتقالية, لكنه الآن خرج من القصر الوردي, ثم نذكر أبكر آدم مناني رغم إنه تم اعفاءه بموجب المرسوم رقم 2137 / ر ف إ / 2023 المؤرخ 24 يوليو 2023 الذي نص على إنهاء مهام السيد أبكر أدم مناني وزير الدولة المستشار المكلف بشؤون رئاسة الجمهورية لكنه أدى دوره تماما في ملف دعم مليشيا الجنجويد في السودان, وابكر ادم مناني عمل مع الحكومة الإنتقالية الأولي كوزيراً للدولة مستشار خاص برئاسة الجمهورية ثم عمل بعدها وزيراً للدولة وزير ملكف بشؤون رئاسة الجمهورية وهو المنصب الذي شغله كفاعلاً رئيسياً في ملف العلاقات مع الدول الصديقة لدعم الإنتقال السياسي في البلاد, عرف ابكر آدم مناني كمعارض سابق لنظام ديبي الأب وبعد سقوط النظام السابق بوفاة الرئيس إدريس ديبي علي رأس جبهات القتال في العشرين من أبريل من العام 2021م وبعدها دخلت البلاد في مرحلة إنتقالية استقطب خلالها معظم الحركات المسلحة والنشطاء السياسين المناوئين لنظام ديبي الأب, وابكر آدم مناني كان من البارزين منهم.
منسق عملية دعم الجنجويد:
يذكر إنه رجل أعمال عرف بعلاقاته مع رؤساء دول وحكومات كثيرة وبنى علاقات وثيقة مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد مما مكنه من انجاز ملفات عديدة خلال تواجده في القصر الوردي, منها ملف الشركات الإقتصادية مع الدول العربية خصوصاً في مجال التبادل التجاري, وإنهاء مهامه بمثابة توقف للعديد من الملفات التي ابتكرها, في فترة جائحة كورونا تبرع مناني المقيم وقتها في دولة الإمارات بوضع شركة الطيران التي يملكها AmjetExecutive تحت تصرف الجهات الحكومية مع تحمل كافة النفقات فهو ومالك شركة طيران في الامارات وعندما تم ازالته من منصبه وحدث خلاف بينه وبين محمد كاكا رغم إنه كان المنسق بين كاكا وبن زايد في عملية دعم الجنجويد ويتم شحن امداد الجنجويد القادم من الامارات عبرة مطار (ام جرس) عبر شركته, ومحمد كاكا بعد الخلاف بينهم قال الشحن يتم عبر شركة اخرى فانتقم مناني من محمد كاكا بكشف فساده فعندما حاول كاكا استرجاع العلاقات مع روسيا قدم مناني ملفات فساد كاكا للفرنسيين الذين يرون علاقة تشاد مع روسيا تضر بمصلحتهم فقدم الفرنسيين الملفات التي وصلتهم من مناني إلى القضاء واتهموا كاكا بالفساد وجرائم كثيرة جدا.
ممول المليشيا داخل الرئاسة التشادية:
أبكر مناني عرقيا له صلة قرابة بالمتمرد حميدتي لذلك دعم الجنجويد بالنسبة له من الاولويات كما أن ابن اخيه أصيل أدم مناني من المتشددين جدا لدعم الجنجويد ورجل آخر لعب أدوار قذرة ألا وهو إدريس يوسف بوي مدير المكتب المدني السابق للرئيس محمد إدريس ديبي (كاكا) وهو منسق الدعم السريع وممولهم داخل الرئاسة التشادية, تم وتعيين إدريس صالح بشر خلفاً له في وقت بدأ يتساقط فيه حلفاء المليشيا في القصر الوردي واحداً بعد الآخر وهي الأوراق المهمة التي تعتمد عليها دولة الإمارات كانت البداية برجل الأعمال والسياسي ابكر آدم مناني وانتهاءاً بالعميد ادريس يوسف بوي
وهو من قبيلة القرعان من جهة الأم وتدعي حكر, يعتبر إدريس بوي وأبكر مناني هما من رتبا صفقة الإمارات وتشاد فقد غادر مناني تشاد قبل إندلاع الحرب في السودان محملا بمبالغ مالية كبيرة وهي قيمة الصفقة بإتفاق مع إدريس يوسف بوي الذي كان يتولى ملف الإمارات كاملاً دون علم محمد كاكا إلا أن الأمور انكشفت مؤخراً مما أدى إلى تصاعد الخلافات بين الرئيس كاكا ومدير مكتبه المدني إدريس يوسف بوي فتصاعدت الخلافات حتى انتهت باعفاءه وتعيين إدريس صالح بشر, الأخير من قبيلة الزغاوة وهو أيضا من القيادات الشبابية كان هناك خلاف بين كاكا و إدريس بوي بسبب الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها من قبيلة الزغاوة في تشاد الرافضين موقف كاكا والمطالبين بإيقاف دعم مليشيا الجنجويد والسعي لتحسين علاقاته مع السودان والمنادين كذلك بعودة السفير السوداني الذي تم ابعاده.
لماذا تم إعفاء بوي:
وحول إعفاء بوي من منصبه يقول بعض المقربيين للقصر الوردي قد تكون صدر القرار في سياق محاولة محمد ديبي لوضع حلول لمأزق التعاون مع الدعم السريع وحل الخلاف مع السودان خاصة بعد الضغوط الامريكية التي مورست على الامارات من أجل وقف دعمها للمليشيا وهو قد يكون مؤشراً ان امريكا تريد انهاء الحرب في السودان ومن المؤكد ان اقالة الجنرال ادريس يوسف بوي صاحب النفوذ الكبير سابقاً ستكون له تداعيات كبيرة على الداخل و الخارج ففي الداخل سيشعر كثير من الجنرالات الذين تم اقالتهم في الثلاثة سنوات الماضية بالارتياح وقد تشكل اقالة ادريس بوي نقطة تحول في معارضتهم لسياسات محمد ديبي خاصة فيما يخص ملف السودان ودعم قوات حميدتي وكذلك سيشعر كثيرين من ابناء الزغاوة بالارتياح بسبب مواقف إدريس يوسف بوي العلنية ضد أبناء الزغاوة السودانيين المتواجدين في تشاد, كذلك هناك وزراء في الحكومة الحالية كانت لديهم خلافات خاصة مع إدريس يوسف بوي سيشعرون بالرضى من هذه الاقالة.
أما على المستوى الدولي فان خسارة حليف مثل مدير مكتب الرئيس سيكون وقعه شديد على داعمي المتمرد حميدتي
رغم كل تلك التقاطعات تظل جريمة اختلاس (١٣) مليار فرنك افريقي والتي اتهم فيها إدريس بوي وعلى خلفيتها اودع في السجن ثم خرج بأمر من محمد كاكا نفسه حيث جاء في كتابه من البادية إلى الرئاسة أن إدريس يوسف بوي اختلس أموالا ضخمة بلغت ١٣ مليار فرنك افريقي لكن بعد أن أعترف وأعاد الأموال تم إخلاء سبيله وسامحه الرئيس, ويري كاكا أن يوسف بوي فشل فشلا ذريعاً في جميع المهام التي أوكلت له ومن ضمنها العلاقات مع الإمارات ومسالة الحصول على دعم مالي حيث كانت زيارة يوسف بوي إلى الإمارات برفقة الأخ غير الشقيق للرئيس كاكا (دوسه إدريس ديبي) السكرتير الخاص للرئيس,كانت بهدف ايجاد دعومات مالية, إلا أن محمد بن زايد لم يكن سخياً معهم
أموال الامارات لدعم المليشيا:
وكان بن زايد رفض استقبال محمد ديبي مرتين مرة في أواخر العام الماضي والثانية في العام الحالي بالرغم من مكوث كاكا في الإمارات عدة أيام في المرتين إلا أن محمد بن زايد تمنع عليه باستقبال يليق برئيس دول,ة ومن الملفات التي دعت الجانب الإماراتي يعامل الجانب التشادي بهذه الطريقة ذهاب معظم الأموال التي قدمتها الإمارات لدعم حلفائها من مليشيا الجنجويد لم تذهب إليهم رغم أن الإمارات قدمت دعم للحكومة التشادية بلغ حوالي ٥٠٠ مليون دولار من مجموع مليار ونصف دولار وعدت بها الإمارات كما قدمت مدرعات لقوات التدخل السريع التشادية وسيارات ومعدات مدنية فضلاً عن المعونات الإنسانية لأن الجانب الإماراتي لم ينسي الأموال التي وردوها في بنك بياوندي الكميرونية وهي (100) مليون دولار وكان لتمويل مليشيا الدعم السريع واستلم منها مبعوث إدريس يوسف بوي (داود حامد دابو) وهو زوج اميرة إدريس ديبي الأخت غير الشقيقة لمحمد كاكا (٣٠) مليون دولار قبل عام تقريبًا فتم تقسيم المال بينهم شلة إدريس يوسف بوي ومعهم داود حامد دابو (٢٠) مليون دولار حيث ادعوا بانهم صرفوها في إدارة الحملة الانتخابية بينما ذهبت (١٠) مليون دولار فقط للمليشيا وبعد تحويل مبلغ ال٧٠مليون دولار يوم ٣٠ من نفس الشهر اختفت الأموال هذه كما اختفى المليون دولار وهو باقي إلتزام محمد بن زايد الذي دفع منها (500) ألف دولار بينما اختفت بقية الدولارات, يذكر أن ادريس يوسف بوي اودع في السجن وتم الإفراج عنه مؤقتاً حسبما أفاد محاميه السيد مي أثناسي.