بعد (4) سنوات من مغادرته.. ترامب في (البيت الأبيض)
- البرهان يهنئ و يتوقع تطور العلاقات السودانية الأمريكية
- وزير الخارجية : نتطلع لدور أمريكي فاعل في الضغط على المليشيا المتمردة
- العميد جمال الشهيد : ترامب شرع في دورته الرئاسة الأولى في فتح حوار استراتيجي مع الحكومة السودانية
تقرير – مروان الريح:
حسم المرشح الجمهوري (دونالد ترمب) الانتخابات الرئاسية لصالحه، ليعود إلى البيت الأبيض بعد (4) سنوات من مغادرته له ، وقد أظهر الرئيس ترامب أنه قادر على تحويل أجزاء كبيرة من الولايات المتأرجحة إلى ولايات أكثر ميلاً للجمهوريين؛ بل إنه تفوق في الضواحي التي حقق فيها الديمقراطيون مكاسب طوال فترة رئاسته السابقة ، وهنأ رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الرئيس الأمريكي بفوزه في الانتخابات ، وتمنى البرهان أن تشهد علاقة السودان و الولايات المتحدة تطوراً جديداً عقب فوز ترمب.
دور أمريكي فاعل:
في السياق قال وزير الخارجية الدكتور علي يوسف: إن السودان يهنيء الرئيس دونالد ترامب بفوزه المستحق في هذه الانتخابات واكتساحه جميع الولايات الأمريكية ومجلسي الشيوخ والنواب، وأضاف الوزيرقائلا نحترم خيارات الشعب الأمريكي، ونتطلع لدور أمريكي فاعل في الضغط على مليشيا الدعم السريع المتمردة والأطراف الداعمة لها- فضلا عن تحقيق التعاون المثمر بين الجانبين.
ترامب وملف السودان:
قال الخبير الاستراتيجي العميد جمال الشهيد إن فترة حكم ترامب للولايات المتحدة الامريكية السابقة شهدت إختراق كبير في ملف السودان حيث كللت الجهود في العام 2020 برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب بعد 30 عام من فرض الحصار الاقتصادي الذي تضرر منه السودان كثيرا ، حيث تضرر الاقتصاد الوطني بالمقاطعة الامريكية ، وقال الشهيد ل(أصداء سودانية) إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شرع في دورته الرئاسة الأولى في فتح حوار استراتيجي مع الحكومة السودانية في (6) محاور بعد أن التزمت بنفيذ كثير من المتطلبات لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، فضلا عن تحسن وضع حقوق الإنسان وتوسيع الحريات والتعاون الأمني وتحسن الاقتصاد ومكافحة الإرهاب و التوسع في قضية الحريات الدينية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
مستقبل الحرب والسلام:
ومن جانبه قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إبراهيم الميرغني، إن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية سيكون له تأثير كبير على مستقبل الحرب والسلام في السودان ، وأضاف في تغريدة على منصة (إكس) أنه (ليس لأهمية ملف السودان بالنسبة للولايات المتحدة بطبيعة الحال، وإنما لارتباطه بملفات أخرى إقليمية ودولية)، مشيرًا إلى أن ملف السودان سيكون على قمة أولويات (سيد البيت الأبيض الجديد)
مساحة للمناورة:
في السياق قال القيادي الإسلامي هشام الشواني إن هناك مساحة فعالة للمناورة والعمل والمقاومة في عالم تستحيل إدارته من قطب واحد، وفي عالم اليوم توجد هذه المساحة لكن ما يضعف قدرتنا على استغلالها هوالحرب الداخلية وتعميق الصراعات الذي تتسببت فيه الامبريالية نفسها من خلال أذرعها وعملائها، وهي استراتيجية للنزاعات ونشر الحروب وإضعاف الدول وقد نلنا منها نصيب كبير.
ومضي في القول إن العملاء عندنا موجودون والذين يدورون في فلك الغرب والصهاينة كثر، لذا فإن النضال والتحرر الوطني وبناء السيادة الوطنية للدولة هو اليوم موقف كلي من الامبريالية، ويقع بداهة على النقيض من سياسات الغرب نحونا.
عواقب إقتصادية:
في الوقت الذي أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية فان عواقب اقتصادية على بقية العالم من المرجح أن تكون عميقة وفورية للغاية, ومع تدفق التهاني من زعماء العالم، زعم ترمب يوم الأربعاء، أنه حصل على (تفويض قوي) للحكم، وإذا ما نفَّذ ترمب جزءً ضئيلاً فقط من تعهداته -من زيادة الرسوم الجمركية التجارية إلى تحرير القيود التنظيمية، ومزيد من التنقيب عن النفط، ومزيد من المطالبات لشركاء أميركا في حلف شمال الأطلسي- فإن الضغوط على مالية الحكومات والتضخم والنمو الاقتصادي وأسعار الفائدة سوف تؤثر على كل ركن من أركان العالم.
ويزداد التأثير المحتمل مع ضمان الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترمب مجلس الشيوخ، وتحقيق مكاسب في مجلس النواب، مما يجعل من السهل على الرئيس تشريع مقترحاته والدفع بالتعيينات الرئيسية.
وقال إريك نيلسن، كبير مستشاري الاقتصاد في مجموعة (يوني كريديت) لـ(رويترز): إن تعهدات ترمب المالية مزعجة للغاية – بالنسبة إلى الاقتصاد الأميركي والأسواق المالية العالمية- لأنها تَعِد بتوسيع عجز مفرط بالفعل في نفس الوقت الذي يهدد فيه بتقويض المؤسسات الرئيسية». وأضاف نيلسن: (يجب على المرء أن يستنتج أن ترمب يشكل تهديداً لسوق الخزانة الأميركية وبالتالي للاستقرار المالي العالمي).
الركيزة الأساسية لسياسات ترامب:
وتعد الرسوم الجمركية على الواردات، بما في ذلك التعريفة الجمركية العالمية بنسبة 10 في المائة على الواردات من جميع الدول الأجنبية، وتعريفة بنسبة 60 في المائة على الواردات من الصين، بمثابة ركيزة أساسية لسياسات ترمب، ومن المرجح أن تتفاعل البنوك المركزية بسرعة مع تدهور معنويات الأعمال، خصوصاً بالنسبة إلى الاقتصادات المفتوحة المعتمدة على التجارة.
وقال غريغ فوزيسي، المحلل في (جي بي مورغان): قد يميل البنك المركزي الأوروبي إلى تسريع تخفيضات أسعار الفائدة إلى معدل محايد بنسبة 2 في المائة، وبمجرد أن تصبح سياسات التعريفات الجمركية الأميركية أكثر وضوحاً، سيكون من المعقول خفض الأسعار إلى ما دون الحياد.
ومن المرجح أيضاً أن ترد الحكومات بشكل انتقامي على أي رسوم جمركية تفرضها الولايات المتحدة على الواردات، مما يعوق التجارة بشكل أكبر ويقطع بشكل أعمق النمو العالمي.
ومن شأن ارتفاع أسعار الفائدة الفيدرالية وانخفاض تكاليف الاقتراض في أماكن أخرى أن يعزز الدولار -كما يتضح من انخفاض قيمة اليورو والين بنسبة 1.5 في المائة بين عشية وضحاها- مما يسبب مزيداً من الألم للأسواق الناشئة، حيث إن أكثر من 60 في المائة من الديون الدولية مقوَّمة بالدولار
وقال جون هاريسون المكسيك هي الأكثر عرضة للخطر، حيث انخفض البيزو المكسيكي بنسبة 3 في المائة مقابل الدولار. وأضاف أن المكسيك معرَّضة للخطر بشكل خاص لأن التوترات التجارية وتهديدات الترحيل يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشكلات المحلية، مثل نشاطات الاحتكار وفشل الحكومة في الحد من العنف ومن بين الرابحين المحتملين من فوز ترمب، قد تتمتع البرازيل بتجارة أكبر مع الصين نظراً لأن بكين استبدل بجميع وارداتها من فول الصويا الأميركي أخرى برازيلية عندما اندلعت التوترات التجارية خلال رئاسة ترمب الأولى.