لاخير فينا إن لم نقلها ( ٥ )

د.عبدالله محي الدين الجنايني

*وثيقة حقوق الإنسان, (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)
يلي: تقول مواده الخمس الأوائل ما
المادة (1)
*يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق, وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء.
المادة (2)
*لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر
وفضلا عن ذلك لا يجوز التمييز علي أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلا أو موضوعا تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أم خاضعا لأي قيد آخر على سيادته.
المادة (3)
*لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه.
المادة (4)
*لا يجوز استرقاق أحد أو استعباده، ويحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما.
المادة 5
لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.
*تحدث مليشيا الدعم السريع الآن إنتهاكاً وخرقاً جسيماً لحقوق الإنسان, وتحدّياً صارخاً وسافراً للقانون الدولي, أمام ناظري العالم بأجمعه,وبشهادة لجان الأمم المتحدة.
*إذ تُظْهِرُ الأحداث الراهنة في السودان صورة قاتمة من العنف والاضطهاد، حيث تُمارس ماليشيا الدعم السريع إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في تحدٍّ صارخ للوثيقة العالمية لحقوق الإنسان (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) وللرأي العام الدولي.
*إن الوقائع الميدانية تشير إلى أن ماليشيا الدعم السريع قد ارتكبت جرائم خطيرة، على النحو التالي:
(1) إنتهاك حق الحياة
*فقد تم توثيق حالات عديدة من قتل المدنيين بشكل تعسفي، بما في ذلك النساء والأطفال، بالإضافة إلى الاختطافات والتعذيب. والتي تم توثيقها بكاميرات جنود الماليشيا نفسها
*انتهاك حق الحرية والأمان : أُجبر الكثير من السكان على التهجير القسري وترك منازلهم بسبب العنف، و دخل العديد من أولئك السكان المهجرين قسراً في مخيمات للنازحين وهم يعانون من ظروف إنسانية مزرية وسيئة وإنتشار حمى الضنك والكوليرا بينهم وأمراض العيون والإلتهابات الجلدية وحمى الملاريا القاتلة.
(3) انتهاك حق المساواة
*تُظهر الوقائع تفضيل معاملة بعض الشرائح على حساب أخرى، وتمييز عنصري سيء باسم القبيلة وإختيار قبائل بالإسم للإعتداء عليهم .. وهو ما يؤدي إلى استهداف بعض الجماعات بشكلٍ خاص بالعنف والتمييز ويفكك النسيج الإجتماعي لمجتمع الدولة السودانية
*إنتهاك حق المعاملة الإنسانية : تم تسجيل حالات من التعذيب والضرب والإهانة في العديد من الفيديوهات كفيديوهات دفن الأحياء في الجنينة وإهانة النساء في كل من الخرطوم والجنينة والجزيرة ودارفور ..وشرق الجزيرة وهي فيديوهات موثقة بواسطة جنود الماليشيا وبكاميراتهم .. على وسائل التواصل الإجتماعي وقد شهدها العالم أجمع والاعتداء الجنسي من قبل أفراد من الميليشيا على النساء.
(5) انتهاك حق الممتلكات
*تعرضت العديد من المنازل والممتلكات للسرقة وللتدمير والنهب من قبل جنود مليشيا الدعم السريع
وتُمثل هذه الإنتهاكات خرقا صارخاً للمادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن (يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق)
وتُشكل هذه الانتهاكات أيضاً خرقا أكيداً للمادة (3) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على أن (لكل فرد حق في الحياة والحرية وفى الأمان على شخصه).
*كما تُمثل هذه الانتهاكات خرقا للمادة (5) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تنص على (أن لايجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة).
لهذا فإننا في ضوء هذه الإنتهاكات المُقلقة، نُطالب المجتمع الدولي بضرورة, التنديد الشديد بالانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع
وفرض عقوبات على قادة الميليشيا المسؤولين عن هذه الانتهاكات وتصنيفها ماليشيا إرهابية تهدد أمن المجتمع الإنساني وتهدد السلام الإجتماعي,
تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين وضمان وصولها إليهم بشكل آمن.
*لا يمكن تجاهل ما يحدث في السودان، و على كل شعوب العالم والمنظمات الدولية أن تظهر التضامن مع الشعب السوداني وتعمل على ضمان حقوق الإنسان ووقف العنف وإدانة هذه الماليشيا والدول التي تعينها وتنقل لها العتاد الحربي وتمدها بالسلاح وتسهل لها أي نوع من أنواع الإمداد .. وأن تنزل عقوبات على هذه الدول تكون رادعة لأن ماتقوم به هذه الدول التي تعين ماليشيا الدعم السريع ؛ يهدد الأمن والسلام العالمي وهو إعتداء على شعب ودولة عضو في الأمم المتحدة ذات سيادة.