شمال القارة

خارطة الطريق
ناصر بابكر

. في تقديري الشخصي، فإن أفضل أطراف دفاعية ارتدت شعار المريخ خلال العقدين الأخيرين، هما الثنائي البرازيلي ليما على الجهة اليسرى، ومواطنه اليكس على الجهة اليمنى، أما متوسط الدفاع الأفضل في رأيي فهو سعد عطية، وعلى الرغم من أن العراقي لم يكن يمتلك لا السرعة ولا الاندفاع البدني، لكنه كان يمتلك عقلية فذة، ويجيد التمركز وقراءة مجريات اللعب بصورة مميزة للحد البعيد، إلى جانب جودة عالية في البناء من الخلف، مع أمر إضافي يجعلني أكثر إعجابا بتجربة سعد عطية بالتحديد، وهو تأثيره الإيجابي على بقية عناصر الدفاع، حيث كان منذ أيامه الأولى يحرص على الدوام على توجيه بقية عناصر الدفاع بصورة صنعت نسخة دفاعية مميزة للغاية للمريخ في ذاك الموسم.

. من ملاحظاتي على الكرة الأفريقية وتحديدا أندية شمال القارة، والبداية من الجارة مصر كمثال، هي تخلي جل ان لم يكن كل الأندية المصرية عن التعاقد مع مدافعين (من غرب القارة) والتركيز في انتدابات الدفاع على مدافعين من شمال أفريقيا سواء في وسط الدفاع أو الأطراف الدفاعية، وذات الأمر فيما يتعلق بالأندية التونسية، حيث يتم انتداب محترفين أفارقة في الوسط والأجنحة والمقدمة، بينما يتم حصر الخيارات على عرب القارة حينما يتعلق الأمر بوظائف الدفاع المختلفة.

. التوجه أعلاه في تقديري لم يحدث خبط عشواء، وتركيزي على نهج أندية شمال القارة لقناعتي أنها تخطو أي خطوة بعد دراسة وتمحيص جيدين، وبعد مراجعة وتقييم للتجارب، وأقر أن النتيجة التي توصلوا لها تصادف قناعة قديمة لدي، بقلة الفروقات بين المدافعين الأفارقة خصوصاً (قلوب الدفاع) حيث فوارق السرعة والقوة والإندفاع البدني، لكن مع سلبيات مشتركة فيما يلي التمركز وجودة قراءة مسار اللعب والبناء من الخلف، وهي سلبيات بطبيعة الحال تتفاوت بحسب قدرات لاعب وآخر، لكنها تظهر بشكل أكبر في المباريات الكبيرة، كما يندر أن تحظى بمدافع أفريقي مهما كانت درجة تميزه، يقوم بتنظيم الدفاع ككل، ويؤثر إيجابا على كل عناصر الخط الخلفي وعلى درجهم فهمهم واستيعابهم لأدوارهم والمطلوب منهم.

. حديثي هذا، وجهة نظر شخصية، ومقترح أضعه على طاولة لجنة التسويق والتعاقدات الدائمة بالمريخ، لتبدأ منذ اللحظة وحتى نهاية الموسم الحالي، في متابعة دوريات شمال القارة للتنقيب عن مدافعين وأظهره، لتميز العناصر الدفاعية وارتفاع درجة جودتها والأهم وعيها التكتيكي والخططي في تلك المناطق.

. دوري مثل الجزائري كمثال، يلحظ من يتابعه أن جل مبارياته تنتهي بهدف أو هدفين على الأكثر، ولا تستطيع الأندية تسجيل أهداف بسهولة مهما كان فارق الترتيب بين الفريقين المتباريين، ومن يشاهد مبارياته يدرك أن صعوبة المواجهات مردها الأساسي جودة الأفكار الدفاعية والعناصر الدفاعية في كل الأندية بلا استثناء بما فيها الأندية التي تحتل مراكز متأخرة، وبالتالي يمكن الحصول على عناصر دفاعية مميزة دون الحاجة للتسوق من أندية المقدمة التي يصعب التسوق منها.

. هو مقترح يمكن أن يخضع للتقييم والدراسة، ومن ثم الشروع في المتابعة والرصد حال تم التوصل لتلك القناعة، والإتفاق على مثل هذا التوجه.