آخر الأخبار

لإعادة بوصلة الأمان للعاصمة.. تدخلات مفاجئة للبرهان في فعاليتين بالخرطوم

تقرير- الطيب عباس:
انضم رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بشكل مفاجئ لمؤتمر صحفي معلن مسبقا لوزير الداخلية بابكر سمرة، أمس الأربعاء بمقر الوزارة بالخرطوم، وسط دهشة مسؤولي الوزارة والصحفيين.
وبعد ساعات قليلة من ذلك، شارك البرهان أيضا بشكل مفاجئ في اجتماع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم، بحضور الوالي أحمد عثمان حمزة.
تدخلات البرهان جاءت استجابة لشكاوى المواطنين المطالبين بعودة الأمن لعاصمتهم بعد عامين من احتلال المليشيات لها، وكان رئيس مجلس السيادة واضحا ومباشرا في حديثه خلال مؤتمر وزارة الداخلية أو اجتماع لجنة طوارئ الخرطوم.
رسائل مهمة:


في مستهل حديثه في مؤتمر وزارة الداخلية، تطرق رئيس مجلس السيادة، إلى ملابسات تحرير الخرطوم، كاشفا عن جهود كبيرة بذلت من أجل تحريرها وفق خطة إستراتيجية محكمة من قبل القوات المسلحة والقوات المشاركة في معركة الكرامة، ناسفا بذلك الرواية التي ظل يروج لها مناصرو المليشيا عن انسحاب تكتيكي من الخرطوم، وأكد البرهان، أن الجيش والقوات المساندة له قدموا عشرات الآلاف من الشهداء على مدار عامين لتحرير العاصمة، من أجل أن ينعم المواطن بالأمن والطمأنينة ولن نقبل بفوضى بعد ذلك، مشيرا إلى أن تقديم الخدمات الأمنية للمواطنين بالخرطوم ضرورة قصوى، وأضاف (نسعى لإخلائها من مظاهر فوضى انتشار السلاح), مشيرا إلى أنه وصونا لهذه التضحيات لن يتسامحوا مطلقا مع أي مظاهر عسكرية داخل الخرطوم، وذكر البرهان، في اجتماع لجنة طوارئ الخرطوم، أن الجيش أول من بادر بتنفيذ قرار إخلاء الخرطوم من كافة التشكيلات العسكرية تنفيذاً للقرارات الرامية لإعادة الأمن والاستقرار إلى العاصمة.
توجيهات فورية :

وجه البرهان، وزارة الداخلية، بضبط حمل السلاح بالعاصمة الخرطوم, كما أصدر توجيها منع بموجبه أي نظامي من حمل السلاح بالكتف والتجوال في شوارع الخرطوم، كما وجه وزارة الداخلية بمصادرة أي عربة بلا لوحات حتى لو كان على متنها نظامي.
توجيهات للجنة أمن الخرطوم:


شدد البرهان خلال مخاطبته أمس الأربعاء، اجتماع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم، على أهمية استدامة الأمن والمضي قدماً في تنفيذ القرارات الصادرة لإخلاء العاصمة من السلاح والمظاهر المسلحة.
ووجه لجنة أمن ولاية الخرطوم باتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات قانونية حاسمة لمنع حمل السلاح خارج الأطر النظامية وحصره داخل الوحدات العسكرية النظامية بما يضمن ضبط الانفلات الأمني وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن والمواطن.
الأثر المتوقع لتوجيهات البرهان:
يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، دكتور محمد عمر، أن تدخلات رئيس مجلس السيادة المباشرة في الملف الأمني بالخرطوم سيكون لها تأثير فعال في مقبل الأيام، معتبرا أن قضية الخرطوم الأمنية هى في تعدد الجيوش والانتشار الواسع للسلاح في الأسواق والطرقات من قبل قوات مساندة للجيش، وأوضح أن إشراف رئيس مجلس السيادة على الملف الأمني بالعاصمة سيمنح الأجهزة المختصة صلاحيات أوسع للتعامل مع تمظهر السلاح وانتشار القوات بالعاصمة، الأمر الذي سينعكس أثره الإيجابي في المدى القريب.
وقال عمر، أن ظهور رئيس مجلس السيادة في مؤتمر صحفي بشكل مفاجئ، تعد حالة نادرة في البروتوكولات الرئاسية، لكن البرهان تجاوز هذه الشكليات لإرسال رسائل محددة أنه لن يتهاون مطلقا في أمن مدينة قدم فيها آلاف الجنود أرواحهم رخيصة من أجل تحريرها، معتبرا خطوة البرهان قفزة عملاقة في الضوء ونقطة حاسمة ستنهي جملة من فوضى السلاح والقوات التي عمت الخرطوم مؤخرا.
تنوير عن الوضع الأمني :

من جهته أعلن وزير الداخلية، بابكر سمرة، خلال المؤتمر الصحفي، إن قوات الشرطة أكملت كافة الإجراءات التي تضمن أمن وسلامة واستقرار المواطنين بولاية الخرطوم في سياق المجهودات لعودة المواطنين.
وطمأن وزير الداخلية، المواطنين، بأن الشرطة موجودة في كل مناطق العاصمة، وأن الحالة الجنائية مستقرة في الخرطوم، مؤكدا أن أي أجنبي داخل حدود السودان لايملك الأوراق الرسمية سيتم التعامل معه وفق الإجراءات القانونية.
بدوره قدم والي الخرطوم، تنويرا لرئيس مجلس السيادة، حول الوضع الأمني بالعاصمة، مؤكدا مضيهم قدما في تنفيذ القرارات الكفيلة لتحقيق الأمن والاستقرار وتوفير بيئة مواتية لعودة الحياة إلى طبيعتها، مشيداً في الوقت ذاته بجهود القوات النظامية ولجان الخدمات والطوارئ في التصدي لكافة التحديات التي تواجه مواطني الولاية.
كنا قدم تنويراً شاملاً عن أداء لجنة الطوارئ وإدارة الأزمة، موضحاً أن اللجنة تم تشكيلها من مختلف الجهات المعنية لتغطية كافة الجوانب الخدمية والحيوية خلال الفترة الحرجة، مؤكداً أن اللجنة ظلت في حالة انعقاد دائم منذ اندلاع الحرب وعملت في تناغم وتنسيق تام لضمان إستمرارية الخدمات الأساسية للمواطنين رغم التحديات.
رسائل أخرى:
خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية، وجه رئيس مجلس السيادة، رسائل تطمينية بأن معركة الكرامة لن تنتهي بتحرير الخرطوم، وأنها لن تتوقف إلا بالقضاء الكامل على التمرد، مؤكداً مضي الجيش قدماً في أداء واجبه الوطني تجاه حماية البلاد والحفاظ على وحدته وسلامة أراض السودان دون أي تهاون، وأضاف (قريبا سنصل الفاشر وبابنوسة وكادوقلي).
يقول مراقبون، إن القائد العام للجيش، أكد استمرارية المعركة حتى تحرير السودان، في محاولة لطمأنة شركاء سلام جوبا، الذين أبدوا قلقا، ما أعتبروه فتور في العمليات العسكرية لازم الجيش بعد تحرير الخرطوم والجزيرة، حسب تصريحات حاكم إقليم دارفور، مني اركو مناوي، الذي جأر بالشكوى من تباطوء العملية العسكرية بعد تحرير الجزيرة والخرطوم.
واعتبر مراقبون أن تصريحات البرهان ردا قويا على كل من يعتبر الجيش يميز بين منطقة ومنطقة، مشيرين إلى أن التباطوء لم يلازم تحرير دارفور وحدها وإنما لازم كذلك الجزيرة التي كانت تحيط بها الجيوش من كل معارك ومع ذلك لم تحرر إلا بعد 13 شهرا، والخرطوم بعد 23 شهرا، مشيرين إلى أن حديث البرهان في هذا الصدد سيغلق كل أبواب الهواجس.