
قم للمعلم في يوم المعلم
الوان الحياة
أبيض :
*يوم المعلم هو مناسبة عالمية تكرم فيها جهود المعلمين ودورهم الكبير في بناء الاجيال وصناعة المستقبل ويحتفل به سنويا فى 5 اكتوبر من كل عام وقد اقرته اليونسكو ومنظمة العمل الدولية عام 1994 تخليدا لذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشان اوضاع المعلمين عام 1966
*ويهدف يوم المعلم الى تقدير دور المعلمين فى التعليم والتنمية الاجتماعية وتسليط الضوء على التحديات التى يواجهها المعلمون حول العالم والدعوة لتحسين اوضاعهم المهنية والمعيشية وتشجيع الشباب على دخول مهنة التعليم.
*تدهورت مهنة المعلم فى السنوات الاخيرة فى السودان ولم تعد تلك المهنة الجاذبة التى يقدرها ويحترمها المجتمع لتدنى دخلها وعدم اهتمام الدولة بالتدريب والتاهيل المستمر كما كان يحدث في الماضي.
*ولاننا من الدويم ما زلنا نذكر العهد الذهبى للتعليم والمعلمين فى معهد التربية بخت الرضا الذى اسس فى عام 1934 لوضع مناهج التعليم وتدريب المعلمين فى مرحلتى الابتدائى والمتوسط ولم يكن يعتمد اى منهج لهذه المراحل الا اذا درب عليه المعلم وجرب على التلاميذ فى مدارس بخت الرضا والتى كانت به فصول تسمى فصول التدريب.
*هذا النهج والطريقة وضعها الانجليز وطورها الرعيل الاول من المعلمين والعلماء اذ كان العمل فى معهد بخت الرضا امنبة وتتويج لكل معلم يختار للعمل فيها . لان المعلم كان فى ذلك الزمان ينظر اليه كاحد قادة المجتمع الذين يقودون التغيير فى القرى والفرقان ولذلك كان يحظى باحترام الجميع بل يتبارى اهل المنطقة بتكريمه والاحتفاء به مما جعل وظيفة المعلم امنية كل اسرة لابنها او بنتها.
*الآن الاحصاءات تقول ان عدد المعلمين فى السودان بلغوا 350 الف معلم ومعلمة فرقتهم الحرب فانتشروا فى الداخل والخارج واصبحت عودتهم الى عملهم رهينة بتاهيل المدارس وضمان استقرار الاوضاع الامنية والمعيشية فى اماكن عملهم والمعروف ان مرتباتهم هى ادنى المرتبات بين العاملين وتحتاج الى مراجعة حتى لا يهرب المعلم الى مهنة اخرى او الى المدارس الخاصة التى بدات تبتلع وتحل محل المدارس الحكومية التى تضم ابناء عامة الشعب الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة التعليم الخاص.
*كثير من الدول الى نهضت وتطورت اهتمت بالتعليم والمعلم ولعل افضل مثال لذلك هى ماليزيا التى خصصت 40 % من ميزانية الدولة للتعليم . فاذا كنا نريد ان ننهض ببلادنا ونعيد صياغة المواطن الذى انهكته الحروب والصراعات القبلية والعنصرية علينا ان نولى امر التعليم للخبراء والمختصين وليس السياسين ليضعوا لنا مناهج تعيد للوطن وحدته وتالفه وتسامحه وكل ما يساعد على توازنه النفسى وقبول الآخر.