أصداء سودانية تحلق في سماء أمريكا بالشاعرة السودانية أمل عمر (١-٢) 

في دائرة الضوء 

_________________________

 ليس للشعر عندي مكان او زمان أو هيئة ، يتنزل على قلمي حيثما يشاء و بأي هيئة يُريد 

________________________

أكتب الشعر الحر وقصيدة النثر و عندي بعض القصص القصيرة لا ادري كيف كتبتها فلستُ كاتبة قصص 

_________________________

ليس الجميع يدركون لامنطقية الشعر وبأنه ياتي من عوالم بعيدة لا يدرك كنهها الشاعر نفسه 

_________________________

حوار / فائزة إدريس

__________________

لا أشعُرُ بالغربةِ في المطارات

هي تشبه روحي،

قلقة

تتناول أقراص البنادول والقهوة الورقيةِ على حواف الوقت

تهروّلُ في الممراتِ المُرقَّمةِ مثل الجميع

هُم ذاهبون لمصيرٍ واحد

أمل عمر محمد إبراهيم شاعرة سودانية مقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية ، تخرجت في كلية العلوم الزراعية جامعة الجزيرة ، كما نالت درجة الماجستير من جامعة الخرطوم ، متزوجة و أم لطفلين تعمل في جامعة Virginia Commonwealth University كلية التربية ، مناصرة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ، و ناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة،لها مجموعتين شعريتين و ترجمت لها نصوص للألمانية والإنجليزية و الأمازيغية، لها مبادرات عديدة لتشجيع الشباب العربي والسوداني علي القراءة و الكتابة.

إلتقيناها في ظلال الزيزفون فكان لنا معها هذا الحوار فلنلقي الضوء عليه.

** متى وأين كانت أول تجربة شعرية لك ؟

________________________

*لا يمكنني تحديد وقتٍ أو زمنٍ بعينه والإشارة إليه كبداية شعرية ، فهناك أشياء لا يمكننا تحديد بداياتها لأنها موجودة في حياتك كشئِ اصيل ، شيء يرافقك منذ زمان بعيد حتى أنك لا تذكر متى واين و كيف؟

عموماً أنا لا اتذكر نفسي من غير كتابة ، ذلك إن استثنينا بالطبع أيام الطفولة وأيام المدرسة الاولى ، حين إكتشفت سحر الكلمات و ما يمكنها قوله ، هذا العالم اللانهائي من الروعة رغم حروفه المحدودة .لكن يمكنني التحايل و تحوير السؤال إلى متى بداتُ اخراج كتاباتي للعالم بشكل رسمي، متى بدات التفكير في كتابة الشعر بجدية ومسئولية و اعتباره مصير و قضية وليس مجرد هواية خاصة، و ستكون إجابتي :- منذ ايام الجامعة، ثم بدأت نشر ما أكتبه على صفحتي في السوشيل ميديا في العام ٢٠١٨ تقريباً .

**هل للشعر أوقات ومناسبات معينة عندك ، أم أن سلطان الشعر يأتيك في كل زمان ومكان؟

_________________________ *لا ، ليس للشعر عندي مكان او زمان أو هيئة ، يتنزل على قلمي حيثما يشاء و بأي هيئة يُريد ، مثل جنيٍ مشاكس ،أو مثل الولادة المفاجئة بحيث لا ادري في أي شهر أنا حبلى بالقصيدة .متى يبدأ المخاض ومتى يطل مولودي الشعري الجديد براسه؟ الخيال العام الذي يفترض ان الكاتب يكتب مايكتبه وأمامه كوب قهوة ساخن و شموع و نافذة تفتح على مزرعة سماوية لا نهائية من النجوم هو محض خيال ، الشعر الآن قريب جدا من تفاصيل حياتنا العادية؛ يعبر عن واقع الإنسان المعاصر ،همومه ،أحزانه،نشواته ،تحدياته وآماله .

كثيرا ما أكتب في سيارتي ، عندي نص اسمه : ” عند الاشارة الحمراء ” بدأت كتابته في سيارتي عند الاشارة الحمراء حرفياً .

**إلى أي لون شعري تميل قصائدك ، وما الأقرب إليك العمودية أم التفعيلة أم قصيدة النثر؟

_________________________

*أنا أكتب الشعر الحر وقصيدة النثر و عندي بعض القصص القصيرة لا ادري كيف كتبتها فلستُ كاتبة قصص .

**هل تتعرض المرأة الشاعرة في العالم العربي المعاصر برأيك للمضايقات بسبب الجندرية( اي كونها أنثى )؟

_________________________

*ليس في العالم العربي وحده تتعرض المرأة الكاتبة والشاعرة للتمييز ضدها ، للمضايقات المقصودة وغير المقصودة ، فهذا يحدث في اغلب دول العالم بالذات دول العالم النامية ، تتعرض المرأة الكاتبة للتمييز على اساس النوع و العمر بطريقة مفضوحة .

لكن في بلادنا العربية والمسلمة تكون المعاناة مضاعفة ، إذا شاء القدر وجئتِ للدنيا على هيئة انثى في تلك البلاد ، وحين تقررين الخوض في بحر الكتابة الإبداعية، عليك ان تكوني مستعدة لمواجهة حرب معلنة و أخرى خفية ، عليكِ إمتلاك أدوات المعركة واهمها العِلم والموهبة ، و الثقة بالنفس وعدم الالتفات لصيحات الاستهجان التي ستصدر من جهات عديدة لا غرض لها سوى ان تسبب لك الارباك وتجعلك تسقطين .

هناك ، ليس من حق المرأة التعبير عن احاسيسها ،رغباتها ،آمالها وإحباطاتها ورؤيتها الخاصة للأشياء والأحداث والكون ، بل عليها الالتفاف تسع وتسعين مرة لتقول الكلمة و تسع وتسعين أخري لتتفحصها و تختبر قبولها حين تقع على أذن المتلقي في المجتمع المعين ، مجتمع يهوى الوصاية حتى على المشاعر والكلمات، قد يكون الضغط اخف على المرأة الغير المتزوجة مقارنة بالمتزوجة فكتابة القصيدة التي تتسم بنوع من الجرأة ، تكون قطعة من الجمر إذا أخفتها تحرق و إن وضعتها على الورق تحرق ايضاً.. ليس الجميع يدركون لامنطقية الشعر وبأنه ياتي من عوالم بعيدة لا يدرك كنهها الشاعر نفسه ، وان ما يكتبه الشاعر ليس بالضرورة وصف لما يحدث في حياته؛ فمطابقة نص شعري ما بشخص الشاعر وتفسيره تفسير مباشر مشكلة لاتعاني منها الشاعرات فحسب بل الشعراء ايضا .