مقر الاتحاد الإفريقي … مساحة واسعة للفنون
السودان يشكل حضورًا انيقًا

أديس أبابا / أحمد عمر خوجلي
من يتجول داخل مقر الاتحاد الإفريقي ويتجول بين ممراته وردهاته وجنباته يجد أن المقر ليس مطبخًا يتناول أوضاع السياسة وتبادل وجهات النظر الإفريقية حول قضايا القارة المختلفة وحسب ، لكن المقر يشتمل على معرضٍ فني دائم حوى العشرات من التحف واللوحات العظيمة وأعمال النحت التي عبّر فيها كبار المبدعين الأفارقة عن ثقافة وتراث ومعالم ورموز دولهم .
ويشعر المتجول بين هذه الأعمال الفنية بكثير من أوجه الشبه بين دول القارة خصوصًا تلك التي تعبر عن الكفاح الإفريقي والنضال ضد المستعمر الأجنبي كما هو الحال في الأعمال الوافدة من دول الجنوب الإفريقي التي عبرت عنها العديد من منحوتات ذكرى العبودية والأغلال والمعاناة المريرة .
كما نجد بعض اللوحات التي عبرت عن دول شمالي افريقيا بالنفس الصوفي وهناك التأكيد على العمق الحضاري والتاريخي الضارب في القدم .
وكان لمهن الصيد والزراعة كمورد مهم ونشاط قديم في دول القارة حضورًا عبر لوحة الصياد الذي يحمل قوسه وسهمه ويقبض بيده على الطريدة .
السودان وحضارته الضاربة في القدم ظل حاضرًا رغم تعليق عضويته وذلك عبر منحوت أصلي من عهد الأسر الفرعونية محفوظ في صندوق زجاجي اهدته أحدى حكومات البلاد في الحقب المختلفة ليأخذ مكانه جنبًا إلى معروضات الدول الإفريقية وعلامات جاءت بها لتؤكد حضورها وقيمة ما لديها من براهين الأصالة والقدم .
ولا ننسى نوع آخر من استعراض علامات القيم الحضارية وهي اللوحات المتحركة التي كانت عبارة عن المشغولات الابداعية للمشاركين والمشاركات باللباس القومي كما هو الحال لدول اثيوبيا ، تشاد ، ساحل العاج وغيرها ، وإن كان الزي الافرنجي المستورد هو السمة الغالبة والعلامة الطاغية لأغلبية المشاركين .