
لَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ
علي احمد دقاش
القصيدة العصماء التي قالها دريد بن الصمة ليرثي بها اخاه عبد الله بن الصمة فيها بيت ينضح بالحكمة ويكشف عاقبة تجاهل نصيحة العقلاء .
قال دريد:
أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى
فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ
تراثنا المحلي كذلك مليئ بالنصائح التي يبذلها العقلاء لكنها تروح هدرا “ولا يطاع لقصير امر” .
عندما قامت حرب الخامس عشر من ابريل بذل كثير من العاقلين نصحهم للمليشيا المتمردة وبينوا انها حرب بلا مشروع وطني وهي حرب مضرة ستحرق ديار من يشارك فيها .
هي حرب وظيفية توظف فيها المليشيا لخدمة مشاريع ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. ابناءنا في كردفان قلنا لهم انها ليست حربكم وانها حرب ستخرب دياركم . لكنهم شاركوا فيها بالالاف وماتوا فيها بالالاف .
قبل ايام ذهبوا للمشاركة في ما سموه منصة التأسيس في نيروبي فاكتشفوا ان التأسيس يحفر قبورهم هم والتاسيس هو البصلة التي ستطبخ بها لحومهم .
تقسيم ولاية غرب كردفان وتفريق دمها بين الولايات وحشد السلاح الحلو ليقتل به اهل جنوب كردفان وتحول ارضهم مسرح لحرب الجنجويد بعد يتم ايوائهم في جنوب كردفان هو من مخرجات نيروبي
” عجبني للمرقوت”
لا يكفي ان يجتمع اعيان المليشيا في منزل بابو نمر ليعلنوا رفضهم لقرار تذويب غرب كردفان انتم شاركتم في مشروع تذويب السودان كله .
لن يكفي ان يصرخ بعض المستشارين في وجه عبد الرحيم دقلو في نيروبي .
ال دقلو يبحثون عن ملجأ آمن لهم في اراضي الحلو بجنوب كردفان ومستعدين ان يدفعوا في سبيل ذلك كل شيئ بل يدفعوا رقابكم انتم ايها المستغفلين .
المطلوب ليس استنكار او رفض هتافي لمخرجات نيروبي المطلوب موقف قوي وإنسلاخ كلي من المليشيا بل ومقاتلتهم وكف اذاهم عن مواطني السودان .
لئن ادنتم التمرد واصطفيتم الي جنب الجيش كما فعل كيكل من قبل سينظر الشعب السوداني في امركم
اقراوا “نظرية الحصان الميت “.