![](https://asdaasudania.com/wp-content/uploads/2024/09/IMG-20240907-WA0011-489x430.jpg)
فضل الله محمد… أبو اللمين… زاد الشجون
بلا ضفاف_كمال علي
ادعينا وقلنا تاني ما حنشتاق في عمرنا… وقبل ما تمر ليلة واحدة بي اثر فقدك شعرنا… تخيلوا معي هذا الجيشان وذاك الطوفان المنهمر عاطفة واحساسا ومشاعر من تالا وادي عبقر حيث يقطن أستاذنا الشاعر المجيد المجدد الصحافي الأشهر (فضل الله محمد) ابن مدني والجزيرة الخضراء (رد الله غربتها واقال عثرتها…لتنداح (زاد الشجون) تملأ الكون شجي وشجن وعذب نظم يعانق حنجرة صداحة عنوانها و صاحبها
المتفرد صوتا ولحنا وأداء فاق حد التفرد والتميز لتزلزل الأرض في خواتيم سبعينيات القرن المنصرم وتسكن الي الابد قلوب وجوانح المحبين السهاري والملتاعين المسهدين والمشتاقين الذين عصف بهم الشوق الي وصال المعشوق وان ادعوا غير ذالك… وقالوا تاني ما حنشتاق في عمرنا.
الحب مكمن خطورة وارتجاف مشاعر وتحدي قلب علي بلوغ المشاق وهضاب الاشتياق واعالي جنان اللوعة والاحتياج الي حبيب… ادعينا وقلنا امكن ندفن الحب في سهرنا… وقبل ما تمر ليلة واحدة بأثر فقدك شعرنا… اعتراف مضمخ بالعبير وضد الادعاء الذي لا يقوي علي المرافعة لأن جدلية الحب والعشق فوق كل ادعاء أو خصام أو عتاب وان كان ملحها وبهارها وعذوبتها… الخصام في الحب وارد مثل التلاشي فيه و الذوبان والتماهي لكن القدرة علي تحمل الفراق ولوعته ضرب من المستحيل عند العاشقين.
الهوي الجنبك عرفتو عاطفة ملتهبة وشجون… وين ح نهرب منو وين… ده الهوي البعث الليالي العامرة بي زاد الشجون….
فضل محمد المرهف الكاتب النحرير والشاعر المتمكن من تطويع حروفه سجعا ونظما أغنيات و أغنيات فيها (قلنا ما ممكن تسافر… مثلما فيها قالوا متألم شوية و أخريات من عذب وعذاب ما نظم واضفي وأضاف علي بستان وحديقة النغم السوداني الجميل الرفيع معني ومبني.
أستاذنا فضل الله عملت معه أو قل عنده للأنصاف في جريدة السودان الحديث وقد كان عضو مجلس إدارتها والذي يرأسه الفخيم أستاذنا النبيل (محمد سعيد معروف) وفي رياسة التحرير أستاذنا النجيب آدم قمر الدين ومن بعده الحبيب الصديق أستاذنا (فتح الرحمن النحاس) وهو و النجيب كانا فتحا مبينا أضافوا الي مسيرتنا في ذاك البلاط ومن قبلهما الراحلين معروف وفضل الله وآخرين.
كانت سعادتي لا توصف في حضرة (فضل الله) وكانت من أنضر لحظات العمر أن تسامرت معه وسألته عن المؤرق عند العاشقين فقال (السفر ورحيل المحبوب) وعن الدرة زاد الشجون سألته في أي طقس نفسي كتبته رد والله ما أعرف.. احتمال
كتبتني هي…. قالها مع ضحكة ضاجة… وكتمت فيني انا من سأل.
فضل الله وابو اللمين كانا عنوانا لمغني جميل ونظم أنيق وسيم وحنجرة ماسية… إضافتها الي دنيا المحبة العشاق لا تفوت علي مسمع وحس عاشق و حياة الله ورسول مكه لولا اننا لا نحتفي بمنتوجهم لكانت (زاد الشجون) من ايقونات أغنيات العرب والعجم.. لكن إعلامنا كسيح ومنتوجه قبيح من غناء ونبيح القونات ومدعيي الفن… تبا لهم.
الهوي الجنبك عرفتو… عاطفه ملتهبه وجنون… شكرا فضل الله وشكرا ابو اللمين.. والف رحمة ونور علي المراقد… رحلتم وتركتما لنا الحداء الجميل… وين ح نهرب منو وين؟؟