البرهان في الصين…..تفاصيل زيارة استثنائية

 

تقرير – أصداء سودانية :

 

أنهى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان زيارة وصفت بالتاريخية والناجحة إلى دولة الصين استغرقت أربعة أيام شارك خلالها في قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي ،ولم يهنأ فيها بالراحة وكانت حافلة بالعديد من المناشط السياسية والإقتصادية نجح فيها هو ووزرائه في فتح آفاق جديدة للعلاقة بين الخرطوم وبكين انهى خلالها نوع من الفتور في العلاقة بدأ منذ نهاية فترة حكم الرئيس عمر البشير ،حيث توترت العلاقات بين البلدين وفترت وأصابها نوع من الجمود بعد أن كانت الصين شريك إستراتيجي للسودان في مجال الإقتصاد ،ونفذت خلالها كبرى الشركات الصينية العديد من المشاريع في السودان كان أنجحها وأكبرها مشروع النفط السوداني وخط الأنابيب القاري الذي ربط بين مناطق الإنتاج وميناء التصدير في بورتسودان مرورا بانشاء أكبر مصفاة للنفط في الإقليم (مصفاة الجيلي) .وفيما يلي نحاول أن نستعرض نتائج هذه الزيارة وحصادها الناجح .

شركات البترول:

شرف البرهان مراسم احتفال توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية والتعاون المشترك بين السودان والصين في مجالات الاقتصاد والتنمية ، والطاقة والتعاون الاستراتيجي في المجالات العسكرية والدفاعية الحيوية، وإنشاء المطارات والموانئ وصناعة السيارات وتطوير صناعة واستخراج النفط ، وتطوير قطاع وتوليد الكهرباء .
وكانت أهم زيارة قام بها البرهان إلى مقر أكبر شركة تعمل في مجال النفط في العالم وفي السودان وهي شركة (سي ان بي سي) وتلقى البرهان تأكيدات حول رغبة الشركة في الاستمرار في عملها بالسودان، ونقل الرئيس التنفيذي للشركة داي هوليانق خطط وبرامج الشركة المستقبلية في السودان ،وشملت التأكيدات إنفاذ مشروعات نفطية جديدة في السودان وإعادة اعمار المنشات النفطية التي دمرتها الحرب، ومواصلة العمل في الاستكشاف النفطي في البلاد وتطوير قطاع النفط، وتعهد البرهان خلال الزيارة بمعالجة ديون الشركة ودعاها للتوسع في عملها في مجال تطوير النفط والاستكشافات الجديدة .

الطاقة النووية:

وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاق مهم في مجال التوليد الكهربائي لسد العجز الكبير في الكهرباء الذي يعاني منه السودان سابقاً وحالياً بفعل الحرب،ووقعت شركات الكهرباء السودانية مع شركة (سي ام سي) الصينية ستقوم بتاهيل وتشغيل محطة الفولة للعمل عبر الغاز ، وسوف تقوم الشركة الصينية أيضاً بتأهيل خطوط نقل الكهرباء التي تدمرت بسبب الحرب، وكان أهم العقود التي تم التوقيع عليها التوقيع مع شركة الصين للطاقة لإستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وللعمل على تطوير الموانئ البحرية .
كما شهد البرهان توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة الشمسية والتعدين وخطوط النقل ،وتشمل العقود الموقعة انتاج 1500 ميقاواط من الطاقة الشمسية ،فضلا عن استخدام معدات كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية لتقليل الصرف في الكهرباء.وشملت الاتفاقية التوقيع مع شركات صينية لاستخراج معدن الحديد،
وفي ذات السياق وقعت شركة جياد اتفاقيات مع مجموعة الشركات الصينية العاملة في مجال صناعة السيارات الكهربائية والشاحنات والآليات، وتم التوقيع أيضا مع شركة صينية لتطوير القطاع الزراعي في السودان بين شركة صينية وشركة تتبع لمنظومة الصناعات الدفاعية ،وتعتبر الشركة الصينية الموقعة على الاتفاقية من كبرى الشركات المستوردة للمنتجات الزراعية السودانية وسيتم زيادة حجم استيراد الحبوب الزيتية من السودان .

اتفاقيات عسكرية:

وبحضور البرهان تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجال التعاون الاستراتيجي في المجالات الدفاعية ووقع من الجانب السوداني منظومة الصناعات الدفاعية أما من الجانب الصيني فتم التوقيع مع عدد من الشركات بينها ( بولي) و(سي بي ام) و ( نورينكو) وشملت الاتفاقيات والعقود الإسناد الدفاعي الفاعل في شتى المحاور العسكرية كما من شأنها المساهمة في إستدامة الجاهزية الدفاعية والأمنية بالدولة.

مليشيا إرهابية:

أما في الإطار السياسي فقام البرهان بمخاطبة قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي وطالب من الرؤساء تصنيف مليشيا الدعم السريع كمليشيا ارهابية ،موصفا ما يتعرض له السودان منذ 15 ابريل 2023 بالمؤامرة الكبرى تم فيها إستخدام مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة لتنفيذها.
وأوضح البرهان أن المليشيا شنت حرب على المواطنيين العزل واستهداف مؤسسات الدولة بأكملها بما يهدد وجود الدولة السودانية ووحدة أراضيها .وابان ان كثيرا من الجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها صنفت كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ودعا البرهان لإعادة النظر في تجميد عضوية السودان في الإتحاد الإفريقي ، وقال إن السودان يطمح ويتطلع لدور محوري للصين في تكملة جهود الحكومة لإعادة التأهيل والإعمار لما دمرته الحرب في السودان .

استعداد صيني:

وكان قمة الجهود السياسية التي قام بها البرهان اللقاء الذي جمعه بالرئيس الصيني شي جين بينغ بقاعة الشعب الكبرى ببكين، وقال البرهان خلال اللقاء إن السودان يتطلع للعمل مع الصين من أجل بناء شراكة إستراتيجية تعود بالفائدة لشعبي البلدين، وتعهد بتسهيل عمليات الاستثمار الصينية، وتقدم البرهان بشكره للصين على دعمها الأمني والعسكري للسودان.
بالمقابل عبر الرئيس الصيني بينغ عن فخره لمرور ٦٥ عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقال إن بلاده مستعدة لدعم السودان ومساندته حتى ينهض وينعم بالسلام، مؤكداً رفضه للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني.

إعادة الإعمار٪

وتلا لقاء البرهان بالرئيس الصيني لقائه بعضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني تساي تشي،وتعهد البرهان مجددا خلال اللقاء بحماية كافة الإستثمارات الصينية في السودان وتذليل كافة العقبات والتحديات التي تواجهها وتوفير البئية اللازمة لنجاح عملها.
من جهته أكد تساي تشي دعم بلاده للسودان في المحافل الدولية والإقليمية ورفضها للتدخلات الخارجية في شؤون السودان الداخلية ، وقال” سندعم وحدة وامن السودان”.
مؤكداً تطلع بلاده للمساهمة في إعادة إعمار وتعمير السودان بعد أنتهاء الحرب .

وساطة آبي:

وفي الجانب الآخر من الحضور السياسي لرئيس مجلس السيادة عقد عدد من اللقاءات بالرؤساء الأفارقة حيث التقى الرئيس الاريتري اسياس أفورقي وشكره على وقفة ارتريا مع الشعب السوداني.
كما التقى البرهان بالرئيس السنغالي باسيرو ديوماي وأطلعه على تطورات الأوضاع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع المتمردة ضد الدولة ومؤسساتها مستعينة بمجموعات عربية من غرب إفريقيا بهدف إقامة دولة العطاوة. وقال أن الرئيس السنغالي تفهم موقف السودان وأعرب عن أسفه للتدخلات الأجنبية في شؤون دول القارة الإفريقية . ووعد بدعم السودان في المحافل الإقليمية والدولية .
اما اللقاء الأخطر فكان مع رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد والذي خلاله تم التباحث حول العديد من القضايا التي تهم البلدين على رأسها التوترات في الحدود الإثيوبية بين الجيش الاثيوبي ومليشيا الفانو وما صاحبها من أحداث ،كما طلب البرهان من آبي ايلاء مسالة اللاجئين السودانيين باثيوبيا اهتمام أكبر خصوصا مع ما يتعرضوا له من مضايقات، وجدد آبي أحمد خلال اللقاء طلبه للتوسط بين البرهان ومحمد بن زايد رئيس الإمارات وجمعهما في طاولة حوار مشترك ،واشترط البرهان أن تكف وترفع الامارات يدها وتوقف دعمها المليشيا.
لقاءات مثمرة وزيارة أقل ما بتوصف به بأنها تاريخية واستثنائية هي كانت محصلة زيارة البرهان للصين .