آخر الأخبار

الدكتور صديق الهندي في حوار فوق العادة مع (أصداء سودانية):

  • هذا إتهام غير صحيح .. وهكذا كانت علاقة أسرتنا بالإنجليز
  • عملت مع الحزب الوطني الاتحادي وانتميت للاتجاه الإسلامي في الثانوي
  • كنت منتم للجبهة الوطنية ورئيسها حسن الترابي وتركتها بعد مصالحتهم مع نميري عام 77
  • الشريف لم يسألني عن دوري و خروجي من الجبهة الوطنية حتى وفاته

حوار – صلاح عمر الشيخ:
نستضيف أحد السياسيين الوطنيين ومن أسرة عريقة ولها تاريخ سياسي وفكري كما ان للرجل دور بارز، وقدم الكثير، وكان عنده آراؤه الخاصة في القضايا السياسية، الدكتور صديق ابراهيم الشريف الهندي.
*مرحب بك دكتور صديق؟


-مرحب بك الاخ صلاح وانا سعيد بالاطلالة عبر منصة أصداء سودانية، ودائما موفقين ان شاء الله
*من هو صديق الهندي؟
-صديق إبراهيم الشريف الهندي ، انا رجل قروي نشأة ، و ثقافة وتعليما ولدت في شرق السودان اواخر الاربعينات، و درست في شرق السودان في المدارس الصغرى، وتربينا تربية خلوة في منطقة قوز رجب بنهر عطبرة ، وهي خلوة خاصة ،والمنطقة من عطبرة إلى خشم القربة لم تكن فيها مدرسة واحدة في بداية الخمسينات ، هذه الخلوة صارت بعد ذلك مدرسة صغرى Sub Grade وهي مرحلة مابين الخلوة والمدرسة الاولية ، ثم التحقت بمدرسة اروما حيث اكملت تعليمي الأولي ، ثم درست في وادي سيدنا ثم بورتسودان الثانوية ومنها إلى جامعة الخرطوم ،ومن السكن في الداخلية تعلمت الكثير. لانها مؤسسة تربوية ومنها تتعلم اشياء كثيرة مثل استقلالك وادارة شؤونك الخاصة ، وكما اسلفت فقد نشأت مع الاهل في شرق السودان ، لأن جدنا الشريف يوسف الهندي طلب من والدنا الذهاب لهذه المنطقة في حوالي العام 1940م ومعه بعض الفقهاء وخلفاء الطريقة لتعليم الناس ، ومعايشتهم، وبالمناسبة فان الشريف اوفد اولاده كلهم وعددهم 12 لمناطق اخوالهم في الجزيرة و منطقة شرق السودان وكان الغرض تعليميا، والخلوة نفسها كانت قد منعت منذ ايام جدنا الشريف محمد الامين في المهدية، كما منعت ايضا بعد المهدية وتم ايداع الشريف يوسف السجن في ود مدني ثم في كوبر.. كما كان وجوده في بري اشبه بإقامة جبرية وحددوا له دائرة قطرها 5 كيلومترات من القصر الجمهوري منذ العام 1908 إلى 1942م.
*الأسرة الهندية مثل اسرتي الميرغني والمهدي ثمة اتهام بان هذه الاسر صنيعة بريطانية و ان الانجليز هم من دفعوا بهم للسياسة ؟
– دي نظرية كانت موجودة واتهام ، لكن ما اظنه صحيح, في البداية كان لهذه الأسر دورها الاجتماعي والديني وقد حاول الانجليز ان يهتموا بالمجتمع السوداني وبالزعماء الدينيين وقيادات الادارة الاهلية كي يصبحوا لهم حاضنة سياسية، واما فيما يخص الشريف الهندي فهو قضى الفترة كلها مسجونا و لم يسمحوا له بالخروج سوى 4 مرات فقط منها مرتان للحج ، ومرة َضمن وفد الزعماء السودانيين إلى انجلترا و الرابعة لمدة 7ايام فقط لزيارة لمشروع الجزيرة ،لغرض تسجيلات اراض له بمشروع الجزيرة .. هذه كانت علاقتنا بالانجليز، وكان يقام احتفال الحاكم العام (التشريفة) ويلزم ان تكون لابس لها لباس الشرف ، ولكن الشريف خرق البروتوكول وأذن للصلاة وصلى بالناس وكانت تلك آخر مرة توجه له فيها الدعوة .
*جريدة حضارة السودان تم بيعها للاسياد الثلاثة، والشريف كان ضمن من اشتروا تلك الجريدة ؟ هل يمكن القول بانها كانت بداية الدخول للمعترك السياسي؟
– صحيح بعد عودة وفد الزعماء من بريطانيا، تغيرت السياسة التحريرية لحضارة السودان وكان فيها عرفات محمد عبد الله و الصحفي حسين شريف، والذي كان أول من كتب السودان للسودانيين و كانت منبرا وطنيا مستقلا بغض النظر عما كان يريده الانجليز.. لما جاءت اتفاقية الحكم الثنائي وضعت السودان تحت مسؤولية وزارة الخارجية لأن السيادة كانت مشتركة بين مصر وبريطانيا، ، بعد اتفاقية الحكم الذاتي، كان للحكومة السودانية نوع من الاستقلالية ولها رأي مختلف عن الحكومة الانجليزية. والسبب انه كان هناك صوت ثان، وبعد اتفاقية 36 احتدم الصراع بين المصريين والانجليز هو ما جعلنا نمشي في طريق مختلف شوية ، وهو ما قاد لاستقلال السودان المبكر.
*كيف بدأت العمل السياسي.. وهل استخدم الهندي اسم الأسرة كرافعة سياسية ؟
انا لما بدأت العمل السياسي في المدرسة ، وفي شرق السودان ، ما كان مفيدا استخدام اسم الاسرة في تلك المناطق فقد كنا نعيش في منطقة واسعة وفيهاتراكم وتنوع ثقافات، وقبائل من حلايب إلى القلابات، وعلاقات الاسرة وتأثير الوالد كان كبيرا لانه كان برلمانيا ورجل دين وله دور كبير في الحركة الاستقلالية وجاء الانتماء للحركة الاتحادية مؤخرا، وكان من الذين يدعون للاستقلال، واهلنا لم ينشئوا حزبا ، انا وان كنت من المنتمين للحزب الاتحادي الديمقراطي ولكني لست متعصبا ، ولدي تأثر بالشخصيات الاستقلالية كالمحجوب وغيره.
الوالد كان في مجلس الشيوخ اوائل الخمسينات والجو حولنا كان فيه تفاعل سياسي و شفنا الزعماء السياسيين في بيوتنا ، وكنت قريبا لدور الأسرة الاجتماعي والسياسي.. و التأثير الاجتماعي والثقافي ينمو و ينخفض وليس في ذلك ما يعيب، حتى النائب البرلماني في بريطانيا يفوز مكان اهله ووسطهم ، انا تعاطفت مع الحزب الوطني الاتحادي.. وفي السنة الثالثة ثانوي انتميت للاتجاه الاسلامي إلى جامعة الخرطوم .. الاتجاه الاسلامي كان ذو شقين الاخوان المسلمين و جبهة الميثاق الاسلامي ،التي أسسها دكتور الترابي وصارت جبهة وحاضنة لفترة وكان دور الترابي في ثورة اكتوبر هو ما قفز بشعبيته، وهو شاب ومثقف، ولكن سرعان ما تقلصت الجبهة وحدث فيها انقسام داخلي ، ,ولكن الاخوان واصلوا ، وفي اول انتخابات بعد اكتوبر حصل الترابي على أعلى الأصوات ، وكان شخصية مشهورة ، بعدها جاء انقلاب مايو، واشتغلنا كتيرا في الجبهة ، وخرجت منهم يوم عملوا المصالحة مع نميري ، عام 77
*هل هذا موقفك الشخصي ام موقف الاتحاديين, وهل آل الهندي عندهم تيار دائما (براهم) ؟


-انا كنت من المنتمين للجبهة الوطنية ورئيسي هو الاستاذ عثمان خالد مضوي. وحسن الترابي وانا ما كنت اتحاديا في ذلك الوقت ، وهم لما دخلوا في المصالحة التي عملها السيد الصادق، وقابل جعفر نميري عام 77 في بورسودان و انخرطوا في المصالحة ، كنا في انجلترا ، اعتبرنا هذه الخطوة خروجا عن الخط ولم تعد تربطني بهم علاقة بعد ذلك ، وظللت اؤدي دوري في الجبهة الوطنية بالخارج قرابة عشر سنوات.. والغريب ان الشريف رحمه الله إلى ان مات لم يسألني عن دوري سابقا وعن خروجي من الجبهة ، وفي اول انتخابات بعد الانتفاضة كنت مرشحا مستقلا ، ولكن لم افز.. وكانت هناك حركة تجديد و ديمقراطية فيها الراحلان الشريف زين العابدين والدكتور ابو حريرة، ووقتها تأسست جريدة السوداني والتي كانت من قبل صحيفة خدمية، وكان معي الزملاء عبد الرحمن ابراهيم ومحجوب عروة وعدد من الاخوان، واذكر قعدنا وقلنا نعمل جريدة سياسية مستقلة، وعملنا مجلس إدارة كان رئيسه البروفيسور محمد هاشم عوض وضممنا الاستاذ الكبير فضل بشير رئيس تحرير السودان الجديد.. وغيره وقد نجحت الصحيفة في وقت وجيز ,، ونجحنا في عمل مطبعة خاصة بها، وقصة المطبعة تعود إلى ان الحزب الشيوعي الانجليزي كان قد عرض مطبعته للبيع .. ولذلك اخذنا تمويلا بالضمان من جريدة الشرق الاوسط السعودية. التي كانت تقوم بتوزيع 4 الاف نسخة من صحيفة السوداني يوميا في المملكة.