المعلم السوداني في عصر الثورة الصناعية الرابعة
شئ للوطن _ م.صلاح غريبة
*نحتفل باليوم العالمي للمعلم في عالم يشهد تحولات جذريّة تقودها الثورة الصناعية الرابعة, هذه الثورة التي تُعيد تشكيل كل مناحي الحياة، تطرح تحديات جديدة أمام المعلم السوداني، وتدفعه إلى إعادة التفكير في دوره التقليدي. في هذا السياق، نستعرض التحديات التي يواجهها المعلم السوداني، والأدوار الجديدة التي يتعين عليه القيام بها، وكيف يمكن للمجتمع دعمه في هذه المرحلة الحاسمة.
*التحديات التي تواجه المعلم السوداني كثيرة ومنها الفجوة الرقمية، فيعاني العديد من المعلمين السودانيين من نقص في المهارات الرقمية، مما يجعلهم غير قادرين على الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا في العملية التعليمية، كما يعاني قطاع التعليم في السودان من نقص في الموارد، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم، ويحد من قدرة المعلمين على تقديم أفضل ما لديهم، ولم يعد دور المعلم مقتصرًا على نقل المعرفة، بل يتطلب منه أن يكون ميسرًا للتعلم، وموجهًا للتفكير النقدي والإبداعي، ومحفزًا للتعلم الذاتي، ويواجه المعلم السوداني تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا كبيرًا، مما يتطلب منه مهارات عالية في التواصل والتفاعل مع الطلاب من خلفيات مختلفة، ويتعرض المعلم السوداني لضغوط نفسية واجتماعية كبيرة، بسبب ارتفاع توقعات المجتمع، والظروف الاقتصادية الصعبة، والأحداث السياسية المتسارعة.
*يتعين على المعلم السوداني في الأدوار الجديدة ان يكون مصمم تجارب مبتكرة ومرنة، تستفيد من التكنولوجيا الرقمية، وتشجع على التفاعل والتعاون بين الطلاب، ويتجاوز دور المعلم دور الناقل للمعلومات، ليصبح مرشدًا ومدربًا للطلاب، يساعدهم على اكتشاف قدراتهم، وتطوير مهاراتهم، وحل المشكلات، أن يكون قائدًا للتغيير في مجتمعه، من خلال نشر الوعي بأهمية التعليم، والترويج لأفضل الممارسات التعليمية، وان يكون باحث ومبتكر، العصر الرقمي يشجع المعلم على أن يكون باحثًا ومبتكرًا، يبحث باستمرار عن طرق جديدة لتحسين عملية التعليم، وتطوير أدوات تعليمية مبتكرة.
*يجب على الحكومة أن تستثمر بشكل أكبر في التعليم، من خلال زيادة الإنفاق على التعليم، وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتطوير المناهج الدراسية، وتوفير برامج تدريب مستمرة للمعلمين، لتمكينهم من مواكبة التطورات التكنولوجية، وتطوير مهاراتهم التربوية، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمعلمين لمساعدتهم على التعامل مع الضغوط التي يتعرضون لها، وبناء شراكة قوية بين المؤسسات التعليمية والمجتمع، لضمان مشاركة جميع الأطراف في تطوير العملية التعليمية.
*يواجه المعلم السوداني تحديات كبيرة في عصر الثورة الصناعية الرابعة، ولكن لديه أيضًا فرصة كبيرة لإحداث تغيير إيجابي. من خلال الاستثمار في التعليم، وتوفير الدعم اللازم للمعلمين، يمكننا بناء جيل جديد من المعلمين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل، وتأهيل الطلاب للحياة في عالم متغير باستمرار.