
المسار المدني الديمقراطي
فكرة_ عبد العظيم عوض
*في عز الحرب والدمار وسط الظروف الحالية وحالات النزوح واللجوء بالملايين، يطل عليك من يتحدث عن ما يسمونه عودة المسار المدني الديمقراطي .. أيا كان المعنى المقصود بهذا المسار الهلامي، فدعونا الآن نحشد كل جهد وطني نحو حسم العدوان الشرير الحالي ومن ثم ينتقل الحديث إلى ما ينبغي أن يكون عليه حال دولتنا الجريحة بعد مداواة الجراح ومعالجة الآثار الجسيمة التي ترتبت على هذا العدوان وهي قطعا آثار نفسية قبل أن تكون عضوية ومادية. ,
*لكن مع ذلك يحق للمرء أن يتساءل عن المقصود بهذا المسار المدني الديمقراطي الذي يدعو البعض لعودته، لأول وهلة يظن المتابع لمثل هذه التصريحات إنها تعني العودة لأيام الرباعية والإطاري وكل تلك الأيام حالكة السواد والتي أفضت إلى حالنا الماساوي الحالي .. وقطعا مثل هذا الظن هو الإثم كله وليس بعضه جريا وراء مقولة بعض الظن إثم ، ولا يذكرك إلا بأحلام زلوط ، وزلوط هذا حسب ماورد في التراث السوداني هو إسم أطلق علي ديك منتوف الريش وشديد الهزال حلم يوما أنه نازل نسرا كاسرا وانتصر عليه.
*وهؤلاء وأعني آل (زلوط) يقصدون بالمسار المدني الديمقراطي العلمانية ، لكنهم لايجرأون علي المطالبة بها صراحة في بلدٍ مثل السودان ظل الإسلام شعار كل احزابه الكبيرة التي ظلت تكتسح الانتخابات منذ الاستقلال.
*لقد ظلت الدعوة المثيرة للجدل حول المسار المدني تتبناها السفارات الأجنبية بالخرطوم وتلح عليها بشكل عجيب، وبعض دول هذه السفارات لو نطق احد مواطنيها بكلمة ديمقراطية لما رأى الشمس ثانيةً ، هذا إن بقى على قيد الحياة .. وأخيرا ظل المبعوث الأمريكي السيد توم برييلو كثير الكلام وقليل الفعل ظل يصدعنا بهذه الدعوة الممجوجة يوماتي، ونسي في ظل ثرثرته وكلامه الكثير أن مهمته هي إيقاف الحرب وبحث سبل السلام في السودان وليست توجيه السودانيين إلى الخيارات التي يرتضونها لحكمهم بعد أن تنتهي الحرب ، ولو رجع السيد بيرييلو للأسباب التي أدت لطرد سلفه المبعوث الأممي فولكر ربما تعلم من اخطائه التي اطاحت به وبوظيفته ، وهي أخطاء تمثلت في حشر أنفه فيما لا يعنيه والتدخل في خيارات السودانيين ، فضلا عن الانحياز لرغبات الاقلية التي تريد أن تعيد استعمار بلادنا مجددا تحت رايات توهمات المدنية والديمقراطية.