ظاهرة إفلاس الشركات والمؤسسات المالية في امريكا وأوروبا
د. سيف الدولة بشير عبدالله محمد
لقد إجتاز العالم بصعوبة تداعيات وأثار جائحة كورونا – كوفيد- 19 الإقتصادية والإجتماعية. لكننا نلاحظ كثرة التقارير الإقتصادية عن ظاهرة إفلاس الشركات والمؤسسات المالية في أمريكا واوروبا في هذا العام 2024م. وهذا نذير شؤم لأزمة مالية كبرى قادمة والسبب الجذري وراء كل هذا هو تداعيات الحروب والتغير المناخي الذي إجتاح كل العالم. وذلك لأن كثير من دول الإتحاد الأوروبي أيضاً وعلى رأسها ألمانيا تعاني من ظاهرة إفلاس الشركات والمؤسسات المالية الكبرى.
بالنسبة لأمريكا هذه الأزمة ستؤثر على الإنتخابات وستدعم
موقف الحزب الجمهوري ضد الحزب الديمقراطي وسيتم إستغلالها في الحملات الإنتخابية وسترجح كفة من يحسن إستغلالها.
اما أوروبا فستغرق في خضم الإفلاسات وتضطر الشركات للإندماج والشراكات … لكن بدون ادنى شك فإن الشركات الكبرى ستبتلع الشركات والمؤسسات المالية الصغرى بلا رحمة….
ونحن في دول العالم الثالث سنعاني جراء الأزمة المالية القادمة الكثير لأن إقتصادنا هش بسبب الحروب الداخلية والخارجية وحروب الموارد (حرب المياة وحرب المعادن والثروات الطبيعية والمادية) وسنواجه شراسة وضراوة مثلث الفقر والجوع والجهل.
ورغم هذه التنبوءات إلا أننا نؤمن بأن الأمر من قبل ومن بعد بين يدي الله سبحانه وتعالى مالك الملك وبيده كل شيء وإذا أراد شيء فيقول له كن فيكون. ومع ذلك نحن ننتظر القادة والإستراتيجيون وعلماء الإقتصاد أن يدرسوا هذه الظاهرة بجدية وان يقدموا للبشرية حلول وبدائل لتخطي وإمتصاص أثار هذه الأزمة المالية المحتملة والمرجح حدوثها لأن معدلات ظاهرة الإفلاس الشهري في تزايد مستمر.