إعمار الإنسان أولا
همس وجهر _ ناهد اوشي
*الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل العام 2023 وخلفت خلال العام ونصف العام دمارا شاملا لكافة البني التحتية واتلفت الزرع والضرع وحصدت أرواح كثيرة حتى أضحت قروبات الواتس ومواقع التواصل الاجتماعي سرادق عزاء ومجمع لإعلان الوفيات وحصر الخسائر في الممتلكات ونشر قوائم السرقة وعمليات النهب والسطو غير المسلح وفي وضح النهار وعلى عينك يا (جار ), هذا إن لم يكن الجار نفسه من يقوم بالسرقه أو يدل السارقين على الغنيمة وممتلكات جاره التي (طفح الكوته) وتذوق مرار الشقاء والتعب والذل والسهر والقهر وفراق الأهل لجمع المال وتشييد المسكن و(فرشه) بحر ماله واقتناء السيارات وغيرها من ما افاض الله عليه من نعمه وبفضل جهده الذاتي وكفاحه لسنوات طوال قد تكون في غربه او تجارة داخليه.
*الحرب لم تدمر البني التحتية فقط, بل كشفت النقاب عن معادن رخيصة بكل أس وميزت (الخبيث من الطيب) من الناس, كما أبانت هشاشة الشخصية السودانية واحتياجها للبناء والأعمار من جديد, وإعادة ترتيب العلاقات من جديد, فصاحب الأمس قد لايكون ذاته صاحب اليوم فمتغيرات الحرب وتداعياتها قد أبدلت أقوام وكشفت معادن آخرين, كما أنها أبانت ضعف القدرات البشرية خاصة للذين لجوا إلى دول الجوار ولم يستطيعوا مواكبة سوق العمل الخارجي مما اضطرهم إلى الركون للبطالة والاعتماد على الاعانات الخارجية ودعم المغتربين او العمل الهامشي الذي لا يسد الرمق او يكفي متطلبات الحياة اليومية.
*الحرب وهي في نهايتها بإذن الله نحتاج إلى إعادة بناء الإنسان السوداني قبل إعمار البني التحتية, وبناء السودان يبداء ببناء الكادر البشري وإعاده ترتيب الأولويات, وقتها فقط يمكن أن يواجه السودان أعتي الأزمات بسلاح الوعي والإنسان القوي بأفكاره واخلاقه و تطوره والمومن القوي خير من المومن الضعيف