من رويات وحكايات حرب الكرامة

استراحة المنصة

د. عبدالله ميرغني صالح  

*علمته رومي البكري وصقلته واكتسب منها  الشجاعة والإقدام، ودفعت به إبنا  بارا للسودان، وتلقفته الهجانة (أبريش) أقدم فرق الجيش السودانى أول عهده بالجندية وقذفت به إلى الدلنج السودان (جمينق ألمان) فعجمت عوده، فأحبها  فبادلته حبا بحب، وودا بود، فلا غرو إذ وجدته حضورا بحب في كل منتديات مدينة الدلنج، وفي العديد من مناسباتها الاجتماعية فهو إبن البكري والدلنج والسودان، هو إبن الدلنج يعرف رموزها وأشخاصها وشبابها خلدته المدينة وحفظت له هذا الود ،آخر لقائي به في مقابر بري حيث أودعنا جسد استاذ الأجيال (جولي أرقوف)، وأعتقد أن آخرعهده بحياة الدعة إفطار نظمته أسرة الأستاذ  المرحوم جولي أرقوف بودا,  فكان حضوراً

*حُق للولاية الشمالية ورومي البكري أن تحتفل بأبنها والدلنج والسودان الباراللواء الركن عبدالله بن عوف ساتي.

*ليس غريباً على أحد أشاوس الدفعة 40 أن تكون هذه مواقفه لأكثر من سنتين داخل القيادة العامة وفى برج الاستخبارات مقاتلاً تارة ، ثم مغربلا ومصنفا للأطنان المعلومات التى ترد في مثل هذه الظروف الصعبة حيث يتساقط جنوده وضباطه شهداء بنيران المليشيا وبعضهم تسبب لهم غياب العلاج بعاهات مستديمة ،إنه السودان وهذا جيشه ، ثم يأتي بعض الواهمون يهرفون بكلام غير مفهوم (أن أوقفوا هذه الحرب بين جيشين وحرب الجنرالين) )

*هكذا مضت الحياة داخل أبراج القيادة العامة بهؤلاء الأبطال و (بصحبة الكاهن) يظلهم الإيمان بنصرالله القريب حتى كان الموعد بلقاء الأهل والأحباب.

*حياة أخرى عشتها مع هذا الصديق الوفي، وميدانا وثغرة من ثغور الوطن وحمايته وحجج تأمينه من الإختراق وتطور علاقاته مع دول والأصدقاء في سوح الدبلوماسية بسفارتنا بجوبا، فكان ساعياً لحماية أمن بلاده ،  وتطوير علاقاتها وبناء مصالحها، ومسهلا بين حكومة جنوب السودان ومعارضتها  يجوب قاعات وزارة الدفاع والاكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والامنية فكان أحد صناع إعلان الخرطوم للسلام 2016م ، التي كانت بداية لإتفاق سلام الخرطوم .

*وكان مفاوضا وممثلا لبلاده في إتفاقية جوبا للسلام بين الحكومة السودانية والمعارضة المسلحة 2022م

*عاد من جوبا يحلم  بعشة صغيرة تجمعه وأسرته الصغيرة في حى متواضع،فكان الجنجويد والمليشيا بالمرصاد فإنهارت الأحلام،ولكن كانت الاحلام بحياة والعزة والكرامة وأقوى  من لعاعة الدنيا وترفها، شكرا للواء الركن عبدالله بن عوف ساتي ورفاقه وشكرا لكل جندي فدى بنفسه هذا الوطن، والخلود لشهداءنا وعاجل الشفاء للجرحى.

*كلمات ندفع بها في حق رجل  يستحق أن نقول عنه الكثير لكن محفظة الكلمات والمداد في حق الأوفياء قليل فتقبل منا هذا التقصير، وربنا يتقبل منكم الجهاد والصبر والمصابرة.