المغتربين .. شكر مستحق

همس وجهر _ناهد أوشي

أكثر من عام وخمسة أشهر مرت على الشعب السوداني منذ اندلاع أول شرارة لنيران حرب قضت على الأخضرواليابس.
*لم يفق الشعب من صدمة الخامس عشر من أبريل وفي النفس شئ من حتى وامنيات بأن تكون كذبة أبريل، بيد أنها كانت الحقيقة (المرة) والواقع الأصعب، حيث يعيش الشعب السوداني (موظفين وعمال يومية) من الكادحين دون أي موارد مالية، آخر راتب ناله الموظف مكتملا غير منقوص كان عن شهر مارس 2032، وكذلك آخر ايراد للعمال عند الثالث عشر من أبريل، وبعدها توقفت حركتي البيع والشراء والإنتاج، وتازم معها الوضع الاقتصادي أكثر مما كان عليه الحال.

*الحرب التي تدور رحاها اليوم قد استنزفت كل الموارد، وفي ظل تصاعد أسعار السلع الرئيسية وارتفاع الإيجارات بالولايات التي نزح إليها الملايين من مواطني الخرطوم ونفاد كل المدخرات المالية، جاءت الهجمة المرتدة من قبل السيول والفيضانات لتزيد طين الازمات ( بله)، وتحولت نعمة الأمطار بفضل العجز عن الاستغلال الأمثل للمياه وفشل السدود عن استيعاب الكم الكبير منها، تحولت تلك النعمة إلى كارثة طبيعية عانت منها ولايات لم تكن الأمطار تعرف طريقها إلى سماواتها ولم تبلل أرضها إلا (رزازا) ونسيما عليا، وتفاجأت تلك الولايات بخريف دمر كل البني التحتية والمنازل، واضحى الغالبية يلتحفون السماء وسط انتشار الوبائيات.

ل
*مع كل تلك الأزمات استطاع المغتربين سد هذا الفراغ الكبير للدولة المنشغلة بالحرب والقضاء علي المليشيا الباغية، وسد المغتربون الفراغ من خلال التحويلات ومساعدة الأهل والمعارف لتجاوز الأزمة المالية الراهنة، وما يقوم به المغتربون الآن من ضمان اجتماعي يفوق دور الحكومة بمراحل، ولهم يد سلفت من قبل ودين، شكر وعرفان نزجيه للسودانيين العاملين بالخارج (شيال التقيله، مقنع الكاشفات ) الذين تحملوا عب تكاليف الحرب ومواجهة الكوارث الطبيعية وقاموا بزيادة سقف التحويلات المالية لتغطية المنصرفات في ظل توقف الرواتب، فالمغتربون رغم ما يعانوه من (قهر وفراق أهل ) وظروف اقتصادية طاحنة وضغط العمل المستمر إلا أنهم قد أدوا ما عليهم من ضريبة الوطن وساهموا في حل الأزمات المالية، فلهم التقدير وكل الحب والامتنان، والدور القادم أكبر بعد انجلاء أزمة الحرب هذه وتوقف ها، علينا جميعا داخل السودان وخارجه التكاتف والتلاحم لأجل إعمار السودان وبناءه من جديد على أسس علمية وخطط استراتيجية بعيدة المدى، كل في مجال تخصصة نعيد بناء الوطن ونضع لبنة متينة لسودان مابعد الحرب… والله المستعان