كارثة إنسانية تضرب ولاية الشمالية

شئ للوطن _ م.صلاح غريبة 

 

*تشهد ولاية الشمالية السودانية كارثة إنسانية هائلة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت المنطقة بشكل غير مسبوق، مما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية. ففي مشهد مأساوي، غمرت المياه العارمة القرى والمدن، ودمرت المنازل والمزارع، وأدت إلى تشريد آلاف الأسر، مما دفع بالولاية إلى حافة الهاوية.
*تُظهر الأرقام الصادمة الواردة في التقرير التراكمي للغرفة حجم الدمار الذي لحق بالولاية. فعدد الإصابات بمرض التهاب الملتحمة العين بلغ آلاف الحالات، فيما ارتفع عدد الوفيات بشكل كبير. كما تعرضت آلاف المنازل للتدمير الكلي أو الجزئي، مما زاد من معاناة المتضررين. وتشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من (40) ألف أسرة تضررت، وأكثر من (26) ألف منزل دُمر.
*أكد والي ولاية الشمالية، عابدين عوض الله، أن حجم الأضرار الناجمة عن السيول والفيضانات يفوق إمكانيات الولاية، داعيًا الحكومة المركزية والمجلس الأعلى للدفاع المدني للتدخل العاجل لتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين. وأشار إلى أن الخسائر في الأرواح والممتلكات كانت كبيرة، وأن العديد من الأسر تعيش في العراء وتفتقر إلى الغذاء والإيواء والدواء.
*وفي تصريحات صحفية، قال الوالي: “إننا نواجه كارثة إنسانية حقيقية تتطلب تضافر كل الجهود لإنقاذ المتضررين. ندعو جميع المنظمات الدولية والإنسانية إلى تقديم يد العون لولايتنا في هذه الظروف الصعبة”.
*يعتبر مطار دنقلا حلقة مفقودة في سلسلة الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين. فتح المطار سيسمح بتسريع وتسهيل عملية إيصال المساعدات، سواء كانت غذائية أو طبية أو إيوائية، إلى المناطق المتضررة. كما سيساهم في تخفيف العبء على الطرق التي تعرضت للتلف بسبب السيول، مما يجعل عملية إيصال المساعدات عن طريق البر أكثر صعوبة وتكلفة.
*يرجع خبراء الأرصاد الجوية أسباب هذه الكارثة إلى التغيرات المناخية وزيادة معدلات هطول الأمطار، بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية في الولاية، وعدم وجود خطط طوارئ كافية لمواجهة مثل هذه الكوارث.
*ومن المتوقع أن يكون لهذه الكارثة آثار بعيدة المدى على حياة السكان في الولاية، حيث ستؤدي إلى تفاقم مشاكل الفقر والجوع والمرض، وتشريد أعداد كبيرة من السكان، وتأخير عملية التنمية في المنطقة.
*ندعو جميع الجهات المعنية، سواء كانت حكومية أو أهلية أو دولية، إلى بذل كل ما في وسعها لدعم المتضررين في ولاية الشمالية. ونؤكد على أهمية فتح مطار دنقلا لاستقبال المساعدات الإنسانية، وتوفير كل الدعم اللوجستي اللازم لضمان وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن، كما ندعو إلى ضرورة وضع خطط طوارئ شاملة لمواجهة مثل هذه الكوارث في المستقبل، وتعزيز الوعي بأهمية الاستعداد لمواجهة التغيرات المناخية.